رئيسي

محكمة سعودية تدين «النمر» باشعال الفتنة الطائفية وتقضي باعدامه

من المبكر الجزم بأن حادثة مقتل شخص اميركي في العاصمة السعودية الرياض تم على خلفية ارهابية. فبعض المعلومات تشير الى وجود عوامل شخصية وراء ذلك الحادث. غير ان ذلك لا يقلل من اهمية وخطورة ما حدث، لجهة ما توليه الدولة السعودية من اهمية في مجال الحفاظ على الامن.

فالمملكة العربية السعودية تضع المسألة الامنية في مقدمة اهتماماتها. وتسخر كل امكاناتها في سبيل مكافحة الارهاب. كما توظف كل امكاناتها من اجل تعزيز التوافق والتسامح بين مختلف الاطياف على الارض السعودية.
في هذا السياق، توقف المتابعون عند بعض المفاصل المهمة ذات البعد الامني. اولها، صدور حكم باعدام رجل دين من الطائفة الشيعية بعد ان ادانته المحكمة باشعال الفتنة الطائفية. وهو القرار الذي تؤكد السعودية انه جاء منسجماً مع قوانينها، وثقافتها القائمة على اسس التسامح، والحوار وليس التضاد القائم على العنف.
غير ان القرار الذي انطلق من مبدأ السيادة السعودية اكد فرضية التدخل الايراني في شؤون الدول الاخرى وخصوصاً شؤون الدول الخليجية عموماً والمملكة العربية السعودية خصوصاً. حيث حذرت ايران من تنفيذ حكم الاعدام بحق النمر. مؤكدة بذلك تناقضها مع نفسها ومع تأكيداتها السابقة بانها لا تتدخل في شؤون الغير.

الحكم على النمر
في التفاصيل، حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض الاربعاء على رجل الدين الشيعي المعروف نمر النمر الذي قاد احتجاجات ضد السلطات في شرق المملكة، بالاعدام بتهمة «اشعال الفتنة الطائفية» و«الخروج على ولي الامر» وغيرها من التهم. ووجهت ايضاً الى النمر المعروف بمواقفه الحادة من الحكومة السعودية وتاييده للاحتجاجات في البحرين وقيادة احتجاجات مشابهة في المنطقة الشرقية، تهم «حمل السلاح في وجه رجال الأمن» و«جلب التدخل الخارجي» و«دعم حالة التمرد في البحرين». وهو الحكم الذي يملك العاهل السعودي حق الغائه بعفو ملكي.
وكان الشيخ النمرالبالغ من العمر 55 عاماً اوقف في بلدته العوامية في تموز (يوليو) 2012 في ظل اضطرابات في الشارع في منطقة القطيف في المنطقة الشرقية.
يشار الى ان العوامية من البؤر الساخنة في القطيف نظرا للتشدد السائد هناك.                             وقتل اثنان من مؤيدي النمر في التظاهرات التي اعقبت اعتقاله. وبدأت محاكمة الشيخ النمر في اذار (مارس) 2013، وعقدت المحكمة 13 جلسة في قضيته.                                                            الى ذلك، حذر المرجع الديني بإيران، ناصر مكارم شيرازي، السلطات في المملكة العربية السعودية من إعدام ما وصفه بعالم الدين الكبير «الشيخ النمر». «ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن شيرازي وصفه للقرار بـ «التعسفي» ولوح بانه ستكون له «تداعيات سيئة».

ادانات
بالتوازي، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض أحكاماً ابتدائية تقضي بإدانة 22 متهماً من خلية تضم 88 متهماً. وقد حكمت المحكمة بالقتل تعزيراً على ثلاثة متهمين وسجن 19 آخرين من 9 إلى 33 عاماً.
وجاءت إدانة المتهمين بتهم مختلفة منها إطلاق النار على رجال الأمن أثناء المواجهة الأمنية التي حصلت في شقة الخالدية بمكة، والتدرب في معسكرات القاعدة على استخدام الأسلحة والمتفجرات، والتخطيط لتنفيذ أعمال إرهابية داخل المملكة، والتخطيط لاختطاف واغتيال بعض الشخصيات المهمة، والاشتراك في حيازة الأسلحة والقنابل بقصد الإفساد والإخلال بالأمن ودعم الإرهاب والعمليات الإرهابية، وحيازة مواد حاسوبية تحتوي على مواد محظورة، وتزوير الأوراق الثبوتية.
وافتتحت الجلسة بحضور القضاة ناظري القضية والمدعي العام والمدعى عليهم، كما تم إبلاغ المعترضين بأن موعد تقديم الاعتراض على الحكم يكون خلال 30 يوماً من الموعد المحدد لاستلام صك الحكم وإذا مضت المدة ولم يقدم أياً منهم اعتراضه خلالها فسوف ترفع القضية إلى محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة لتدقيق الحكم بدونها.
في مسار مواز، اعلنت الشرطة السعودية ان اميركياً قتل واصيب آخر في اطلاق نار استهدف سيارتهما في الرياض مؤكدة القبض على المعتدي.
وذكرت الشرطة ان الاعتداء الذي تبعه تبادل لاطلاق النار بين المهاجم والشرطة، وقع في شرق مدينة الرياض.
ونقلت الوكالة عن المتحدث الاعلامي لشرطة منطقة الرياض القول، انه تعرض شخصان في سيارتهما لإطلاق نار أثناء توقفهما عند إحدى محطات الوقود بالقرب من استاد الملك فهد شرق مدينة الرياض.
وتابع ان الهجوم اسفر عن مقتل أحد الأشخاص الذين في السيارة واصابة الآخر باصابة متوسطة، واتضح أنهما من حملة الجنسية الأميركية.
وحاصرت الشرطة المعتدي وحصل معه بحسب المتحدث تبادل لاطلاق النار، وقد اصيب منفذ الهجوم وقبض عليه.
واكد البيان انه تم نقل المصابين إلى المستشفى، وان الحادث ما زال محل المتابعة الأمنية.
ولم يوضح المتحدث ما هي دوافع الهجوم او ما اذا كان مرتبطاً بتنظيمات متطرفة مثل القاعدة او غيرها.
من جهته، قال دبلوماسي اميركي ان مطلق النار الذي قتل اميركياً واصاب اخر في الرياض الثلاثاء هو موظف سابق يحمل الجنسيتين السعودية والاميركية، وانه كان مستاء من شركة متعاقدة مع وزارة الدفاع الاميركية.

من هو مطلق النار؟
وقال المصدر ان مطلق النار هو موظف سابق في الشركة التي كان القتيل والجريح يعملان فيها، مستبعداً فرضية الاعتداء «الارهابي» على الموظفين. واكدت الخارجية الاميركية رسميا في وقت سابق مقتل اميركي واصابة اخر بالرصاص في شرق الرياض جراء تعرضهما لاطلاق نار في محطة وقود قريبة من مقر الشركة التي يعملان فيها في العاصمة السعودية.
واوضحت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي ان شركة «فينيل ارابيا» تعمل في اطار «برامج عسكرية للحرس الوطني السعودي» في الرياض.
واضافت المتحدثة «نحن على اتصال وثيق بالحكومة السعودية لمواصلة جمع التفاصيل ومعرفة دوافع اطلاق النار هذا».
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه شرطة منطقة الرياض إنه لم يثبت لدى الجهات الأمنية وجود أي ارتباطات سابقة لمنفذ العملية مع التنظيمات المتطرفة، ولكنها تتابع حالته الصحية لأخذ أقواله والوقوف على دوافعه من إطلاق النار على المجني عليهما.

الرياض -«الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق