قصف عنيف على مخيم اليرموك وأحياء جنوب دمشق وضربات جوية ضد المعارضة قرب دمشق
تستمر حملة القصف العنيفة التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه على مخيم اليرموك الفلسطيني للاجئين والأحياء القريبة إليه جنوب دمشق، سعياً لاستعادة كامل العاصمة بعد سيطرته على الغوطة الشرقية وبدء انسحاب مقاتلي المعارضة من منطقة القلمون الشرقي في إطار اتفاقات الإجلاء التي تم خلالها إخراج مدنيين ومقاتلين من المناطق التي كانت تسيطر عليها الفصائل المسلحة.
قتل خمسة مدنيين بينهم عائلة من ثلاثة أشخاص خلال الساعات الـ 24 الماضية، إثر قصف النظام السوري مخيم اليرموك الواقع على أطراف دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد.
وبدأت قوات النظام حملة قصف عنيف على منطقة مخيم اليرموك الفلسطيني للاجئين جنوب دمشق ، وعلى الأحياء القريبة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ الخميس 19 نيسان (أبريل).
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن امرأة وزوجها وطفلهما قتلوا في القصف على اليرموك «ليرتفع إلى تسعة على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا منذ التصعيد على المنطقة يوم الخميس».
وأشار عبد الرحمن إلى تواصل القصف الجوي والصاروخي والاشتباكات في الحي.
وكان اليرموك حياً مكتظاً بالسكان في العاصمة لكن العنف مزقه منذ اندلاع النزاع السوري في 2011.
وفرض النظام السوري حصاراً عليه في 2012 فيما أنهك القتال بين الفصائل المعارضة والجهاديين السكان.
وفي 2015، سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على معظم أجزاء الحي، فيما وافق مقاتلون من المعارضة وجهاديون من خارج تنظيم «الدولة الإسلامية» كانوا متواجدين بأعداد أقل في اليرموك على الانسحاب قبل أسابيع. وهو متاخم لجيب تسيطر عليه جماعات معارضة أخرى تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر.
وتسعى قوات النظام السوري لاستعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها، بعدما سيطرت على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق.
لكن تصعيد القصف على اليرموك أثار قلق المنظمات الإنسانية.
وأبدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في دمشق في بيان الجمعة «قلقها الشديد إزاء مصير المدنيين» مع استمرار «القصف وإطلاق قذائف الهاون والاشتباكات العنيفة داخل المخيم وفي محيطه».
وقال كريس جانيس المتحدث باسم أونروا «النزوح مستمر إذ ينتقل الناس إلى منطقة يلدا المجاورة للفرار من القتال. بعض الأسر مستقرة في اليرموك إما لأنها لا تستطيع الانتقال بسبب احتدام المعارك أو لأنها اختارت البقاء».
وأضاف «ليس لدينا أي أرقام عن عدد من انتقلوا لكن الوضع الإنساني في اليرموك ويلدا لا يحتمل».
وبدأ مقاتلو المعارضة السبت الانسحاب من جيب كانوا يسيطرون عليه يقع شمال شرقي دمشق في منطقة القلمون الشرقي بموجب اتفاق استسلام مع النظام. ويجري نقلهم لمنطقة تسيطر عليها المعارضة على الحدود مع تركيا.
وباستعادة القلمون الشرقي والجيب الواقع إلى الجنوب من دمشق لم يتبق للمعارضة سوى جيب واحد محاصر شمالي مدينة حمص، لكن مازالت أجزاء كبيرة من الأراضي السورية على الحدود مع الأردن وإسرائيل وتركيا والعراق خارج سيطرة الأسد.
ضربات جوية
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون السوري أن ضربات جوية استهدفت منطقة تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق يوم الأحد في حين تكثف القوات الحكومية جهودها لسحق آخر معقل للمقاتلين قرب العاصمة.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن اثنين من اللاجئين الفلسطينيين – أب وابنه- قتلا في منزلهما في مخيم اليرموك المجاور.
وقال كريس جينيس المتحدث باسم الأونروا إن الدمار لحق بآلاف المنازل في اليرموك في القتال المستمر منذ أربعة أيام.
وأضاف «يجب أن يكون هناك ممر آمن للمرضى والجرحى والذين يحتضرون من المدنيين… اليرموك تحول إلى مخيم للموت مثل احدى درجات الجحيم السفلى».
والجيب الذي يسيطر عليه متشددون متصل بجيب آخر تسيطر عليه جماعات معارضة أخرى تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر.
فرانس24/ وكالات