دولياترئيسي

الدراجات الهوائية تحتل وسط لندن

على مدى يومين عاش قلب لندن من حي وستمينستر الى ضفاف نهر التايمز، «رهينة» العائلات ومحبي الدراجات الهوائية، الذي اخلي من السيارات، وجرى تجميد كل شيء فيه من اجل اقامة اول مهرجان للدراجات، الذي ابتكره باين ادموندسون، من «لندن بارتنر»، مدعوماً من رئيس بلدية لندن، بوريس جونسون. والتقى في المهرجان 70 ألف شخص، تجمعوا في المكان الذي يستقبل عادةً ماراتون لندن. فكان عيداً كبيراً، وليس هذا فحسب، فإن الرسالة التي سعى المنظمون الى اطلاقها واضحة: ان مستقبل العاصمة (كل العواصم)، يمر عبر تغيير اساسي في العادات: بنزين اقل، غازات اقل، ومزيد من الحركة البدنية.
ونفذت لندن خطوات مثيرة الى الامام في هذا المجال، فان عدد الممرات المخصصة للدراجات الهوائية يزداد في صورة غير معقولة في شوارعها، وتشجع الدولة على اعتماد الدراجات الهوائية بتنظيم دورات ترشيد خاصة بسلامة قيادة الدراجات الهوائية في المدينة.
وتؤكد الاحصاءات مدى ازدياد الاعتماد على الدراجات. فإن عدد اللندنيين الذين يعتمدون الدراجة للذهاب الى اعمالهم ازداد في معدل 173 في المئة، خلال عشر سنوات، وكشف الاحصاء الاخير ان 41 في المئة من الناس، كانوا يذهبون الى مكان العمل بسياراتهم الخاصة، وان هذا المعدل انخفض الى 33 في المئة بعد عشر سنوات. وراح الناس يفضلون الانتقال بوسائل النقل العام والدراجات الهوائية. بينما يتوجه اليوم 4،3 في المئة من اللندنيين الى اماكن عملهم على دراجة هوائية ولكنه جيش صغير، يتزايد عدداً يوماً بعد يوم، ويحظى برعاية متزايدة كما يستحق.
يدل على ذلك المهرجان الذي اقيم في الاسبوع الماضي، على مدى يومين. وسيعاد في كل سنة: هدوء في حركة السيارات لا مشادات على افضلية المرور، لا تزمير ولا ضجيج محركات، وغازات سامة اقل في الاجواء.
ماذا لو اعتمدت التدابير ذاتها في عالمنا العربي؟ فهل يكون الانصياع على هذا الوجه؟!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق