تقنية-الغد

قلب اصطناعي يعدل عمله وفق حالة المريض

طور العلماء نوعاً جديداً من القلوب الإصطناعية التي تجمع بين المواد الإصطناعية المركبة والبيولوجية، فضلاً عن وجود أدوات استشعار وبرمجيات لتقصي مستوى الجهد لدى المريض وبالتالي تعديل عمل القلب وفقاً لذلك.

ستجري تجربة القلب على المرضى في أربعة مراكز لجراحة القلب في أوروبا والشرق الأوسط، واذا ثبت أن هذا الجهاز الإصطناعي البيولوجي الذي ابتكرته شركة فرنسية آمن وسليم وفعال فإنه قد يستخدم لدى المرضى الذين ينتظرون عمليات زرع قلب، وهو يقوم بتحريك الدم وتدويره في أنحاء الجسم البشري.
وفي الوقت الراهن هناك قلب اصطناعي كامل واحد أنتجته شركة أميركية، حاز على ترخيص السلطات الأميركية والكندية والأوروبية لزرعه لدى المرضى.
وكانت محاولات استبدال القلوب البشرية واحلال الإصطناعية البيولوجية مكانها قد بدأت قبل عقود، فمن التحديات الكبيرة صنع جهاز يمكنه تحمل الظروف الصعبة للدورة الدموية في جسم الانسان، وبالتالي ضخ الدم بشكل يعتمد عليه كما يفعل القلب البشري.
ومن التعقيدات الاخرى حدوث السكتة القلبية التي تسببها خثرات الدم في القلوب الاصطناعية المزروعة، ولهذه الأسباب توفر القلوب الاصطناعية الكاملة خدماتها بوصفها اجراءً مؤقتاً أو جسراً الى أن تتم عملية الزرع النهائية.
لكن الحاجة الماسة لهذه الأجهزة المنقذة للحياة قد دفعت بالهيئات الأكاديمية والصناعات الخاصة، لمحاولة انتاج قلب اصطناعي أفضل. فهناك في الولايات المتحدة الأميركية وحدها 5،7 مليون شخص يعانون من قصور في القلب، استناداً الى مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها.
ولأن عدد الطلب على زرع القلوب يزيد كثيراً عن عدد المتبرعين به، فإنه يمكن للمرضى الإنتظار سنوات للحصول على قلب أحد المتبرعين في حين يكون بعضهم الآخر غير مؤهل للحصول على قلب نظراً لمشكلات صحية اخرى. وهكذا يمكن للقلب الاصطناعي انقاذ الحياة في انتظار الحصول على قلب متبرع به.

نظام تحكم
وكان الجراحون قد زرعوا قلب الشركة الأميركية الإصطناعي في صدور أكثر من ألف مريض، ويجري نفخ الهواء من نظام تحكم خارجي خلال الأنابيب الموصولة عبر الجلد الى الجهاز.
ولكن وفقاً لتصميم الشركة فهناك حجرتان كل منهما مقسمة بأعشية تحتجز سائلاً هيدرولياً في أحد الجوانب، وتقوم مضخة بمحرك بتحريك السائل الهيدرولي من داخل احدى الحجرتين وخارجها، وهكذا دواليك مما يسبب تحرك الغشاء وانسياب الدم الى الجانب الآخر من كل غشاء.
والدم الذي يواجه أحد جوانب الغشاء مصنوع من نسيج مأخوذ من قلب بقرة لجعل الجهاز أكثر تطابقاً بيولوجياً. والفكرة هنا هي تطوير قلب اصطناعي تكون فيه الأجزاء المتحركة التي هي في تماس الدم مصنوعة من نسيج يلائم البيئة البيولوجية، وهذا ما يجعل المرضى أقل اعتماداً على الأدوية المضادة للتخثر والتجلط.

رصد الاداء
ويستخدم الجهاز الأميركي الجديد أيضاً صمامات مصنوعة من نسيج القلب البقري، وبالتالي فإنه مزود بمستشعرات لتحري أي زيادة في الضغط داخل الجهاز. ويجري ارسال هذه المعلومات الى نظام تحكم خارجي، ويمكن تعديل معدل تدفق الدم استجابة للطلب المتزايد عليه خصوصاً لدى قيام المريض بالتمارين الرياضية.
والجهاز المثير هذا هو واحد من قلوب اصطناعية عدة يجري تطويرها حالياً عبر المعمورة. ويقوم أحد العلماء في معهد تكساس للقلب وزملاؤه بإختبار نوع آخر من القلب الإصطناعي الذي لا يولد نبضات قلب، لكنه يقوم بإستمرار بضخ الدم في جميع أنحاء الجسم.
والأمل هنا أن التدفق المستمر للدم خلافاً لعمل القلب الطبيعي يبعد خطر العطل الميكانيكي الذي يصيب القلب الاصطناعي عادة الذي يعمل بالنبض لضخ الدم.

طنوس داغر
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق