الراعي: نتطلع لوجوه نيابية جديدة ولرجالات واعية ومسؤولة
شقير: قادرون على بناء اقتصاد قوي ومنافس
افتتح اليوم فرع «غرفة بيروت وجبل لبنان» في جونيه، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضور رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير وحشد من نواب المنطقة والفاعاليات الرسمية والدينية والاقتصادية ورجال اعمال من مختلف القطاعات.
واقيم احتفال بالمناسبة، استهله شقير بكلمة، اعتبر فيها انه «يوم مبارك ومفعم بالخير والأمل بحضور هذه الوجوه المميزة والمحبة، لنتشارك سوياً في افتتاح فرع غرفة بيروت وجبل لبنان هنا في جونية، هذه المدينة الجميلة والرائعة والمحببة على قلب كل اللبنانيين ومحط اعجاب العرب والعالم، برعاية كريمة من صاحب الغبطة».
وشكر شقير البطريرك الراعي على «تكرمه لمباركة هذا الفرع الذي أردناه صرحا اقتصاديا للعمل والانتاج»، وقال: «اغتنم هذه المناسبة لاعبر لكم باسمي وباسم القطاع الخاص اللبناني عن احترامنا الشديد لشخصكم الكريم، على دوركم ومواقفكم الوطنية المتقدمة التي تحفظ الكيان والانسان. دائماً وخلال الصعاب التي مر فيها البلد وعند كل محنة واجهتنا، يحضر الى ذهني دعوتك المفضلة، وهي الشراكة والمحبة، اتذكرها لأنني ارى فيها خشبة الخلاص للبنان، لبنان الذي تحب ونحب، لبنان العيش المشترك ولبنان الدولة الرائدة في المنطقة ولبنان الرسالة».
ورأى أنه «بافتتاح فرع الغرفة في جونيه، نجسد معا الشراكة بالفعل، لاننا نريد منه ان يكون واحة رحبة تتفاعل فيها كل القطاعات الاقتصادية ووتلاقى فيها ايضاً كل الافكار الخلاقة التي تبني وطناً يليق باللبنانيين»، ولفت الى أن «تصميم هذا الفرع تم بشكل مميز، كما تم تجهيزه بكل الوسائل التكنولوجية المتطورة لتمكينه من استيعاب كل النشاطات الاقتصادية على اختلافها، خدمة لقطاعات الاعمال في كسروان وجبيل والمناطق القريبة ولكل شركة او رجل اعمال. فهو يضم قاعة مؤتمرات باسم الشيخ نسيب الجميل، وقاعة اجتماعات باسم السيد حنا فهد، ومكاتب لاتحاد تجار جبل لبنان وجمعية تجار جونيه كسروان والفتوح وتجمع صناعيي كسروان ونقابة اصحاب المؤسسات السياحية البحرية، اضافة الى مركز المعاملات التابعة لغرفة بيروت وجبل لبنان».
اضاف: «اليوم بات الجميع، خصوصاً أهل السلطة، يعون جيداً القدرات التي يتمتع بها القطاع الخاص والدور الذي لعبه للحفاظ على الاقتصاد الوطني، وهم يتطلعون لأن يقود التنمية في لبنان في المرحلة المقبلة، بعد فشل الدولة في إدارة مختلف الخدمات، لا سيما الكهرباء والمياه والنفايات وغيرها الكثير. لذلك نعلن أمامكم، وانطلاقاً من الانجازات العظيمة التي حققها القطاع الخاص في الداخل وحتى في اكبر الدول المتقدمة، اننا قادرون على بناء اقتصاد قوي ومنافس يخلق فرص عمل لشبابه وشاباته».
وتابع: «اننا في القطاع الخاص، نعبر أفضل تعبير عن الوطنية الخالصة. نحن ماركة مسجلة اسمها لبنان. فأهل القطاع الخاص لم يعرفوا يوماً، لا مذهبية ولا طائفية ولا مناطقية، كل ما نعرفه هو العمل والانتاج وهمنا اعلاء شأن مؤسساتنا والخروج الى العالمية. كل ما نريده ان تضخ الدماء في شرايين اقتصادنا بقوة من خلال المزيد من النشاط والمزيد من انشاء المؤسسات والاستثمارات، وهي شرايين تمتد بشكل متكامل من الجنوب الى بيروت الى جبل لبنان الى الشمال والبقاع. فنحن كنا وسنبقى وحدة متراصة حفاظاً على قوتنا واقتصادنا. هذه هي الشراكة التي يدعو اليها البطريرك الراعي، والتي سنبقى نعمل لتحقيقها في كل مكان وزمن».
وبارك شقير «هذا الفرع لجونيه وجبيل والمتن ولبيروت وللشمال والجنوب والبقاع ولكل لبنان، فكل صرح اقتصادي يبنى في البلد هو صرح وطني بامتياز».
الراعي
والقى البطريرك الراعي كلمة، فقال: «يسعدني في ختام هذا اللقاء الجميل، ان اقول ثلاث كلمات، شكر وتقدير ودعاء. الشكر للاستاذ محمد شقير رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان ورئيس الهيئات الاقتصادية، اشكره شخصياً واشكر ما يمثل، اولا لانشاء هذا الفرع في جونيه لكسروان والمنطقة، وثانياً، لوضع هذا الافتتاح تحت رعايتي، وهذا شرف كبير بالنسبة الي».
اضاف: «عندما شاهدت اليوم كل هذه الوجوه، خصوصاً الفاعليات الزراعية والصناعية والسياحية والتجارية كبر قلبي، وقلت: لماذا اخاف انا على لبنان طالما لدينا اشخاص ورجالات من هذا النوع. هذا الشكر اريد ان اعكسه من قبل كل اهالي كسروان وجبيل والمنطقة على انشاء هذا الفرع في جونيه. أما التقدير فهو لكم. فانا اعرف معاناتكم الكبيرة في كل القطاعات التي تعملون فيها، اعرف كل مشكلاتكم لأنني ارافقكم كل يوم وأوصل صوتكم كل احد وكل اربعاء، اوصل هذا الصوت وهذه الصرخة لكل مشكلات قطاعاتنا الصناعية والتجارية والزراعية والساحية، التي تعتبر العمود الفقري للبنان، والتي من دونها لبنان يسقط، لذلك اقول لكم كلمة تقدير على صمودكم. فانتم تتحملون الكثير وتخسرون، وعلى الرغم من ذلك تقفون محافظين على اعمالكم وتحلمون بغد أفضل، ونحن معكم نحلم بغد أفضل من قبل الدولة والاحزاب والسياسيين، ربما هؤلاء غير مدركين قيمة هذه القطاعات، والا لو كانوا يدركون لعرفوا ان الدول تقوم أولاً واخيراً على اقتصادها على اختلاف قطاعاته».
وتابع: «تقديري لكم لانكم على الرغم من كل هذه الصعوبات، لا تزالون تفتحون مؤسساتكم لخلق فرص العمل ولعائلات تعيش منها، وفي حال اجبرتم على صرف بعض الموظفين، فانكم تشعرون بمراراة لانكم ترون امامكم، للأسف، ان شعبنا بات فقيراً. وبالاستناد الى الاحصاءات الرسمية، فهناك 30 بالمئة من الشعب اللبناني تحت خط الفقر».
واردف: «للاسف ليس هذا هو الشعب اللبناني، الشعب اللبناني لديه كرامة وعزة، وكان طوال حياته يعيش بكرامة وبحبوحة وعزة، أما ان يصبح الشعب اللبناني اليوم شعباً يستعطي، فهذه مشكلة. اما الدعاء فهو لله حتى يبارك اعمالكم ومؤسساتكم ويبارك جهودكم واتعابكم ويكافئكم على هذا الجهد».
وشكر الراعي شقير وغرفة بيروت وجبل لبنان على «هذه الصور الرائعة التي تم وضعها على جدران الفرع»، وقال: «عندما دخلنا الى هنا، فنحن لم ندخل الى مجرد مؤسسة، إنما الى مكان يشعرنا بلبنان الجميل الذي نحب، وبأننا من هنا سنبقى في لبنان على هذا المستوى من الجمال».
وتطرق الراعي الى «ضرورة تحديث التشريعات اللبنانية لتسهيل امور المستثمرين واصحاب الاعمال وتحسين اداء الادارة»، وقال: «نتطلع في المجلس النيابي المقبل الى وجوه جديدة ودم جديد وفكر جديد، لان لبنان يقف امام تحديات كبيرة جداً، فنحن بحاجة لرجالات مسؤولة وواعية ومدركة للتشريع في مجلس النواب وبالتنفيذ في الحكومة وبالعمل السياسي الصحيح. بالشكر تدوم النعم وبالقدير ننسى التعب وبالدعاء نعتبر ان العناية الالهية تقف الى جانب كل انسان».
تكريم
بعد ذلك، قدم شقير للراعي «درع اتحاد الغرف اللبنانية»، وهدية تذكارية.