أعلنت الشرطة السريلانكية أن قنابل حارقة ألقيت على مسجد الخميس فيما يقوم مئات الجنود بدوريات في منطقة وسط البلاد حيث وقعت اعمال عنف ضد مسلمين اسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وقالت الشرطة إن متاجر يملكها مسلمون تعرضت للحرق والنهب في مناطق عدة في سريلانكا، وذلك بعد أيام على فرض حالة الطوارئ على مستوى البلاد لوقف أعمال العنف في كاندي.
وأعلنت الشرطة توقيف 85 شخصاً بتهمة اثارة الشغب في المنطقة الواقعة على تل، بينهم زعيم جماعة سنهالية بوذية متطرفة معروفة بالتحريض على المسلمين.
وقال المتحدث باسم الشرطة روان غوناسيكيريا للصحافيين في كولومبو «اعتقلنا عشرة مشتبه بهم رئيسيين، منهم اميث ويراسينغ الذي خطط وقاد تلك الهجمات» مؤكداً اعتقال 75 آخرين.
ونشرت آليات مدرعة وجنود مدججون بالسلاح في المنطقة الواقعة على تل، حيث لا تزال خدمة الانترنت متوقفة وحظر التجول الليلي مستمر.
وأمرت الحكومة بقطع الانترنت بعد ان رصدت الشرطة عددا من مثيري الشغب السنهاليين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لتنسيق هجمات على مؤسسات لمسلمين.
واحرق اكثر من 200 من المنازل والمتاجر والسيارات في ثلاثة أيام من اعمال العنف، على ايدي مثيري شغب من الغالبية السنهالية البوذية.
وفرض حظر تجول لـ 24 ساعة بعد ظهر الاربعاء، عقب انفجار قنبلة بيد مهاجم فقتل واصيب 11 شخصاً آخرين، بحسب مسؤولين.
وتم تخفيف حظر التجول الصباحي في اعقاب ليلة هادئة، لكن التوتر لا يزال يخيم على المنطقة السياحية فيما المدارس مغلقة.
لكن في كوروفيتا (125 كلم جنوب كاندي) قالت الشرطة إن زجاجات حارقة القيت على مسجد. ولم تقع اضرار كبيرة وتم توقيف ثلاثة مشتبه بهم.
وفي ويليغاما (240 كلم جنوب كاندي) هوجم متجر مملوك لمسلمين، بحسب الشرطة، فيما تعرضت مؤسسات يملكها مسلمون للرشق بالحجارة في موقعين اثنين على الاقل خارج كاندي.
وطلبت الهيئة المنظمة للاتصالات من مزودي الانترنت حجب فايسبوك ومنصات التواصل الاجتماعي الاخرى لمنع انتشار خطاب الكراهية للمسلمين.
ورصدت الشرطة رسائل معادية للمسلمين تم تشاركها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها تسجيل نشره راهب بوذي متشدد يحرض على العنف ضد المسلمين.
وقال مواطنون مسلمون في كاندي إن قوات الامن والشرطة — الممنوحة صلاحيات القيام بتوقيفات بموجب قانون الطوارئ — كانت بطيئة في الاستجابة عقب اندلاع اعمال العنف.
ونقلت صحيفة دايلي اف.تي الخميس عن رجل الاعمال المسلم م. جافر «التقاطع الرئيسي يشتعل. وفي الوقت عينه فإن السلطات تقف مكتوفة الايدي وتراقب».
دعوات للسلام
مستذكراً تاريخ الجزيرة الطويل من العنف الاتني حض قائد فريق الكريكت السابق كومار سنغاكارا مواطنيه على أن يقولوا «لا للعنصرية».
وقال في تسجيل نشر على تويتر «يجب أن نحرص على أن يشعر الجميع في سريلانكا بالامان والحب والقبول بغض النظر عن الاتنية او الديانة».
وجال الرئيس مايثريبالا سيريسينا في كاندي الأربعاء وأمر قوات الامن باستخدام كل سلطة القانون ضد مثيري الاضطرابات.
وأكد مسؤولون عسكريون إرسال تعزيزات إلى المنطقة مساء الأربعاء لمساعدة الشرطة التي استخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق مثيري شغب في الليلة السابقة.
ودانت الامم المتحدة اعمال العنف وحضت سلطات كولومبو «على ضمان اتخاذ التدابير المناسبة بسرعة لاعادة الوضع إلى طبيعته في المناطق المتضررة».
تقع منطقة كاندي على بعد 115 كلم شرق كولومبو، وهي مقصد للسياح والحجاج البوذيين أيضاً.
وقال مسؤول في الشرطة في المنطقة في اتصال هاتفي «المتاجر مفتوحة والمزيد من الأشخاص يُشاهدون في الطرق منذ رفع حظر التجول».
وطلب من السياح تجنب المنطقة السياحية التي تضم أكثر المعابد قدسية لدى البوذيين في سريلانكا.
وقال الوصي على المعبد وهو على قائمة اليونسكو براديب نيلانغا ديلا ان السياح الاجانب والحجاج يتدفقون على المعبد رغم التوتر.
تفجرت اعمال العنف الاثنين في اعقاب مقتل رجل من الغالبية السنهالية البوذية على أيدي مسلمين الاسبوع الماضي. وتصاعد التوتر بعد العثور على جثة مسلم في مبنى محترق الثلاثاء.
والسنهاليون البوذيون هم اكبر مجموعة اتنية في سريلانكا ويمثلون 75 بالمئة من سكان الجزيرة البالغ عددهم 21 مليون نسمة. ويمثل المسلمون 10 بالمئة من عدد السكان.
ووجه البرلمان الثلاثاء اعتذاراً للاقلية المسلمة على اعمال العنف التي استهدفتهم في الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.
وكان مثيرو شغب قد احرقوا متاجر مملوكة لمسلمين وهاجموا مسجداً في شرق البلاد الاسبوع الماضي. واندلعت اعمال عنف في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في جنوب الجزيرة أدت الى مقتل رجل والحاق اضرار بمنازل وسيارات.
وفي حزيران (يونيو) 2014 اندلعت مواجهات بين بوذيين يقودهم رهبان متطرفون، ومسلمين أوقعت اربعة قتلى.
ا ف ب