أوباما: لن يتردد في إعلان موقف إذا كانت «القيم الأساسية» لأميركا على المحك

نقل السفارة الاميركية الى القدس خطوة احادية تفجر الوضع
أكد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما في مؤتمره الصحفي الأخير الأربعاء أنه لن يتردد في إعلان موقف إذا كانت «القيم الأساسية» لأميركا على المحك.
في مؤتمره الصحافي الأخير قبل يومين من مغادرته البيت الأبيض أكد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما أنه قد يعلن موقفاً بعد انتهاء ولايتيه الرئاسيتين إذا وجد أن «القيم الأساسية» لأميركا على المحك.
ولم يستبعد أوباما إمكان «إعلان مواقف» حول موضوعات مثل التمييز وحق التصويت وحرية الصحافة أو الهجرة.
وقال «هناك فرق بين آلية العمل السياسي اليومية وبعض المشاكل أو المراحل التي يمكن أن تؤثر في قيمنا الأساسية».
وأضاف «أدرج في هذه الفئة التمييز المنهجي (…) العوائق التي توضع في وجه الأشخاص القادرين على التصويت وممارسة حقوقهم (…) التدابير المؤسساتية لإسكات صحافة المعارضة والتدابير الهادفة إلى ترحيل أطفال كبروا هنا».
وتابع أوباما «ستكون أموراً تستحق أن أعلن مواقف في شأنها».
وكرر من جهة أخرى أنه يرغب بعد مغادرته البيت الأبيض في الكتابة وتمضية وقت مع عائلته.
وقال «أريد الكتابة. أريد أن أكون صامتاً بعض الشيء (…) وتمضية وقت مع ابنتي» لافتاً إلى أنه سيحتفل هذا العام بالعيد الخامس والعشرين لزواجه.
نقل السفارة الاميركية
ولمح الرئيس أوباما إلى أن نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس قد يسفر عن نتائج من شأنها «تفجير» الوضع وأبدى قلقه إزاء تراجع فرص حل الدولتين للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قد وعد بنقل السفارة إلى القدس في كسر لسياسة تنتهجها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة. ويريد كل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي القدس عاصمة ومن شأن مثل هذا التغيير أن يثير إدانة دولية.
وقال أوباما «عندما يتم اتخاذ خطوات أحادية مفاجئة تتعلق ببعض القضايا الجوهرية والحساسيات المتعلقة بأي جانب.. فإن ذلك قد يفجر الوضع».
ورداً على سؤال عن احتمال نقل السفارة قال «ذلك جزء مما حاولنا أن ننوه به للفريق القادم في عمليتنا الانتقالية، الانتباه إلى هذا لأن هذه… مادة متفجرة».
وكان أوباما قد قال مراراً إن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية يعرقل حل الدولتين الذي ترى الولايات المتحدة أنه الحل الأمثل لعقود الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال في المؤتمر الصحفي إن إدارته لم تستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع مشروع قرار أقرته الأمم المتحدة في الآونة الأخيرة بشأن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي لأنها ترى أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد للسلام.
وأضاف «هدف مشروع القرار كان ببساطة القول إن… نمو المستوطنات يوجد واقعاً على الأرض يجعل حل الدولتين مستحيلاً على نحو متزايد».
وتابع «كان من المهم بالنسبة الينا أن نبعث بإشارة ونطلق تحذيراً من أن هذه اللحظة ربما تكون في سبيلها للضياع».
وكانت إسرائيل قد وصفت قرار الولايات المتحدة الامتناع عن التصويت وليس استخدام حق الفيتو بأنه «مخز». وزادت هذه الخطوة الأميركية إضافة إلى حديث حاد أدلى به وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري عن هذه المسألة من أجواء التوتر بين إدارة أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
«علاقات بناءة مع روسيا»
وفي ما يتصل بالعلاقة بين واشنطن وموسكو، اعتبر اوباما ان «من مصلحة اميركا والعالم اقامة علاقات بناءة مع روسيا»، مضيفاً «ذلك كان نهجي خلال رئاستي، لقد عملنا معاً حيث كانت مصالحنا تتقاطع».
ولكن، قبل يومين من تنصيب ترامب الذي يسعى الى تحسين العلاقات بين البيت الابيض والكرملين، لاحظ اوباما ان هذا النهج اصطدم بـ «تصعيد للخطاب المناهض لاميركا» بعد عودة فلاديمير بوتين الى الرئاسة الروسية في 2012، ما جعل العلاقة بين واشنطن وموسكو اكثر «صعوبة».
شعبية قياسية
وتؤكد استطلاعات الرأي انه يغادر السلطة بشعبية عالية توازي تقريباً شعبيته لدى انتخابه عام 2009.
ومقابل هذه الشعبية العالية يدخل خلفه الجمهوري دونالد ترامب البيت الابيض الجمعة بشعبية ضعيفة، الامر الذي دفعه الثلاثاء الى التنديد بـ «استطلاعات الرأي المزورة».
وكان اوباما يرغب بالتأكيد في ان تخلفه الديموقراطية هيلاري كلينتون لتصبح ايضا السيدة الاولى التي تدخل البيت الابيض. الا ان الناخبين الذي دعموه بقوة واوصلوه الى سدة الرئاسة عامي 2008 و2012 لم يكونوا بالحماسة عينها لدعم كلينتون ففشلت وفتحت الطريق امام ترامب.
ويشير اخر استطلاع للراي اجري لحساب سي ان ان/او ار سي واعلنت نتائجه الاربعاء ان 60% من الاميركيين راضون عما قام به اوباما، وهي افضل نتيجة له منذ حزيران (يونيو) 2009.
وتخوله هذه النتيجة ان يكون بين اكثر الرؤساء شعبية لدى انتهاء ولاياتهم، ولم يتفوق عليه سوى بيل كلينتون (66% في كانون الثاني/يناير 2001) ورونالد ريغان (64% في كانون الثاني/يناير 1989). كما ان نحو ثلثي الاميركيين (65%) يعتبرون ان رئاسته كانت ناجحة.
وكان اوباما حث في خطابه الاخير قبل اسبوع من شيكاغو الاميركيين على ان يكونوا يقظين ازاء العملية الديموقراطية.
ومما قاله «ان الديموقراطية يمكن ان تضعف في حال استسلمنا للخوف» مضيفاً «ان ديموقراطيتنا تصبح مهددة كلما اعتبرناها من باب تحصيل الحاصل».
ترامب لا يحب التغريدات
ومع انه يثير الكثير من الضجة عبر المواقف التي يعلنها عبر تغريداته على صفحته على تويتر، فان ترامب اكد انه لا يحب استخدام وسيلة التواصل الاجتماعي هذه.
وقال في مقابلة مع شبكة فوكس «انا لا احب كتابة التغريدات (…) لدي امور كثيرة اخرى اريد الاهتمام بها. الا انني احظى بتغطية اعلامية غير اخلاقية، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي وجدتها للرد».
كما اكد من جهة ثانية انه ينوي مواصلة استخدام التغريدات بعد وصوله الى البيت الابيض.
وسيكون بامكان ترامب ان يواصل استخدام حسابه الحالي على تويتر «ريل دونالد ترامب» او استخدام حساب باسم «بوتوس» الذي يتالف من الاحرف الاولى لتعبير «رئيس الولايات المتحدة» الذي بدأ العمل به في البيت الابيض قبل سنة، وسيكون بامكان ترامب الرئيس الاميركي الخامس والاربعين استخدامه ايضاً.
ويحظى ترامب بـ 13 مليون متابع على تويتر.
وتبين ان اوباما ارسل نحو 350 تغريدة وهو في البيت الابيض، من المتوقع ان تؤرشف.
وتتواصل التحضيرات لحفلة اداء ترامب اليمين الجمعة على ان يقوم القاضي جون روبرتس من المحكمة العليا بتنصيبه رئيسا في مبنى الكابيتول ظهر الجمعة.
وقال شون سبايسر المتحدث باسم ترامب ان الاخير كتب خطابه بنفسه بمساعدة اقرب مستشاريه. كما توقع المتحدث ان يكون الحشد الذي سيشارك في الحفل «قياسياً».
وتتوقع السلطات ان يشارك ما بين 800 الف و900 الف في حفل اداء القسم وهو رقم يقترب من المليون الذين شاركوا في الاداء الثاني لقسم اليمين لاوباما عام 2013.
فرانس 24/ا ف ب/رويترز