حواررئيسي

هنري صفير: مهمة المجلس النيابي الوحيدة انتخاب رئيس

انها صرخة من القلب ونداء مؤثر اطلقهما هنري صفير حول انتخاب رئيس للجمهورية للوقوف ضد ما يخطط للبنان المهدد بوجوده. مذكراً بما ينص عليه الدستور وجاء ذلك في حوار اجراه معه «الاسبوع العربي» الالكتروني.
اين نحن من الانتخابات الرئاسية؟
منذ الخامس عشر من ايار (مايو) اصبح واجب المجلس النيابي الاول والوحيد بموجب الدستور انتخاب رئيس للجمهورية. فالمجلس اصبح هيئة ناخبة مهمتها الوحيدة انتخاب رئيس. ولكن مجلس النواب منقسم، فليس بامكان اي فئة ان تنتخب رئيساً، ولكن كل واحدة منهما يمكنها ان تعطل الانتخاب. فالمعركة تجعل كل فريق يفضل منع الانتخابات لصالح المرشح الذي يؤيده. فالمجلس النيابي اصبح حالياً جزءاً من السلطة التنفيذية باعتماده مبدأ الحاجة الى التشريع، او تشريع الضرورة. فليس هناك اي اولوية سوى انتخاب رئيس.
ماذا عن التمديد لمجلس النواب؟
هناك احتمال بان يصبح التمديد قانونياً ولكنه ليس باي حال شرعياً. فالنواب ليس لهم سوى حق واحد هو انتخاب رئيس من وجهة نظر وطنية ومسيحية. فالمصلحة الوطنية دوام الشراكة بين المسيحيين والمسلمين، والا يعود لبنان كما يجب ان يكون. فرئيس مجلس النواب مسلم، وكذلك رئيس مجلس الوزراء، ولكن ماذا عن المشاركة المسيحية؟ اين الشراكة؟ قد يجيب البعض ان هناك وزراء مسيحيين، ولكن هؤلاء لا يمكنهم ان يملأوا مركز رئاسة الجمهورية. فرغم اتفاق الطائف الاعرج فان هؤلاء الوزراء يحتفظون بقيمة الرئاسة. وفي وقت تحول المجلس النيابي منذ 15 ايار (مايو) الماضي الى هيئة ناخبة فانني مندهش لرؤية النواب يناقشون سلسلة الرتب والرواتب والتمديد. ان الدستور منتهك. وكذلك ارادة الشعب. ان ما يجري حالياً هو نوع اخر من تهميش المسيحيين ونوع اخر من الضغط لدفعهم الى الهجرة. ان فشل النواب في القيام بدورهم هو وجه اخر لداعش. هل يتم حجز النواب لارغامهم على انتخاب رئيس؟ او العمل على اجراء انتخابات في الامم المتحدة؟ يجب ان تتفق مختلف الدول حتى يكون للبنانيين رئيس. ولكن في هذه الحالة يكون لنا رئيس ضعيف لأن الضعفاء وحدهم يمكن ان يحظوا بقبول الدول الاجنبية. لا يمكن ان يكون لنا رئيس اصلاحي في المستقبل اذا بقيت الامور على ما هي عليه. ان عدم انتخاب رئيس قد يلقي بنا في اتون الشرق الاوسط. فليس صحيحاً ان لبنان هو تحت مظلة اميركية – اوروبية. وانني احذر اللبنانيين من هذا الامر.
ما رأيك بما نسب الى البطريرك الراعي من انه لولا حزب الله لوصل داعش الى جونيه؟
حسب علمي فان البطريرك لم يقل هذا الكلام. ولكن من المؤكد ان حزب الله يمثل مقاومة منظمة هدفها الشرعي محاربة اسرائيل. وقد تقاوم يوماً ما داعش، ولكن لم يطرح مطلقاً وصول داعش الى جونيه. يجب مقاومة هذا التنظيم بطريقة اخرى.
هل المسيحيون في خطر؟
يواجه المسيحيون ثلاثة اخطار: ان يُقتلوا او يرغموا على الهجرة او يهمشوا. يجب اطلاق نداء الى كل البطاركة المسيحيين ليوحدوا مواقفهم السياسية ويضعوا استراتيجية واضحة ضد هذا الخطر. وقد رأينا ما حل بمعلولا وصيدنايا والموصل.
هل يجب ان يتسلحوا؟
التسلح ليس هو الحل. في السنوات 80 – 82 ادى التسلح المسيحي الى الغزو الاسرائيلي. فالبطاركة المسيحيون من كل الطوائف يجب ان يجتمعوا لاعلان هذا الخطر واتباع مسيرة سياسية موحدة. يجب القيام بهجوم دبلوماسي باتجاه الفاتيكان وتوجيه عريضة اليه لحمله على اتصال ببطريرك موسكو الذي يتمتع بنفوذ قوي. لقد شغلوا الروس باوكرانيا ولكن يجب فتح الباب للرئيس بوتين ليهتم بملف مسيحيي الشرق. ان اكبر خطر يتهدد لبنان اليوم هو ان يزول.
هل يجب التفاوض مع الارهابيين؟
حسب معلوماتي فان مطالب الخاطفين تذهب الى ابعد مما ذكر. ولا نسمعهم يتكلمون الا عن اهالي العسكريين المخطوفين. فلماذا لا يتظاهر رفاقهم معهم؟ يجب المزيد من الجدية في المواقف. يجب التفاوض لتحرير الرهائن ولكن ماذا يمنع الخاطفين من خطف عسكريين جدد؟

جويل سيف
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق