أبرز الأخبارسياسة عربية

التحالف الدولي يسقط طائرة من دون طيار ايرانية الصنع لقوات موالية للجيش السوري

اسقط التحالف الدولي بقيادة واشنطن طائرة من دون طيار تابعة لقوات موالية للجيش السوري قرب الحدود الاردنية، في حادثة جديدة تزيد التوتر بين الطرفين في هذا النزاع المستمر منذ ست سنوات.
ويأتي ذلك بعد يومين على اسقاط واشنطن لمقاتلة سورية في محافظة الرقة في شمال البلاد، ما دفع بموسكو الى تعليق قناة التواصل مع الولايات المتحدة حول الحوادث الجوية في سوريا.
وهذه ليست المرة الاولى التي يسقط فيها التحالف طائرة من دون طيار تابعة لقوات موالية للنظام السوري او حتى يستهدف تلك القوات قرب منطقة التنف، التي يتخذ منها معسكرا يدرب فيه فصائل معارضة، عند الحدود الاردنية.
واعلن التحالف الدولي في بيان الثلاثاء ان مقاتلة أميركية من طراز «اف-15 سترايك ايغل» اسقطت الطائرة من دون طيار من طراز «شاهد 129» التابعة لقوات موالية للنظام السوري حوالى الساعة 00،30 (2130 ت غ الاثنين) بعدما «اظهرت نوايا عدائية وتقدمت نحو قوات التحالف».
وأكد مسؤول عسكري أميركي لوكالة فرانس برس أن الطائرة بدون طيار كانت «تتجه نحو عناصرنا لإلقاء الذخيرة عليهم».
وخلال الاسابيع الماضية، استهدف التحالف الدولي مرات عدة قوات النظام التي كانت تتقدم اكثر باتجاه التنف، واسقط في الثامن من حزيران (يونيو) طائرة من دون طيار تابعة لمقاتلين موالين لها.
وعادة يقول التحالف انه يرد دفاعاً عن قواته، مؤكداً انه لا يريد الدخول في مواجهة مع قوات النظام.

تعقيدات المنطقة الحدودية
ويخوض الجيش السوري منذ ايار (مايو) الماضي بدعم من مقاتلين لبنانيين وايرانيين حملة عسكرية واسعة للسيطرة على منطقة البادية التي تربط وسط البلاد بالحدود العراقية والاردنية.
وحقق الجيش السوري تقدماً كبيراً اتاح له في العاشر من حزيران (يونيو) الوصول الى الحدود مع العراق للمرة الاولى منذ العام 2015، وبات يبعد عشرات الكيلومترات شمال التنف.
وتقيم قوات التحالف في منطقة التنف معسكراً لها تدرب فيه مقاتلين سوريين معارضين ضد الجهاديين.
ويرى الخبير في الشؤون السورية توماس بييريه ان المقاتلين المعارضين وبرغم انهم بحكم العالقين في هذه المنطقة لا يمكنهم الانسحاب لاسباب عدة ابرزها «العمل على ابقاء الحرس الثوري الايراني بعيدا عن الحدود الاردنية» كما ان هذا الموقع يتيح «للولايات المتحدة الحفاظ على منطقة نفوذ قد تحتاجها في المستقبل».
ويقول خبراء ان الجيش السوري يهدف في الواقع الى استعادة محافظة دير الزور (شرق) المحاذية للعراق والتي تقع بمعظمها تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية.
ويسعى الى دخولها من ثلاث جهات: جنوب الرقة، والبادية، فضلاً عن المنطقة الحدودية.
لذلك ورغم بقائه لفترة طويلة بعيداً عنها، دخل الجيش السوري الشهر الحالي محافظة الرقة وسيطر على مناطق واسعة في ريفها الغربي وجنوبها الغربي بعد معارك مع الجهاديين الى ان وصل الى مناطق تماس مع قوات سوريا الديموقراطية.
وزاد هذا الوضع الامور تعقيداً، اذ اسقط التحالف الدولي مساء الاحد طائرة مقاتلة سورية من طراز سوخوي 22 بعد القائها «قنابل بالقرب من مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية» في ريف الرقة الجنوبي الغربي.
وجاء اسقاط الطائرة بحسب التحالف بعد ساعتين على هجوم مقاتلين موالين للنظام السوري على مواقع لقوات سوريا الديموقراطية.
ودفع هذا الامر بموسكو الى تعليق العمل بقناة الاتصال التي اقامتها مع البنتاغون في تشرين الاول (اكتوبر) 2015 لمنع حوادث اصطدام في الاجواء السورية.
كما اعلنت انها ستراقب مسار طائرات التحالف الدولي غرب الفرات، حيث يتقدم الجيش السوري، و«ستعتبرها المضادات والقوة الجوية أهدافاً».
ودفع هذا التصعيد بين موسكو وواشنطن باستراليا الى الاعلان الثلاثاء عن «اجراء احترازي» يقضي بايقاف عملياتها الجوية في سوريا مؤقتاً.

وجود «غير شرعي»
وكانت واشنطن اعلنت انها ستعمل على «المستويين الدبلوماسي والعسكري» لاعادة العمل بقناة التواصل مع روسيا.
الا ان هذا لم يمنع التصعيد الكلامي، اذ اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الثلاثاء وجود قوات اميركية على الارض السورية «غير شرعي بتاتاً».
وقال، بحسب ما نقلت وكالة انترفاكس، «ليس هناك اي قرار من مجلس الامن الدولي او اي طلب من السلطات الرسمية في الجمهورية العربية السورية كدولة ذات سيادة» على اراضيها.
وبالاضافة الى التنف، يتواجد مئات المستشارين العسكريين الاميركيين في شمال البلاد دعماً لقوات سوريا الديموقراطية التي تخوض منذ سبعة اشهر حملة واسعة لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من الرقة، معقله الابرز في سوريا.
وتمكنت تلك القوات من السيطرة على مناطق واسعة شمال وغرب وشرق المدينة قبل دخولها اليها في السادس من الشهر الحالي والسيطرة على أحياء عدة.
وتقع مدينة الرقة على الضفاف الشمالية لنهر الفرات، ولم يبق امام الجهاديين سوى الفرار جنوباً بعد عبور النهر بالزوارق.
الا ان قوات سوريا الديموقراطية بدأت بالتضييق على الجهاديين اكثر من الجبهة الجنوبية ايضاً.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء عن «تقدم كبير لقوات سوريا الديموقراطية على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، بحيث لم يبق امامها سوى مئات الامتار قبل ان تحكم الحصار الكامل على مدينة الرقة».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق