سياسة لبنانية

ايرولت يدعو المسؤولين اللبنانيين الى حل الازمة السياسية واعداً بالسعي للسلام في لبنان

دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك ايرولت الاثنين من بيروت المسؤولين اللبنانيين الى التفاهم في ما بينهم من اجل حل الازمة الدستورية التي تشل البلاد منذ عامين بسبب الفراغ في سدة الرئاسة. وكان قد التقى العماد ميشال عمون والنائب سليمان فرنجية مرشحي الرئاسة. والرئيس سعد الحريري.

وبدأ ايرولت الاثنين زيارة الى لبنان تستغرق يومين ويبحث خلالها الوضعين السياسي والامني في البلاد التي تعاني من شلل دستوري ومن تداعيات النزاع في سوريا.
وقال خلال عشاء في مقر اقامة السفير الفرنسي في بيروت شارك فيه جمع من الساسة اللبنانيين «يجب التوصل الى حل. يعود الى الاحزاب اللبنانية ايجاد السبل لتسوية سياسية».
واضاف ان «الازمة السورية لا يمكنها ان تبرر لوحدها عدم التوصل الى حل للازمة الدستورية المستمرة منذ وقت طويل للغاية».
وتابع الوزير الفرنسي «نحن نتحاور مع كل الدول التي لديها نفوذ في لبنان (…) والرسالة هي ان الحل لن يأتي من الخارج. لا احد يمنع توصل اللبنانيين الى تفاهم في ما بينهم»، مؤكداً استعداد باريس لمساعدة القادة اللبنانيين على التوصل الى هذا الحل.
ويواجه لبنان ازمة مؤسسات في ظل شغور المنصب الرئاسي منذ ايار (مايو) 2014 وعدم توصل الاحزاب الى اتفاق بهذا الصدد.
ويستضيف لبنان اكثر من مليون لاجىء سوري يقيمون بمعظمهم في مخيمات عشوائية لا سيما في منطقتي البقاع وشمال لبنان الحدوديتين مع سوريا.
والمؤسسات السياسية اللبنانية مشلولة في ظل الاستقطاب الحاد المسيطر على هذا البلد ما بين انصار الرئيس السوري بشار الاسد وعلى رأسهم حزب الله والمناهضين له .
وكان الوزير الفرنسي استهل زيارته بالتوجه الى مقر قوة الامم المتحدة في الناقورة في جنوب لبنان حيث تشارك فرنسا بـ 850 عسكرياً في هذه القوة من اصل 10 الاف تتألف منها.
واعلن ايرولت ان بلاده ستبذل كل ما بوسعها للحفاظ على السلام في لبنان، واكد ان فرنسا تبقى ملتزمة بالمشاركة في قوة الامم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان.
وانشئت هذه القوة عام 1978 قبل ان تتعزز عام 2006.
وقال ايرولت في كلمة القاها امام الجنود الفرنسيين المشاركين في قوة الامم المتحدة «قبل عشر سنوات بالتمام اندلعت حرب مدمرة بين اسرائيل وحزب الله».
واضاف «ان استقرار الخط الازرق (خط التماس بين لبنان واسرائيل) اولوية لفرنسا» مضيفاً ان فرنسا ستبقى «ملتزمة تماماً» بالبقاء داخل هذه القوة.
وتابع ايرولت ان عمل القوة الدولية «يجعل ممكناً الحفاظ على السلام الهش الذي يجب ان يتحول الى وقف نهائي لاطلاق النار، وهذا هو هدفنا».
وقال ايضاً «اتيت الى هنا حاملاً رسالة دعم الى قواتنا والى الشعب اللبناني. نريد ان نقول ايضاً للاسرائيليين على الجانب الاخر من الحدود اننا نقوم بكل ما هو ممكن لضمان السلام والامن للجميع».
وتسير قوة اليونيفيل دوريات على طول الحدود بين البلدين لرصد الخروقات وتجنب اي تدهور محتمل.
وقال مصدر في هذه القوة لفرانس برس «الوضع هادىء الا اننا امام بلدين يمكن ان يحصل بينهما اي شيء. الوضع هش ولا نعرف ابداً ما يمكن ان يحصل».
وفقد نحو 150 جندياً فرنسياً ارواحهم في لبنان منذ عام 1978.
وقتل جندي اسباني العام الماضي في حوادث بين حزب الله واسرائيل.
واضاف ايرولت «اليوم هناك اخطار اخرى تهدد لبنان» مشيراً الى الحرب في سوريا والازمة السياسية التي تعصف بالبلاد التي لا تزال من دون رئيس منذ اكثر من سنتين.
وقال ايضاً «يجب ان يبقى لبنان بمنأى عن النزاع السوري».
والمعروف ان اكثر من مليون لاجىء سوري اجبروا على الانتقال الى لبنان بسبب الحرب في بلدهم في حين ان حزب الله يقاتل بشكل فاعل الى جانب قوات الرئيس السوري بشار الاسد في سوريا.
واجرى ايرولت سلسلة لقاءات مساء الاثنين ويتابعها اليوم الثلاثاء مع العديد من المسؤولين السياسيين وبينهم نواب من حزب الله.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق