صحة

قبل أن يتحكم بكم كما العنكبوت… واجهوا التصلب المتعدد!

لأن المفاهيم الخاطئة كثيرة في الحياة وبعضها، إذا لم يُصحح، قاتل، كان لا بدّ من إقامة الحملات التوعوية، والتوعية تكون في كل المجالات، أما هم فاختاروا التوعية في مجال مرض التصلب المتعدد الذي يصيب النساء مرتين أكثر مما يصيب الرجال.
لا، ليست حملات التوعية هنا إنتقاماً من الرجال فهناك أمراض كثيرة تصيب الرجال أكثر من النساء وهي كثيرة. أما خطورة هذا المرض فتكمن في ما يُحدثه هذا المرض في أصاباته… فماذا في التفاصيل؟

تحت رعاية وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، بالتعاون مع مركز التصلب المتعدد في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، إنطلقت المرحلة الثانية من حملة التوعية حول مرض التصلب المتعدد، جرى خلالها إطلاق إعلان تلفزيوني مخصص للحملة يحمل في طياته كثيراً من الدعم المعنوي المطلوب الى المرضى الأبطال ورسالة إيجابية مضمونها أن المصاب بمرض التصلب المتعدد قادر على أن يكتشف ما في الحياة بالتشخيص المبكر والعلاج الصحيح. وكلكم تدرون طبعاً أهمية الإكتشاف المبكر للعلل في كل مجالات الحياة لأن الحقيقة وضوح وفي الوضوح قد يكون هناك ما يؤلم لكن بعض الألم جراء اكتشاف الداء خير ألف مرة من استحكامه كما العنكبوت بضحاياه!
ما هي الحقيقة في مجال مرض التصلب المتعدد؟
مديرة معهد أبو حيدر لعلم الأعصاب ومركز التصلب المتعدد في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة سامية خوري قالت: إن همنا هو زيادة الوعي حول هذا المرض الساكن الذي يضرب الخلايا العصبية وقد يؤدي في حال تأخر العلاج الى عجز والى عدم القدرة على الحراك، لهذا كان لا بد من التشديد على أهمية التشخيص المبكر.

عوارض غير منتظمة
في كل حال، مرض التصلب المتعدد من الأمراض المعقدة التي يصعب تشخيصها نظراً لعوارضها غير المنتظمة، لكن في حال شعر أحد أو اختبر أحد العوارض فيجب استشارة طبيب متخصص فوراً، لأن هذا المرض لا شفاء منه حالياً ويتصف علاجه بالطويل وبكلفته العالية ويفيد جداً تشخيصه مبكراً، للبدء فوراً بعلاجات تعمل على تعديل مسار المرض وعلاج الانتكاسات كي يتمكن المريض من مزاولة حياته اليومية. والعلاج قد يختلف من شخص الى آخر مع اختلاف تجاوب المرض معه.

مرض المناعة الذاتية
عميد كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت ونائب رئيسها للشؤون الطبية الدكتور محمد الصايغ قال في كلمة ألقاها: تحدثنا عن الإستمرارية، وها نحن نطبق ما قلنا، فمنذ عامين اطلقنا مركزاً متخصصاً لعلاج مرض التصلب المتعدد، هو المركز الأول في لبنان والمنطقة الذي يعتني بمرضى التصلب المتعدد والذي يعمل طاقمه الطبي من خلال قسم الأبحاث على التعرف على هذا المرض أكثر وعلى كيفية تقليل تأثيره على المريض وأي علاج يمكن أن يوقفه. لم نتوقف هنا بل أطلقنا منذ سنة المرحلة الأولى واليوم المرحلة الثانية وفي المستقبل لدينا العديد من النشاطات لنكمل العمل.
مرض التصلب المتعدد هو مرض المناعة الذاتية ويتسبب بهجوم ينفذه على جهاز المناعة في الجسم، ويؤثر على مادة المايلين، وهي المادة التي تغطي الأعصاب في الجهاز العصبي المركزي. لا يعتبر مرض التصلب المتعدد مرضاً وراثياً، ويعتقدالعلماء أن بعض العوامل البيئية قد تلعب دوراً في الإصابة بالمرض عند الأشخاص المستعدين وراثياً للإصابة به.

بالارقام…
وزير الصحة أعطى أرقاماً: سُجل في وزارة الصحة وجود 700 حالة من هذا النوع عام 2011 في لبنان وتجاوز الرقم الألف عام 2012 وهناك معلومات تشي أن العدد تجاوز في 2013 الألفين… من هنا نفهم أهمية الإرشاد والتوعية في مجال كل الأمراض، لا سيما تلك التي لا عودة فيها أبداً الى الوراء.
في كل حال، التلف الذي يُحدثه المرض في الجهاز المناعي في طبقة المايلين قد يُصيب أي جزء من أجزاء الدماغ أو العصب البصري أو النخاع الشوكي ويتسبب بمجموعة من المشاكل الجسدية والعقلية بما فيها فقدان السيطرة على الأطراف والعضلات والى فقدان القدرة أيضاً على التنسيق بين أعضاء الجسم وعدم التوازن أثناء المشي، في شكل جزئي أو كلي، والى رؤية مزدوجة أو ضبابية في عين واحدة، بينما العين الثانية تظل سليمة، والى شعور بانعدام الإحساس أو التنميل والى تعطل الوظائف الفكرية وشعور عام عارم بالإرهاق. 
ألم يقولوا زمان درهم وقاية…

نوال نصر
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق