استئناف محادثات السلام السورية في فيينا قبل أيام من مؤتمر سوتشي

بدأت محادثات السلام التي تجري برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة السورية والمعارضة في فيينا يوم الخميس قبل أيام من محادثات أخرى منفصلة تستضيفها روسيا حليف دمشق وينظر إليها الغرب بارتياب.
وقال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية لرويترز لدى مغادرته مكاتب الأمم المتحدة في فيينا بعد محادثات أجراها مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن الاجتماع كان جيداً. وأحجم الجعفري عن الإدلاء بمزيد من التصريحات.
ووصل وفد من المعارضة قبيل مغادرته بقليل لكن دون أي مؤشر على التقاء الجانبين. وانتهت محادثات اليوم الأول في الساعات الأولى من المساء ومن المقرر أن تستأنف يوم الجمعة لليوم الثاني والأخير.
ولم تحقق جولات سابقة من محادثات السلام تقدماً يذكر بينما واصلت قوات الحكومة السورية تدعمها روسيا وإيران تحقيق مكاسب ميدانية منذ عام 2015 لتستعيد مناطق واسعة من البلاد من مقاتلي المعارضة.
وصعدت قوات الحكومة في الآونة الأخيرة هجماتها ضد آخر منطقتين خاضعتين لسيطرة مقاتلي المعارضة وهما إدلب في شمال غرب البلاد والغوطة الشرقية قرب دمشق. وتوغلت قوات تركية في شمال سوريا لمحاربة فصائل كردية أقامت منطقة للحكم الذاتي وتعتبرها أنقرة خطرا على أمنها.
وبعد أن أصبحت له اليد العليا في الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات يبدو الرئيس السوري بشار الأسد أبعد ما يكون عن الاستعداد للتفاوض مع أعدائه ناهيك عن التنحي في إطار أي حل سلمي مثلما تطالب المعارضة.
ولا يتوقع كثيرون تحقيق انفراجة خلال هذه المحادثات التي تسعى لتناول قضايا مرتبطة بدستور جديد لكن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا عبر عن تفاؤله يوم الأربعاء قائلاً «إنها لحظة حاسمة جداً. حاسمة جداً جداً».
ولم يتمكن دي ميستورا في ثماني جولات سابقة من المحادثات من إقناع ممثلي الحكومة والمعارضة بعقد اجتماعات مباشرة من قبل، ولم تتحد فصائل المعارضة في وفد موحد إلا في الجولة الثامنة في كانون الأول (ديسمبر) مما عزز الآمال في إجراء محادثات مباشرة للمرة الأولى.
ورعت روسيا وتركيا وإيران ثمانية اجتماعات بشأن سوريا في آستانة عاصمة قازاخستان العام الماضي بغية الاتفاق على مناطق «عدم التصعيد» لاحتواء المعارك في غرب سوريا حيث تملك تلك الدول الثلاث نفوذاً.
وأعلنت روسيا عن مؤتمر السلام في منتجع سوتشي على البحر الأسود بعد آخر اجتماع عقد في كانون الأول (ديسمبر). واعترف دي ميستورا بمؤتمر سوتشي لكن لم يتضح بعد كيف سيتعامل معه.
وتعتقد دول غربية وبعض الدول العربية أن مبادرة موسكو قد تضع حجر الأساس لحل يرجح كفة الحكومة السورية وحلفائها.
وقال كبير مفاوضي المعارضة السورية نصر الحريري يوم الأربعاء إن المعارضة ستقرر خلال اليومين المقبلين إن كانت ستحضر مؤتمر سوتشي. وأضاف أن المحادثات ستكون اختباراً لالتزام كل الأطراف بحل سياسي لا عسكري.
وعقدت جولات سابقة على فترات متقطعة في جنيف لبحث أربع قضايا رئيسية هي إجراء انتخابات جديدة وتعديل أسلوب الحكم ووضع دستور جديد ومحاربة الإرهاب.
لكن وفد الحكومة السورية اعترض على النهج المتشدد للمعارضة تجاه مستقبل الأسد ولم تحقق المحادثات أي تقدم يذكر.
رويترز