رئيسيسياسة عربية

حوارات التعيينات الأمنية بين عون والمستقبل

تورد مصادر مطلعة في التيار الوطني الحر وقريبة من العماد ميشال عون مقتطفات من حوارات أجراها مع تيار المستقبل بشأن ملف التعيينات الأمنية والعسكرية، وتكشف عن مناورة سياسية لدى المستقبل.
1- في حوار بين عون والحريري في بيت الوسط، عندما نزل عون ضيفاً على الحريري قبل مغادرته بيروت، دار بين الرجلين حوار مهم حينذاك.
قال الحريري إنه حائر بين العميدين عماد عثمان وسمير شحادة لترؤس المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي. كلاهما يحظى بتأييد مراكز قوى في تيار المستقبل، بيد أن الثاني تلح عليه عمته النائبة بهية الحريري. وأكد أنه لن يبت أياً منهما في انتظار اتضاح رجحان الكفة قبل الوصول بالاسم الى مجلس الوزراء.
رد عون بإعلان دعمه إياه في من يختاره لذلك المنصب، إلا إن لديه مرشحاً واحداً لقيادة الجيش هو العميد شامل روكز.
بدوره الحريري أيد ترشيح روكز، وطلب من عون إيفاده إليه في اليوم التالي، للتعرّف إليه. لم يسبق أن عرفه قبلاً.
اليوم التالي زار قائد فوج المغاوير بيت الوسط وحصل التعارف بينه والحريري.
2- حوار بين عون والنائب السابق غطاس خوري الذي عاد بجواب عن سؤال عون حيال التعيينات العسكرية والأمنية وأخصها تعيين قائد جديد للجيش وبالذات قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز. الجواب مفاده أن مشكلة التعيينات «ليست عند تيار المستقبل، بل إن الرئيس نبيه بري هو من يرفض تعيين شامل روكز قائداً للجيش».
رد عون: أنا لا أطلب منكم أن تخبروني ما هو موقف نبيه بري، بل ماذا قررتم أنتم. أترك نبيه بري عليّ.
في الزيارة الأخيرة، استكمالاً للمهمة نفسها، عاد خوري بجواب آخر: «المشكلة ليست عندنا، بل هي إقليمية ونتيجة قرار إقليمي ودولي لا يسعنا تجاوزه. يسلّح الأميركيون الجيش ويتحدثون مع قائد الجيش في هذا الشأن ويتعاونون وإياه، والمملكة السعودية تتولى بدورها تمويل تسليح الجيش من خلال الهبة التي قدمتها. هناك تشابك دولي صار معه تعيين قائد جديد للجيش قضية دولية. الظرف الإقليمي ليس مناسبا الآن لتعيين قائد جديد للجيش».
رد: الدول هي التي تعيّن قائداً للجيش؟ وهي التي تعيّن رئيساً للجمهورية؟
قال خوري: يحدث ذلك من زمان.
رد: من تعيّن الدول أيضاً؟ هناك رئيس دائرة شيعي في النبطية، هل يعيّنه الأميركيون أيضاً؟
3- شكّل اللقاء بين وفدي «المستقبل» و«تكتل الإصلاح والتغيير» محطة مهمة وقد تكون حاسمة لجهة إعطاء أجوبة واضحة وصريحة حيال الملفات الخلافية المطروحة. وفي المعلومات أن اللقاء تميّز بصراحة مطلقة وتخلله نقاش مستفيض وبلا قفازات، ولامس كل المواضيع لا سيما قانون الانتخاب والاستحقاق الرئاسي والتعيينات العسكرية والأمنية. وعدد الطرفان مآخذهما على طريقة تعاطي كل منهما في سائر الملفات.
– مبادرة عون الرئاسية واتفاق الطائف: وعد وفد «المستقبل» بدرس مبادرة عون انطلاقاً من اتفاق الطائف ومن عدم إمكانية تعديل الدستور في المرحلة الراهنة في مقابل الطلب من تكتل الإصلاح والتغيير المبادرة بدوره الى دراسة الطرح الذي كان قدمه الرئيس سعد الحريري منذ سنتين، والذي يقضي باعتماد حل متكامل لتطبيق الطائف عبر تجسيد مضامين وثيقة «إعلان بعبدا» في مقدمة الدستور، وانتخاب مجلس شيوخ وفق صيغة اللقاء الأرثوذكسي، وتطبيق اللامركزية الإدارية واعتماد قانون للانتخابات النيابية وفق الدوائر المصغرة تكريساً لمفهوم العيش المشترك.
وشرح السنيورة مآخذه السياسية مؤكداً أنه مختلف مع تكتل الإصلاح والتغيير في السياسة خصوصا في موضوع حزب الله، وهو ما أدى عمليا الى عدم تأييد ترشيح عون للرئاسة. وقال: «أنتم حلفاء حزب الله ونحن لا يمكن أن نقبل بميشال عون رئيساً، ليس من باب التقليل من أهمية المسيحيين أو الاستخفاف بهم، بل لأنه في المقلب الآخر». ولفت السنيورة الى أن تصويت كتلة المستقبل لصالح أي مرشح يجب أن يكون مقروناً بشكل بديهي باقتناع وتفاهم سياسي بينها وبين طروحات ومواقف الشخصية التي ستتبوأ سدة الرئاسة. فرد الضيوف أن وصول رئيس مسيحي ممثل لطائفته هو من بديهيات احترام حقوق هذه الطائفة، ولا يفترض أن يكون الموقع السياسي أو التحالفي مانعا أمام تحقيق هذه القاعدة التي تنطبق على العماد عون كما على خصومه السياسيين.
– التعيينات العسكرية والأمنية: شدد وفد المستقبل على رفض المقايضة على المراكز الأمنية باعتبار أن لكل مؤسسة أمنية خصوصيتها. واعتبر السنيورة أنه لا يمكن القبول بقائد للجيش محسوب على فريق سياسي بمعزل عن كفاءة الرجل المشهود له فيها، وبالتالي إن هذا الأمر في حال حصوله يفترض أن يتم ضمن اتفاق متكامل يتخطى قيادة الجيش (قاصدا الرئاسة ضمنها). ورد وفد تكتل الإصلاح والتغيير أن تزكية اسم قائد الجيش من جانب أكبر تكتل مسيحي لا يختلف عن تزكية اسم مدير قوى الأمن الداخلي من جانب أكبر تكتل سني، ولا يعني أن الضابط المعيّن سيكون تابعا للفريق الذي زكاه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق