اليمن: حوثيون يغلقون مداخل العاصمة مطالبين باسقاط الحكومة

بينما يؤكد زعماء وقادة التيار الحوثي ان حراكهم الاخير المتمثل باغلاق مداخل العاصمة صنعاء من مسلحي وانصار التيار، لا يستهدف النظام، وانما الحكومة، يصر محللون على اعتبار ما يجري «نسخة جديدة» من الثورة الحوثية التي اطلقت قبل سنوات عدة، وتغيرت معطياتها وثوابتها لاحقاً.
قيادات التيار تقول انها لا تريد احتلال العاصمة، اسوة بما سبق ان فعلته، عندما احتلت بعض المواقع ووسعت من خلالها الرقعة التي تسيطر عليها. املا بفرض امر واقع جديد في مرحلة «دولة الاقاليم».
وتشير الى انها تربط بين حراكها هذا واسقاط الحكومة اليمنية ودفعها الى الاستقالة. والتراجع عن قرارات رفع اسعار المحروقات.
فقد بدأ عشرات الآلاف من مناصري المتمردين الحوثيين، تحركات احتجاجية تصعيدية في صنعاء بدعوة من زعيم التمرد عبدالملك الحوثي للمطالبة بإسقاط الحكومة، والتراجع عن زيادة أسعار المحروقات، وذلك في خطوة تعزز المخاوف من توسيع الحوثيين رقعة نفوذهم إلى صنعاء.
وسار عشرات الآلاف في وسط العاصمة اليمنية انطلاقاً من ساحة التغيير ومروراً بشارع الزبيري الرئيسي رافعين شعارات مطالبة بإسقاط الحكومة، فيما فرضت قوات الامن الخاصة وغيرها من الاجهزة تدابير امنية مشددة دون تسجيل احتكاك مع المتظاهرين.
الحوثي يدعو للتحرك
ومنح عبد الملك الحوثي في كلمة القاها الاحد الحكومة مهلة حتى يوم الجمعة للاستجابة لمطالب التحرك متوعداً بـ «تدابير مزعجة» اعتباراً من يوم الجمعة في حال عدم التجاوب.
وطالب الحوثي الشعب اليمني بالخروج «خروجاً عظيماً وكبيراً ومشهوداً»، في العاصمة صنعاء وفي سائر المحافظات، مشيراً إلى ان «الحشود الشعبية الثائرة ستتوجه من المحافظات باتجاه صنعاء» للمشاركة في التحرك.
وشدد الحوثي على ان اهداف ومطالب التحرك واضحة وهي اسقاط ما اسماه «الجرعة السعرية»، و«الحكومة الفاشلة». كما اكد الحوثي انه «ستفتح مخيمات وساحات للاعتصام في محافظة صنعاء» محذراً من «اي اعتداء» على المحتجين.
واكد الحوثي ان هدف التحرك «ليس احتلال صنعاء، ولا الهدف ابتلاع صنعاء»، مستبقاً بذلك المخاوف والاتهامات التي توجه إلى حركته بالسعي إلى السيطرة على صنعاء بعد ان نجحت بالسيطرة على الجزء الاكبر من شمال اليمن.
وكانت الحكومة اليمنية بدأت في نهاية تموز (يوليو) بتطبيق قرار ينص على زيادة اسعار الوقود بحيث ارتفع سعر صفيحة البنزين (عشرون ليتراً) من 2500 إلى أربعة آلاف ريال وصفيحة الديزل من ألفين إلى 3900 ريال.
ووعدت الحكومة بان يقترن هذا القرار بزيادة الرواتب، لكن الخبراء يؤكدون ان غالبية اليمنيين لا يستفيدون من اي راتب.
وبحسب دراسة للبنك الدولي نشرت العام 2012، فان 54 في المئة من اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر.
وفي الاثناء، احتشد مئات المسلحين الحوثيين في مخيمات اقيمت عند مداخل العاصمة اليمنية حيث يتابع انصارهم سلسلة التظاهرات التصاعدية المطالبة باسقاط الحكومة قبل يوم الجمعة، ما عزز المخاوف من اندلاع مواجهات في العاصمة اليمنية.
وازاء احتدام التوتر في صنعاء، حذر الرئيس عبدربه منصور هادي الذي ترأس اجتماعاً ضم كبار المسؤولين في الدولة، الحوثيين مما اسماه «الطيشان غير المسؤول» مؤكداً ان الدولة ستقوم بواجباتها بصورة كاملة ازاء اي اخلال بالامن.
بدورهم، حذر سفراء الدول العشر الراعية للعملية السياسية زعيم التمرد الحوثي من اي اعمال عنف مؤكدين ان المجتمع الدولي سيدين هذه الاعمال.
واقام انصار الحوثيين خمسة مخيمات كبيرة تضم عشرات الخيم عند المدخل الغربي للعاصمة صنعاء، وهم يستعدون لنصب مخيمات اخرى في شمال وجنوب العاصمة. بينما شوهد مئات المسلحين في المخيمات، بعضهم مراهقون.
وافادت مصادر من المعتصمين ان خمسة الاف شخص اتوا من صعدة، معقل الحوثيين في اقصى شمال اليمن.
وبحسب تصريحات للمسلحين، فقد تم تخيير الرئيس هادي بين «ان يقتلع الحكومة او ان يقوموا باقتلاعها».
تدابير امنية
من جهتها، عززت قوات الامن الخاصة تدابيرها الامنية في مناطق قريبة من مخيمات الحوثيين. واعطيت هذه القوات تعليمات مشددة بحماية العاصمة من أي جماعات مسلحة تنوي اقتحامها.
من جهته، دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الى لقاء وطني عاجل يضم سائر فئات المجتمع للتأكيد على رفض التمرد على مخرجات الحوار الوطني الشامل تحت شعارات زائفة وكاذبة باستغلال مشاعر البسطاء من الناس ودغدغة عواطفهم وهي العادة التي اتبعتها جماعة الحوثي.
وشدد الرئيس على ان الاجراءات الحازمة والقانونية ستتخذ وفقاً لما يستجد، وستقوم الدولة بواجباتها بصورة كاملة. بينما شدد تجمع اللقاء المشترك (المعارضة سابقاً) على عدم الرضوخ الى مطالب الحوثيين ورغبتهم بفرضها بقوة السلاح.
وفي لقاء آخر مع مشايخ صنعاء، قال الرئيس هادي ان النظام الجمهوري خط أحمر، داعياً المشايخ إلى المساهمة بالدفاع عن العاصمة صنعاء.
وفي رسالة نشرت على صفحة السفارة الاميركية في اليمن على موقع فايسبوك، حذر سفراء الدول العشر الراعية لعملية الانتقال السياسي في اليمن، زعيم التمرد الزيدي عبد الملك الحوثي من اثارة العنف.
وقال سفراء الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن ودول مجلس التعاون الخليجي عدا قطر «ندعوكم لاحترام القانون وحفظ النظام ولن تُقبل أي أفعال تهدف إلى التحريض على أو إثارة الاضطرابات والعنف، وسوف يتم إدانتها بشدة من قبل المجتمع الدولي».
وطلب السفراء من الحوثي «العمل بروح طيبة مع الحكومة على التنفيذ السريع لمخرجات الحوار الوطني» الذي شارك فيه الحوثيون.
نصب الخيام
الى ذلك، وفي خطوة تصعيدية جديدة، قال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لـ «أنصار الله» – الذراع العسكري للجماعة الحوثية – إن العديد من القبائل توافدت إلى صنعاء ونصبت الخيام في ساحة التغيير بصنعاء للمطالبة بإسقاط الحكومة ورفض رفع الدعم عن المشتقات النفطية.
وكانت ساحة التغيير قد شهدت اعتصام اليمنيين عام 2011، حين خرجوا بثورة طالبوا خلالها بإسقاط النظام السابق وعلى رأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وبحسب البخيتي فإنه لم يكن جميع المعتصمين من أتباع أنصار الله، مشيراً إلى أن هناك أعداداً كبيرة من المواطنين والقبائل اليمنية التي ترفض سياسة حكومة الوفاق الوطني التي جرت البلاد إلى أوضاع صعبه، على حد قوله.
ا. ح