سينما

نلسون مانديلا مسيرة طويلة نحو الحرية في 139 دقيقة…

الأسبوع العربي- خاص

هو طفلٌ أسود يركض في البراري، بين السنابل، يركض ويركض ويظل يركض من البداية الى المشهد الأخير مكونا على مدى 139 دقيقة حكاية الزعيم نلسون مانديلا… حكاية شكلت مسيرة طويلة طويلة نحو الحرية…

«مسيرة طويلة نحو الحرية- مانديلا” (Mandela: Long Walk to Freedom )  هو عنوان الفيلم الذي حقق أرقاما قياسية في جنوب أفريقيا وجسد فيه الممثل الأميركي “إدريس ألبا” شخصية الزعيم الافريقي، ولعبت الممثلة “ناومي هاريس” دور زوجته الرائعة ويني.
لنتحدى القوانين الظالمة. بالإتحاد نهزمهم. الحرية الحرية الحرية. والشعب يريد الحرية… شعارات يرفعها السود في جنوب افريقيا في وجه الظالمين البيض ونلسون مانديلا الشاب، المحامي، يمشي بين المتظاهرين هاتفا: الحرية الحرية الحرية… يا الله كم يُشبه اليوم الأمس وكم تتلاقى مطالب الشعوب عند حدود: الحرية!
مانديلا، الثائر، في وجهه الآخر، نتابعه في فيلم حطم الأرقام القياسية في دور السينما في جنوب افريقيا. انه زير نساء، هكذا كان، يبحث عن اللذة وعن الحرية والسلام، وهو رجل متزوج وأب تتركه زوجته وتأخذ اطفالهما، فيلتقي بإمرأة حياته، ويني، ويرتبط بها بعد قصة عشق عاصفة وينجبان فتاتين. وويني تُشبه مانديلا في الصلابة وفي الثورة والنضال، فيتابعان معا الى ان ينجح المتعقبون في القبض على الزعيم الأسود فيحاكم بعقوبة الحبس المؤبد في جزيرة بعيدة بعيدة، واحدهم يهمس في أذنه وهو يُقتاد مع رفاقه الثوار اليها: ستتمنى لو حُكم عليك بالإعدام!

27 عاما قضاها نلسون مانديلا هناك، عاش فيها كل أشكال الذل والعنصرية، لكن الثورة لم تخمد واستمر هو الشرارة، واستمرت ويني، حيث هي، تناضل. ويوم ما عاد البيض قادرين على مواجهة السود بأساليب العنف، بدأت مفاوضات السلام وكان الشعر الأبيض قد غزا رأس الزعيم الأسود. وأمام مشاهد الموت استجاب من جديد لنداء السلام، الذي أراده منذ البداية، وخرج من جديد الى الضوء ليهتف: السلام السلام السلام. وهنا كان الصدام بين مانديلا وويني التي أرادت ان تتابع النضال بأعمال العنف وعبثا قال لها: أنا هو القائد…
افترق الزوجان وتابع الزعيم نضاله بدم أقل وراية بيضاء في حياة تزخر بالتفاصيل الإنسانية والدروس والعِبر وتستحق أن تعتمد كفلسفة في الحكم في هذا الكون الرحيب.

نلسون مانديلا، ملهم الإنسانية، سيفتح في فيلم “مسيرة طويلة نحو الحرية” الباب على مصراعيه أمام أحلام الشعوب المقهورة التي بدأت تصرخ هي أيضا كما فعل هو وشعبه: السلطة للشعب…
نذكر ان هذا الفيلم الذي يبدأ عرضه الأسبوع المقبل في الصالات اللبنانية مأخوذ عن سيرة المناضل الأسود الذاتية التي كتب كثير من تفاصيلها في معتقله الرهيب، ناقلا بالتفاصيل الدقيقة عناصر القوة وعناصر الضعف في شخصية “ماديبا”، وهو الإسم الذي عُرف به لدى سكان جنوب إفريقيا، والذي أصبح أول رئيس أسود منتخب عوّم السلام ورفعه الى فوق بديلا عن عناصر الموت والبغض والكراهية المستعرة في زمانه. والفيلم من إخراج البريطاني جاستن تشادويك وإنتاج أنانت سينغ. 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق