رئيسي

الجيش اليمني والحراك الجنوبي يتبادلان الاسرى: تطبيقات مبكرة لـ «الدولة الاتحادية»

اضافة الى تنظيم القاعدة الذي يواصل عملياته في العديد من المناطق اليمنية، وخصوصاً مناطق الجنوب، يقاتلون فيها على اكثر من جبهة، يقتلون الاخرين ويتعرضون للقتل، ويمارسون نشاطات اقل ما يمكن ان توصف به انها محاولات لاسترداد «الامارة الاسلامية» التي اطاحها قبليون، ويحاولون الاخذ بثأر من ساهم في اطاحة ذلك الحلم الذي اعتقدوا انه تحقق والى غير رجعة. هناك جهات عدة تتقاطع مصالحها على الساحة اليمنية وتشكل بمجملها لوحة رعب تنبئ بمستقبل غير مريح على طول البلاد وعرضها.

مجدداً، وبعد ان تم الاعلان عن نجاح الحوار الوطني، وبلوغ المتحاورين حد توقيع وثيقة وطنية تنظم العلاقة وتعتمد الاسلوب الاتحادي بين مناطق الدولة، بدا واضحاً ان كل فريق يفسر الامر من زاويته، وطبقاً لرؤيته ومصلحته. الامر الذي ادى الى استباق الاحداث ونتائجها، وتطبيق بعض العناصر قبل اوانها.
وفي المحصلة بدا واضحاً ان شيئاً لم يتغير على الساحة. فباستثناء توجيه نتائج الحوار في اتجاهات مختلفة ومصالح متناقضة، بدت الصورة بمجملها كما لو ان الحوار لم يحدث. وتهز اليمن موجة من اعمال العنف التي تستهدف خصوصاً ضباط الشرطة والجيش وتنسبها السلطات اليمنية في غالب الاحيان الى تنظيم القاعدة او مجموعات انفصالية ناشطة خصوصاً في جنوب وجنوب شرق البلاد.
فعلى الساحة، ما زال تنظيم القاعدة يواصل نشاطاته الارهابية، وما زالت الخلافات القبلية على حالها، وما زال الحوثيون يستعرضون عضلاتهم. اما الجديد فهو تطبيقات مبكرة لـ «الدولة الاتحادية» حيث تعامل الحراكيون الجنوبيون مع الجيش اليمني بشيء من الندية، ومن خلال عملية «تبادل اسرى» بين الجانبين.

 لجنة صياغة الدستور
ميدانيا، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قراراً بتشكيل لجنة صياغة الدستور الجديد للبلاد بموجب اتفاق انتقال السلطة، وبعد انجاز الحوار الوطني، الذي قرر تحويل اليمن الى دولة اتحادية من ستة اقاليم. اصدر هادي قراراً آخر، وضع فيه آلية ع
مل لجنة صياغة الدستور. وتتشكل لجنة الصياغة من 17 عضواً، بينهم اربع نساء.
وحددت آلية عمل اللجنة مدة عام لصياغة مسودة الدستور الجديد لدولة اتحادية من ستة اقاليم، وعرضه
للاستفتاء خلال عام، وذلك بعد إقراره من قبل الهيئة الوطنية المكلفة بمتابعة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وتنص آلية تنظيم عمل اللجنة ايضاً على أن تنطلق اللجنة في صياغة مسودة الدستور الاتحادي من قرارات وتوصيات مؤتمر الحوار الوطني و«الأخذ بوجهات نظر مختلف القوى والمكونات السياسية الوطنية».
وتقرر ان تعمل اللجنة «تحت الإشراف المباشر للهيئة الوطنية المكلفة بمتابعة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني» و«بشكل مستقل عن السلطات التنفيذية، وألا تخضع لأي شخص أو منظمة أو حزب أو أية جهة أخرى».
وباشرت اللجنة عملها بوضع اطار عام وخطة عمل داخلية.
وبالتوازي، تظاهر آلاف الحوثيين الزيديين الشيعة بعضهم مسلح ببنادق كلاشينكوف، وباسلوب استعراض القوة، في شمال اليمن للاحتجاج على الحكومة.
وطالب المتظاهرون باستقالة الحكومة التي يتهمونها بالفساد. وتجمعوا في عمران شمال العاصمة اليمنية تحت رقابة مشددة من قوات الامن والجيش الذين انتشروا معززين بدبابات ومصفحات بعد الترخيص بالتظاهر. وهتف المتظاهرون «تسقط الحكومة الفاسدة» رافعين لافتات مناهضة للسلطات المكلفة تامين عملية انتقالية صعبة في اليمن منذ رحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح في شباط (فبراير) 2012 بعد عام من الاحتجاج الشعبي ضده. وبحسب محللين فان المتمردين الزيديين المتمركزين جيداً في شمال اليمن حيث يسيطرون خصوصا على محافظة صعدة، يحاولون كسب المزيد من الاراضي لتوسيع منطقة نفوذهم في الدولة الاتحادية المستقبلية.
ودعا المحتجون الذين احاطت بهم عربات التمرد الحوثي التي كان بعضها يعلوه قاذفات صواريخ، الى اقالة محافظ عمران محمد حسن دماج عضو حزب الاصلاح الاسلامي العدو اللدود للحوثيين وايضاً اللواء حميد القصيبي قائد الفرقة 310 المصفحة للجيش.

تبادل الاسرى
من جهة ثانية، تبادل الجيش اليمني والحراك الجنوبي عشرات الاسرى واتفقوا على هدنة في مدينة الضالع التي تعد ابرز معاقل الحراك الجنوبي اليمني.
وقال مسؤول عسكري لفرانس برس ان «مشايخ واعيان الضالع» سلموا اللجنة الرئاسية التي يقودها نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع الجنود الاسرى المحتجزين لدى انصار الحراك الجنوبي والبالغ عددهم 30 جندياً مقابل افراج السلطات عن 37 من الانفصاليين.
واكد المسؤول ان «الطرفين اتفقا على التزام على وقف اطلاق النار واعادة الحياة الى طبيعتها في الضالع خصوصاً وانها شهدت شللاً شبه تام خلال الثلاثة الاشهر الماضية».
وقال ناشطون في الحراك الجنوبي في تصريحات صحفية، ان من بين اجراءات الهدنة ازالة الحواجز التي اقامها ناشطو الحراك، والنقاط العسكرية التي اقامها الجيش. وتعد الضالع من ابرز معاقل الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال.
لكن الخطوة لم تنه الازمة العالقة بين الطرفين، حيث اعقبها مقتل شاب ناشط في الحراك الجنوبي برصاص جنود في عدن، كبرى مدن جنوب اليمن حيث قتل ايضا ً ثلاثة جنود في هجومين منفصلين نفذهما مسلحون مجهولون.
وقال مصدر في الحراك الجنوبي انه خلال تنفيذهم مداهمات في حي المنصورة بحثا عن ناشطين انفصاليين، اطلق جنود النار على مجموعة من نحو عشرة ناشطين كانوا في احد شوارع الحي، مما اسفر عن مقتل احدهم. وقال مصدر طبي ان القتيل يدعى مبارك الشبواني وان جثته نقلت الى احد مستشفيات المدينة.
اما على صعيد تنظيم القاعدة، فقد قتل ثلاثة من عناصر التنظيم بينهم سعودي وجرح اثنان اخران الاحد في انفجار سيارة كان يتم العمل على تفخيخها في بلدة حبان بمحافظة شبوة بجنوب اليمن. وذكرت تلك المصادر ان الانفجار وقع في فناء منزل يملكه عضو في القاعدة، وقد وادى الانفجار الى اضرار كبيرة في المنزل. وقال مصدر قبلي ان «ثلاثة من عناصر القاعدة بينهم سعودي لقوا حتفهم في الانفجار واصيب اثنان اخران حالتهما خطرة».

احمد الحسبان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق