ترامب يهدد بوقف المساعدات للدول التي تصوت ضد قراره بشأن القدس
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف المساعدات المالية للدول التي ستصوت لصالح مشروع قرار بالأمم المتحدة يدعو إلى سحب قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض «إنهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات وربما مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا. حسناً، سنراقب هذا التصويت. دعوهم يصوتوا ضدنا. سنوفر كثيراً ولا نعبأ بذلك».
وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة جلسة طارئة نادرة يوم الخميس بناء على طلب دول عربية وإسلامية للتصويت على مشروع القرار الذي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً يوم الاثنين.
وصوت الأعضاء الأربعة عشر الآخرون بالمجلس بتأييد مشروع القرار الذي قدمته مصر والذي لم يذكر واشنطن ولا ترامب بالاسم لكنه أبدى «الأسف الشديد إزاء القرارات التي اتُخذت في الآونة الأخيرة والتي تتعلق بوضع القدس».
وفي رسالة إلى عشرات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يوم الثلاثاء اطلعت عليها رويترز حذرت السفيرة الأميركية إلى المنظمة الدولية نيكي هايلي من أن ترامب طلب منها إبلاغه «بالدول التي تصوت ضد» الولايات المتحدة.
وكررت السفيرة ذلك في تغريدة على تويتر قائلة «الولايات المتحدة ستسجل الأسماء».
وقال عدد من كبار الدبلوماسيين إن من المستبعد أن يغير تحذير هايلي مواقف دول كثيرة بالجمعية العامة حيث يندر إطلاق تهديدات مباشرة علنية كهذه.
وتظهر أرقام من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أن في عام 2016 قدمت الولايات المتحدة مساعدات اقتصادية وعسكرية قيمتها نحو 13 مليار دولار لدول في أفريقيا جنوب الصحراء و1،6 مليار دولار لدول في شرق آسيا ومنطقة الأوقيانوس.
وأشارت الأرقام إلى أن واشنطن قدمت نحو 13 مليار دولار لدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و6،7 مليار دولار لدول في جنوب ووسط آسيا.
ورفض ميروسلاف لايتشاك رئيس الجمعية العامة التعليق على تصريحات ترامب لكنه قال «من حق ومسؤولية الدول الأعضاء التعبير عن آرائها».
ورفض متحدث باسم الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش التعليق أيضاً على تصريحات ترامب التي أدلى بها يوم الأربعاء.
وقال ترامب «تروق لي الرسالة التي بعثت بها نيكي يوم الثلاثاء في الأمم المتحدة إلى كل هذه الدول التي تأخذ منا المال ثم تصوت ضدنا في مجلس الأمن أو يحتمل أن تصوت ضدنا في الجمعية العامة».
تخويف
يمثل القرار الذي أعلنه ترامب في السادس من كانون الأول (ديسمبر) بشأن القدس حياداً عن سياسة تنتهجها الولايات المتحدة منذ عقود وأثار غضب الفلسطينيين والعالم العربي ومخاوف بين حلفاء واشنطن الغربيين.
كما يعتزم ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وتدعو مسودة القرار كل الدول إلى الإحجام عن تأسيس بعثات دبلوماسية في القدس.
وقال دبلوماسي كبير من دولة مسلمة طلب عدم نشر اسمه تعليقاً على رسالة هايلي «تلجأ دول إلى هذا الترهيب السافر فقط عندما تعرف أنها لا تملك حجة أخلاقية أو قانونية لإقناع الآخرين».
وردت هايلي على هذا التعليق مباشرة عبر موقع تويتر قائلة «في الواقع هذا يحدث حين تضيق دولة ذرعاً بالتعامل معها وكأنها أمر مسلم به».
ووصف دبلوماسي غربي طلب أيضاً عدم نشر اسمه رسالة هايلي بأنها «تكتيكات سيئة» في الأمم المتحدة «لكنها جيدة جداً بالنسبة الى هايلي 2020 أو هايلي 2024» في إشارة إلى احتمال خوضها انتخابات الرئاسة الأميركية.
وأوضح الدبلوماسي الغربي «لن تفوز بأي أصوات في الجمعية العامة ولا في مجلس الأمن لكنها ستفوز ببعض الأصوات بين الأميركيين».
رويترز