سياسة لبنانية

خطاب الحريري حرك الساحة السياسية فهل يبقى في لبنان؟

في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فاجأ الرئيس سعد الحريري الاوساط السياسية بوصوله الى لبنان للمشاركة في احتفال احياء الذكرى الذي اقيم في البيال وحضرته وفود سياسية وشعبية غصت بهم الساحات.

الخطاب كان في حد ذاته عالي النبرة فحقق التوازن مع الخطاب الذي القاه السيد حسن نصرالله وادخل لبنان فيه، محور ايران، فلسطين وسوريا، الامر الذي رفضته قوى 14 اذار. وقال الحريري ان لبنان ليس في اي محور ويرفض تماماً دخول المحور الذي سماه نصرالله.
ويقول المراقبون والمطلعون ان هذا التصعيد الكلامي من قبل حزب الله وتيار المستقبل، لا يبدل القناعات بضرورة اكمال الحوار لتخفيف التوتر المذهبي الذي يمكن في حال استمراره ان يشعل فتنة في البلاد تقضي على كل شيء. وهذا ما قاله الرئيس سعد الحريري في خطابه واكد على انه رغم كل التطورات والتصريحات فان الحوار سيستمر، آملاً ان يحقق بعض النتائج الايجابية. وبذلك اكد ان تيار المستقبل باق في الحكومة رغم التجاذب القائم في داخلها والذي يهدد بانفراطها، وباق في الحوار للاهداف الوطنية.
ويضيف المراقبون ان حزب الله هو الاخر لا يريد وقف الحوار وهو يتمسك به رغم كل الاختلاف في وجهات النظر، لمنع وقوع فتنة في البلاد. وبالتالي فان الحكومة باقية ولن تتمكن الخلافات من فرطها. وان الحوار مستمر الى ان يحقق النتائج المرجوة وان كان من الصعب ذلك باعتبار ان حزب الله متمسك بمواقف هي موضع خلاف بين اللبنانيين من القتال في سوريا، الى رفض حصرية السلاح في يد القوى الشرعية الى التمسك بقرار الحرب والسلم رغم ان ذلك هو حق من حقوق الدولة وحدها ولا يجوز لاي حزب او جهة التعدي على هذا الحق.
وفي خطاب الحريري ايضاً رد على المشككين بانه في التحاور مع حزب الله ربما يكون يرغب في التراجع عن مواقفه السابقة واستراتيجيته في العمل الوطني والعربي. فقد اكد بما لا يقبل الشك على مواقفه الثابتة وشرح بشفافية تامة اسباب السير في الحوار، مطالباً بوقف التدخل في شؤون الدول القريبة والبعيدة، والعودة الى لبنان.
عودة الرئيس سعد الحريري وخطابه في الذكرى العاشرة لاستشهاد والده اعادا تحريك الحياة السياسية في لبنان. فالقوى الحليفة تلقت جرعة قوية دفعتها الى استئناف نشاط كاد يخف كثيراً في الآونة الاخيرة. كما اعطى دفعاً جديداً لتيار المستقبل واعاد توحيد الصف بعدما كاد يتشتت بسبب غياب القائد، وانتشرت الاقاويل المضللة والمغرضة من هنا وهناك. ومنذ وصول الرئيس سعد الحريري وحتى الساعة لم تهدأ الاتصالات والاجتماعات خصوصاً بين اركان 14 اذار لاعادة وضع خريطة طريق جديدة للايام المقبلة.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل ان الرئيس الحريري باق في لبنان ام انه سيمضي فترة قصيرة يعود بعدها الى المنفى القسري بانتظار جلاء الصورة في المنطقة كلها، التي تقرر مصير الكثير من القضايا المطروحة، ومن بينها حل المشاكل التي يعاني منها لبنان واهمها انتخاب رئيس الجمهورية يسد الفراغ القاتل الذي يتخبط فيه منذ نحو ثلاثماية يوم؟
مصدر مطلع في تيار المستقبل اكد لـ «الاسبوع العربي» الالكتروني ان الامور مرهونة باوقاتها وبقاء الحريري او مغادرته لبنان الى الخارج مرهونة بالاتصالات التي سيجريها وبالتطورات على الساحة الداخلية وانه في مطلق الاحوال ليس مستعجلاً على المغادرة.
ويضيف ان الرئيس سعد الحريري ابلغ مقربين منه ومعاونين له انه متمسك بالحوار مع حزب الله ويريد استمراره لانه يحمي البلد ويجعله مستقراً ويخفف الاحتقان في الشارع. وابلغهم ايضاً دعمه المطلق للوزير نهاد المشنوق في كل ما يتخذه من اجراءات وقرارات امنية.
وكان احد المسؤولين البارزين في تيار «المستقبل» نصح الرئيس الحريري بتعليق الحوار ولو لجلسة او لجلستين بعد الذي حصل في مزارع شبعا والتفرد في اخذ القرار دون الرجوع الى الدولة صاحبة الحق الشرعي في قرار الحرب والسلم، والمواقف التي اعلنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة. الا ان هذا المسعى لم يلق اذاناً صاغية.
هذا ويلقي السيد حسن نصرالله اليوم خطاباً يتوقع ان يرد فيه على خطاب الحريري ويؤكد التمسك بقراراته وسياسته حتى وان وصفها الكثيرون بانها سياسة تفرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق