حوار

فريد الخازن: نظام الترويكا مستمر

«ينتظر اللبنانيون ان تؤدي زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى لبنان، الى دعم الجيش واعادة الهبة بالسلاح التي أُعلن عنها ثم جمدت. فاذا لم تكن الامور واضحة على هذا الصعيد، فان الزيارة تبقى عقيمة. فلبنان معرض، ولكي يتمكن من محاربة الارهابيين يجب ان يلقى الدعم الواضح من المجموعة الدولية». هذا ما جاء في مقابلة اجراها «الاسبوع العربي» الالكتروني مع نائب كسروان وعضو التيار الوذني الحر فريد الخازن.

في اي اطار تدرج زيارة الرئيس فرانسوا هولاند الى لبنان؟
انها الزيارة الثانية لفرانسوا هولاند الى لبنان. انا شخصياً لا افهم السياسة الخارجية الفرنسية. فهي طموحة في العمق وعلى صعيد ردات الفعل، ولكن بلا كثير من النتائج عندما يتعلق الامر بالفعل. هناك دائماً تفاوت بين التوقيت والعمل. ان ما ينتظره اللبنانيون اليوم من هذه الزيارة هو دعم الجيش واعادة الهبة بالسلاح التي وُعد بها ثم جمدت. فاذا لم تكن الامور واضحة على هذا الصعيد، تبقى الزيارة عقيمة. لبنان معرض جداً ولكي يتمكن من محاربة الارهابيين يجب ان يلقى الدعم الواضح والصريح من المجموعة الدولية. فاذا جاء الرئيس الفرنسي فقط ليزور مخيمات السوريين فبامكاننا ان نفعل ذلك بدلاً منه.لبنان يعاني من 70 مليار دولار ديناً ولا يملك الوسائل المادية للانفاق على مليون ونصف المليون لاجىء يقيمون على ارضه. وحول هذه النقطة ايضاً نحن بحاجة الى دعم عال وقوي من المجموعة الدولية التي طالما ان الامور لا تتعلق بها مباشرة، تفضل ان تغمض عينيها. لبنان لا يملك وسائل الضغط التي تملكها الدول الاخرى مثل تركيا مثلاً، ولكن ذلك لا يعني ان يترك لمصيره.
مع المحادثات بين السوريين في جنيف والهدنة في اليمن، هل تعتقد ان المنطقة تسير نحو الهدوء؟
هناك بالطبع ارادة لمتابعة العملية السياسية المتعلقة بسوريا في محاولة لتدعيم وقف اطلاق النار. ولكن النزاع بعيد عن النضوج الذي يؤدي الى التسوية. حالياً اولوية المجموعة الدولية هي ضرب داعش وكل المجموعات الاخرى المتطرفة. ومن جهة ثانية فان الهوة بين النظام والمعارضة السورية عميقة ولا دلائل على توقع تقارب بين الفريقين. انا اعتقد ان طريقة المحادثات ستستكمل ولكن دون ان يكون لها اي نتائج ملموسة. في اليمن، الامور مختلفة. هناك احتمال جدي للوصول الى اتفاق لان القوتين الرئيسيتين على الارض وصلتا الى نقطة يمكنهما معها مناقشة اتفاق حقيقي على الاقل في مراحله الاولى.
ولبنان وسط هذا كله، يبقى دائماً بلا انتخاب رئيس للجمهورية؟
هذا الانتخاب بالتأكيد ذو حجم اقليمي، ولكن العامل الداخلي يبقى اساسياً والستاتيكو سيتسمر. هناك قوى سياسية تعتبر انها قادرة على الالتفاف على ارادة المسيحيين. هناك حجتان اعلن عنهما: من جهة ان يتفق المسيحيون في ما بينهم ويلتفوا حول اسم محدد، وهذا ما تم عندما دعمت القوات اللبنانية ترشيح ميشال عون. ومن جهة ثانية الا يكون المرشح مرتبطاً بحزب الله. غير ان هذه القوى دعمت ترشيح سليمان فرنجية، حليف اساسي لحزب الله. اذاً الحجج سقطت في المياه وظهرت النوايا الحقيقية: الحفاظ على نظام الترويكا الذي كان سائداً في زمن السوريين واقتسام قالب الحلوى.
ما دام الحديث عن قالب الحلوى، تتوالى الملفات المتعلقة بالفساد دون ان تتشابه. كل الناس يتحدثون عن الفضيحة ولكن حتى الساعة الرأي العام اللبناني لا يعرف من هي الرؤوس الكبيرة التي تقف وراء كل ذلك. لماذا؟ فهل هي تتمتع بغطاء سياسي؟
النفايات، الانترنت غير الشرعي والاسوأ، مسؤولون في جهاز امني متهمون بانهم وراء فضيحة ضخمة، لا مثيل لها. بالطبع هناك تدابير اتخذت ولكن هذا ليس كافياً. نعم انا اعتقد ان هناك غطاء سياسياً لكل هذه الملفات. حتى الساعة لم يتهم اي مسؤول ولا ظهر اسمه من قبل الملفات المعنية.

دانيال جرجس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق