رئيسي

هل يساعد الأسد أوباما؟ واحد من خمسة أسئلة عن الحرب مع «داعش»

الحملة على «داعش» في سوريا هي الطريق الوحيدة لهزيمة هذا التنظيم

داعش، أو ما تعرف «بالدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، أصبحت وجهاً جديداً للإرهاب الدولي في نظر الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين. والآن يتم التركيز في أميركا والخارج على ما يمكن أن يقوم به الرئيس باراك أوباما وباقي القادة بخصوصها، وهذه أسئلة رئيسية في القضية.

1- من قتل جيمس فولي؟
السفير البريطاني في الولايات المتحدة بيتر ويستماكوت، قال لـ CNN، بأنهم أصبحوا قريبين جدا من تحديد عنصر داعش الذي قطع رأس فولي، الصحفي الأميركي الذي قبضوا عليه في سوريا عام 2012.
هو لم يستطع أن يفصل أكثر بشأن هوية القاتل، الذي ظهر في تسجيل فيديو وهو يقطع رأس فولي الأسبوع الماضي، ونشر التسجيل على موقع «يوتيوب». وقال «نحن نعول كثيراً على البحث». مشيراً إلى التقنيات المتطورة المستخدمة في تحليل صوت الرجل.
في الفيديو يظهر فولي، البالغ من العمر 40 عاماً، يجثو على ركبتيه بجانب رجل يرتدي ملابس سوداء، ويتحدث بلهجة قال عنها الخبراء بأنها لهجة انكليزية واضحة.
خبراء اللغويات يقولون بأن ذلك يستند إلى صوته، فالصوت يبدو لرجل دون الثلاثين من العمر، ويبدو من الشباب المتعلمين في بريطانيا، وربما من جنوب إنكلترا أو لندن.
2 – هل ستوسع الولايات المتحدة غاراتها على «داعش» وتستهدفهم في سوريا؟
يتزايد الضغط على الرئيس باراك أوباما لملاحقة «داعش» في كل من العراق وسوريا، وتجاهل وجود حدود بين الدولتين.
وزير الدفاع تشاك هاغل، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، كلاهما قالا الأسبوع الماضي بأن الحملة على «داعش» في سوريا هي الطريق الوحيدة لهزيمة هذا التنظيم السني الجهادي.
ويوم الأحد، أطلق الجمهوريون نداءات عدة لتقوم الولايات المتحدة بذلك تحديداً.
وبالنسبة الى أوباما، الخطوة تعمل عكس قراره السابق برفض التدخل العسكري في سوريا بالرغم من الضغوطات من مستشاريه، بمن فيهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. ويقول محلل CNN لشؤون الأمن القومي، بيتر بيرغن، بأنه سيكون من الصعب هزيمة «داعش» بدون قوات برية، وهو الشيء الذي يعارضه أوباما بوضوح.
ويقول بيرغن بأن «أكثر المقاتلين فاعلية في سوريا الآن هي القاعدة، أو جماعات منشقة عنها، أو جماعات مثل حزب الله المدعوم من إيران». وعليه بحسب بيرغن «إذا تدخلنا، ربما تساعد إيران وحزب الله في سوريا، وبالتالي نظام الرئيس السوري بشار الأسد».
أوباما أرسل بالفعل مستشارين عسكريين إلى العراق، وأطلق غارات جوية لحمايتهم، وحماية الأقليات من بطش مقاتلي داعش التي تتمدد في شمال البلاد، ويقول المسؤولون في البنتاغون بأنهم يأخذون بعين الاعتبار خيارات توسيع الغارات الجوية لتشمل سوريا، ولكن القرار لم يتخذ بعد.
البيت الأبيض قال على لسان المتحدث باسمه الأسبوع الماضي، بأن أوباما سيتشاور مع الكونغرس قبل أن يتخذ خطوة مماثلة، وسيبحث كذلك عن تشكيل تحالف يتضمن حلفاء من المنطقة، وكذلك دعم الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي بحسب ما أوضح المسؤولون.

 السطو على البنوك، الخطف، التهريب، بيع النفط في السوق السوداء، يشكل ذلك كله مصدر تمويل لداعش 

3 – هل سيساعد النظام السوري الذي يعارضه أوباما في محاربة «داعش»؟
أوباما يريد أن يكون الأسد خارج السلطة، ولكن الرئيس السوري الآن منخرط في حرب مدنية في مواجهة قوات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة، للقضاء على داعش.
وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال الإثنين بأن حكومته ستقبل دعم الولايات المتحدة والآخرين تحت مظلة الأمم المتحدة لمحاربة «الإرهابيين» وهي الكلمة التي يطلقها النظام على الجماعة التي تسمي نفسها الدولة الإسلامية، وتسعى لإقامة الخلافة في المناطق التي يسيطر عليها السنة في الشرق الأوسط. وفي كل الأحوال حذر المعلم من أي عمل أحادي الجانب، أو غارات داخل الأراضي السورية بدون إذن مسبق قائلاً «أي جهد لمكافحة الإرهاب يجب أن يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية».
عرض الحكومة السورية المساعدة في الحرب على «داعش» يأتي بعد أن مكنت حكومة الأسد التنظيم من التمدد في سوريا، ومهاجمة قوات المعارضة التي تقاتل القوات الحكومية، ولكنها الآن أصبحت تحاصر أراضي تحت سيطرة الحكومة.
قوات الأسد شنت مؤخراً غاراتها الخاصة على مواقع «داعش»، وهو ما يشبه الحرب بين عصابتين على المال، وهو في هذه الحالة حقول النفط التي تحتلها داعش، بحسب وصف فيدريك هوف الخبير بالشؤون السورية.
4 – هل سيهاجم «داعش» الغرب؟
بالنسبة الى البعض في الولايات المتحدة، وخصوصاً منتقدي أوباما، فإن مهاجمة “داعش” للمصالح الأميركية، وحتى الأراضي الأميركية هي مسألة وقت، وليس إمكانية.
«داعش منظمة محلية قوية جداً، وربما هي أقوى منظمة إرهابية إقليمية»، بحسب ما وصفها رئيس المخابرات المركزية السابق ميشيل هايدن  الأحد، «ولكن لديها مطامع عالمية… ولديها الأدوات».
وليس واضحاً داخل مجتمع الاستخبارات ما إذا كان «داعش» بإمكانه الآن شن هجمات في الغرب ولكنه «عبر عن عزمه» على ذلك بحسب هايدن «ليس هناك طريقة أقوى في التعبير عن مسارهم المعتمد بين مجتمع الجهاديين، من النجاح في شن هجمات ضد الغرب».
السيناتور ليندسي غراهام، أحد صقور الجمهوريين عن كارولاينا الجنوبية، قال لـ CNN، «حان الوقت الآن لافتراض الأسوأ بالنسبة الى هؤلاء الأشخاص، أكثر من محاولة فهمهم».
5- هل يمكن وقف المال عن داعش؟
السطو على البنوك، الخطف، التهريب، بيع النفط في السوق السوداء، يشكل ذلك كله مصدر تمويل لداعش، وتمدد التنظيم بجميع الطرق.
يقول مسؤولون بأن الجماعة يمكنها الحصول على 3 ملايين دولار يومياً، عن طريق بيع النفط بسعر رخيص من حقول النفط التي تسيطر عليها في العراق، وكذلك سرقة الملايين من البنوك بما فيها البنك المركزي العراقي في الموصل.
الحلفاء الغربيون يمكنهم تقليص دخل الجماعة عن طريق رفض دفع الفدية لمواطنيهم المختطفين، والضغط على دول المنطقة لمنع إرسال المواطنين الأثرياء الأموال إلى داعش.
الولايات المتحدة تعمل مع دول المنطقة، بما فيها الكويت، وقطر، والسعودية، على قطع مثل هذا التمويل من القطاع الخاص، بحسب ما ذكرت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف الأسبوع الماضي.

(سي ان ان)
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق