رئيسيسياسة عربية

اليمن: شحنات السلاح الايراني تتوالى وفرق دولية تتقصى الحقائق

منغصات كثيرة، توقف عندها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على مدى الايام القليلة الفائتة. فضمن سياق الازمة التي تعيشها البلاد منذ اعوام عدة، يرى الرئيس اليمني ان عناصر الانتقال السياسي التي تم التوافق عليها لم تعد سالكة، وان العديد من المعوقات ما زالت تعترض طريقها.

سواء اكانت تلك المعوقات داخلية او خارجية، يصر الرئيس هادي الذي بات الوقت يدركه من اجل الانتقال الى الخطوة التالية على ان مصدرها واحد، وهدفها واحد، ويلجأ الى مرجعيعات دولية من اجل التعاطي معها.
واللافت هنا، بحسب مشاريع التشخيص القائمة، ان المنغصات تتحول في الكثير من الاحيان الى معوقات، وتتطور الى مشاريع ازمات تهدد امن ووحدة البلاد.
في البداية وفي رأس تلك القائمة يبدو الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح واحداً من ابرز الاشكاليات التي تهدد امن البلاد بحسب قراءات عديدة آخرها للرئيس هادي الذي لم يبد ارتياحاً لما يقوم به صالح من نشاط.
فقد نفت الرئاسة اليمنية أن تكون هناك توجهات لإسقاط الحصانة القضائية عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، واعتبرت أن ما تردد في هذا الصدد لا يزيد عن كونه تسريبات غير دقيقة، هدفها الإثارة.
وأشارت الرئاسة إلى أن هادي أبدى استياءه من وقوف الرئيس السابق وراء حشد أنصاره في ميدان السبعين، معتبراً ذلك خرقاً لالتزامه بالتهدئة وعدم الجنوح صوب استثارة الشارع أو افتعال الأزمات. الا ان مصادر متابعة اكدت وجود اتصالات مع عدد من الدول الراعية للمبادرة الخليجية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وان تلك الدول وعدت بدعم مشروع هادي في نزع الحصانة عن صالح.

خطاب صالح
وكان علي عبدالله صالح قد اعلن في خطاب امام الآلاف من مناصريه في صنعاء انه يدعم وحدة البلاد التي تواجه حركة انفصالية. وقال صالح في ظهور علني نادر امام مناصريه الذين تجمعوا في ساحة عامة ورفعوا صوراً له واعلاماً يمنية «لا للانشقاق، شعبنا في الجنوب مع الوحدة».
وهاجم صالح الذي احتفظ برئاسة حزبه، حزب المؤتمر الشعبي العام، نائب الرئيس السابق علي سالم البيض من انصار انشقاق الجنوب حتى العام 1990 واتهمه بالاستفادة من مساعدة ايرانية.
وقال ان «اقلية محدودة تدعم الانشقاق وهي ممولة من الخارج. ليعلم كل من يتلقى المال من ايران ان ايامه باتت معدودة»، مؤكداً انه «يدعم الرئيس من اجل امن واستقرار اليمن». ونظم صالح هذا التجمع في الذكرى الاولى لانتقال السلطة في 27 شباط (فبراير) 2012 الى خلفه عبد ربه منصور هادي.
وبموجب اتفاق لانتقال السلطة وافق صالح تحت ضغط الشارع على الرحيل بعد 33 سنة من الحكم مقابل منحه واقاربه حصانة.
لكن ظهوره الاخير اكد ان الرئيس السابق غير مستعد للانسحاب من الحياة السياسية في حين يتهمه خصومه بتقويض عملية الانتقال السياسي التي تتعثر حول رفض الانفصاليين الجنوبيين المشاركة في الحوار الوطني المقرر في 18 اذار (مارس) الحالي. وهدد مجلس الامن الدولي في 15 شباط (فبراير) الماضي، مجدداً بفرض عقوبات على من يعرقلون عملية الانتقال السياسي وفي مقدمهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح. الا ان صالح رفض استنتاجات مجلس الامن واتهم قادة حزب الاصلاح الاسلامي بالتحريض على ذلك. ونقل عن صالح قوله امام حشد من انصاره انه لن يغادر البلاد ابداً، وهي التصريحات التي تؤشر على احتمال انقسام حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح ويشغل عبد ربه هادي منصب نائب الرئيس فيه.
في الوقت نفسه هدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي باحالة جميع من يعرقلون التسوية السياسية في بلاده الى محكمة العدل الدولية. وأكد هادي خلال استقباله أعضاء الهيئة الأكاديمية والتعليمية في جامعة عدن ان أي طرف سواء من الداخل أو الخارج يحاول عرقلة مسار التسوية السياسية والحوار الوطني ويقف عثرة أمام مستقبل اليمن سنطلب محاكمته جنائياً في محكمة العدل الدولية وفقاً للقرارات الأممية والارادة الدولية. واشار هادي الى اقتراب موعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل 18 اذار (مارس) مؤكداً ان البلاد تعلق عليه الآمال العريضة من اجل رسم خريطة المستقبل المأمول والخروج بصورة نهائية من الأزمات المتلاحقة منذ قيام الثورة اليمنية.
وأشار هادي إلى أن المؤتمر سيناقش جميع القضايا والملفات العالقة من أجل الوصول الى منظومة حكم جديدة «يصوغها أبناء اليمن والقوى السياسية فيه بأنفسهم من خلال الحوار الجاد والوطني والمسؤول من أجل تلبية متطلبات اليمن الجديد في القرن الـ 21».
في تلك الاثناء، أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي منع اقتناء وحمل واستخدام السلاح في عدن. وشدد على ان السلاح في عدن خط احمر وممنوع، وقال: إن على الذين تزودوا بالسلاح لأغراض تهدف الى زعزعة الأمن وإقلاق السكينة العامة في عدن ان يعوا ان القانون والنظام لهم بالمرصاد وسوف يعاقبون على أي تصرف من هذا القبيل. وكان مجلس الوزراء اليمني أكد إدانته واستنكاره الشديدين لجميع أشكال العنف وألوانه من أي طرف كان، ورفضه الكامل لخطابات الكراهية والمناطقية المقيتة. وأقر المجلس تشكيل لجنتين وزاريتين لتقصي الحقائق حول ما حدث في محافظتي عدن وحضرموت خلال الأيام الماضية وتحديد المتسببين في اعمال العنف والقتل حيث سقط قتيل واربعة جرحى في مواجهات مع انفصاليين.

اسلحة ايرانية
وفي سياق مواز، كشف الرئيس اليمني أن شحنة الأسلحة الإيرانية التي أعلنت بلاده مؤخراً عنها لم تكن الوحيدة التي يتم كشفها. وقال خلال استقباله فريق الخبراء المكلف من الأمم المتحدة بفحص شحنة الأسلحة بسفينة جيهان الإيرانية المهربة إلى اليمن أن هناك شحنة أخرى وحاويتين اثنتين محتجزة لدى المحكمة وبكل الدلائل التي تشير إلى أنها آتية من ايران. وتحدث هادي مع الفريق، عن المشاكل التي يعاني منها اليمن على مستوى تنظيم القاعدة أو القرصنة في خليج عدن والساحل الصومالي وتهريب الأسلحة والمخدرات. كما قدم الفريق إيضاحاً شاملاً حول المهام التي قام بها أعضاؤه خلال الأيام الماضية منذ وصولهم إلى عدن وما أنجزوه على هذا الصعيد من فحص وتحر وتحقيقات، مشيرين إلى أنهم في الطور النهائي من التحقيقات حيث يجرون تحقيقات انفرادية مع بحارة جيهان الإيرانية.

صنعاء- «الاسبوع العربي»

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق