روسيا تعقد مؤتمراً يضم مختلف الاطراف السورية وتدعو الاكراد لحضوره
المعارضة تخشى ان يكون المؤتمر دليلاً مصطعناً على مصالحة لتضليل السوريين والدول الاجنبية
قال مسؤول كردي كبير لرويترز يوم الثلاثاء إن روسيا دعت الإدارة التي تقودها سلطات كردية في شمال سوريا لحضور مؤتمرها المقترح الذي يضم مختلف أطراف النزاع السوري ويعقد في تشرين الثاني (نوفمبر) مع سعي موسكو للشروع في مبادرة جديدة لإنهاء النزاع السوري.
وقال بدران جيا كورد المستشار بالإدارة التي تدير مناطق الحكم الذاتي الكردية بشمال سوريا لرويترز «ندرس الموضوع ولحد الآن الموقف إيجابي».
وستكون هذه أول مرة تشارك فيها الجماعات الكردية الرئيسية في سوريا في محادثات سلام. وعلى الرغم من أنها تسيطر حالياً على ما لا يقل عن ربع سوريا فقد ظلت السلطات الكردية مستبعدة حتى الآن من المحادثات الدولية بناء على رغبة تركيا.
وبعد التدخل الروسي لصالح الرئيس بشار الأسد سعت موسكو لقيادة الجهود الدبلوماسية بين مختلف الأطراف المتنازعة على مدار العام الماضي. وتقول موسكو إن المؤتمر سيركز على «حلول وسط» بهدف إنهاء النزاع الذي بدأ قبل أكثر من ستة أعوام باحتجاجات ضد الرئيس السوري.
وقال يحيى العريضي المتحدث باسم المعارضة السورية التي تريد أن تجرى محادثات السلام تحت إشراف الأمم المتحدة إن المؤتمر المقترح مقلق للغاية مضيفا أن أهدافه غير واضحة كما لم يتبين من سيشارك فيه.
وأضاف أنه يخشى أن يكون المؤتمر دليلاً مصطنعاً على مصالحة لتضليل السوريين والدول الأجنبية على السواء.
وأجريت جولات عدة من المحادثات تحت إشراف الأمم المتحدة في جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة لكنها لم تسفر عن شيء.
ودعت روسيا 33 من الجماعات والأحزاب السياسية السورية يوم الثلاثاء لحضور «مؤتمر سوري للحوار الوطني» تستضيفه يوم 18 تشرين الثاني (نوفمبر) في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود.
وتشمل الأطراف التي وجهت لها الدعوة جماعات كردية وفصائل مسلحة معارضة للأسد.
وقال جيا كورد إن الإدارة التي تقودها سلطات كردية تلقت الدعوة خلال اجتماع مع مسؤولين روس في شمال سوريا الشهر الماضي وإنها تؤيد الفكرة لأنها تسعى لحل سياسي. وقال مسؤولون أكراد إنهم يجرون محادثات مع روسيا لتقويم آفاق الحوار مع الحكومة السورية.
ومنذ عام 2011 بسطت وحدات حماية الشعب الكردية وحلفاؤها نفوذهم على مناطق في الشمال. وسيطرت الوحدات على أراض بعد قتال متشددي تنظيم الدولة الإسلامية بمساعدة الولايات المتحدة.
لكن تركيا تعتبر وحدات حماية الشعب تهديداً أمنياً على حدودها وتنظر لها على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمرداً مسلحاً داخل تركيا منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن المؤتمر أول مرة في الشهر الجاري.
وقال بوتين إنه سيضم «مختلف الجماعات العرقية والدينية والحكومة والمعارضة».
وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن دمشق مستعدة للمشاركة في المؤتمر وإن الوقت أكثر ملاءمة الآن للمشاركة في مثل هذه المحادثات بعد انتصاراتها العسكرية.
ومنذ تدخل روسيا في عام 2015 استردت القوات الحكومية الكثير من المناطق من قوات المعارضة واستعادت العام الحالي مساحات من الأرض في وسط وشرق سوريا من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
وحث ألكسندر لافرنتييف المفاوض الروسي الكبير بشأن سوريا جماعات المعارضة السورية على الانضمام للمؤتمر شريطة تأييدها لوحدة وسيادة أراضي سوريا ووضعها كدولة علمانية ديمقراطية.
وقال للصحفيين عقب محادثات مع مندوبين أتراك وإيرانيين في قازاخستان «أي شخص ضد هذه المبادىء… لن يذهب إلى هناك بالطبع. لكن نعتقد أنه سيجازف بتهميشه في العملية السياسية».
ولم تقدم محادثات قازاخستان وثيقة منتظرة بشأن تبادل السجناء وقال المفاوض الروسي إن الأطراف استهلكت وقتاً كبيراً في مناقشة الوضع في إدلب حيث تتهم دمشق حكومة أنقرة بأنها تتحرك بالتنسيق مع الإسلاميين المتشددين.
رويترز