سياسة لبنانيةلبنانيات

الزيارات المكوكية الى بعبدا ستتواصل ولكن الحكومة الجديدة هدف بعيد المنال

الجامعة العربية تدعم لبنان في اعادة النازحين ومسيرات حزب الله تدخل على خط الترسيم البحري

تستأنف الاتصالات هذا الاسبوع بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، للبحث في تشكيل الحكومة الجديدة. وكان الرئيس ميقاتي قد قدم صيغة معدلة عن حكومة تصريف الاعمال، باستبدال بعض الوزراء والحقائب، الا ان رئىس الجمهورية رفضها. ويبدو ان المواقف التي تصدر عن الطرفين ليست متقاربة. فلكل منهما رأيه في شكل الحكومة الجديدة. وتردد ان الرئيس عون طرح ثلاثة حلول الاول يقضي بتشكيل حكومة موسعة من ثلاثين وزيراً تضم ستة وزراء دولة سياسيين يمثلون الاحزاب، والثاني تعديل حكومة تصريف الاعمال، مع المحافظة على التوازن والمعايير. والثالث تفعيل حكومة تصريف الاعمال. الا ان الاتفاق يبدو بعيداً، وقد عكس هذه الاجواء التصريح الذي ادلى به الرئيس ميقاتي بعد زيارة قام بها الى البطريرك الراعي في الديمان، اذ قال: تحدثنا عن المواضيع السياسية وملف تشكيل الحكومة. وقال انا ارفض الحديث عن اشخاص وحقائب محسوبين على فريق محدد، وعلينا ان نكون جميعاً للوطن وحكومة وطنية بكل معنى الكلمة، والا فلن ينهض البلد. ما من حقيبة يمكن ان تكون حكراً على طائفة محددة، ولكن في هذا الظرف بالذات، حيث عمر الحكومة سيكون محدوداً لن افسح المجال لخلاف يتعلق بوزارة المال… وقال ايضاً شكلت حكومة وارسلتها الى فخامة الرئيىس، واذا كان راغباً في تعديل شخص او شخصين فلا مانع لدي، ولكن لا يمكن لفريق القول اريد هذا او ذاك، وفرض شروطه وهو اعلن انه لن يسمي رئيس الحكومة، ولا يريد المشاركة في الحكومة، ولا يريد منحها الثقة. وكان واضحاً انه يعني رئيس التيار الوطني الحر. فكان هذا التصريح مؤشراً على صعوبة التوصل الى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة. واصبح من شبه المؤكد ان حكومة تصريف الاعمال باقية الى نهاية العهد. ويبدو ان بقاءها لا يزعج احداً من الاطراف، لانهم كلهم ممثلون فيها. فلماذا البحث عن تعقيدات جديدة؟ فهل تقصّد الرئيس ميقاتي الادلاء بهذا التصريح لرغبة في ابقاء الحال على ما هو عليه، ام انه يريد ان يثبت ان الخضوع لمطالب هذا او ذاك تحت الضغط لن يقبل به مطلقاً؟ لذلك ستتكرر زيارات ميقاتي الى قصر بعبدا، وربما مع المغلف الابيض الذي يحتوي على تشكيلة جديدة، ولكن الامور ستبقى بلا نتيجة. رغم ان المجتمعين العربي والدولي يرقبان التطورات ويطالبان بالاسراع في تشكيل حكومة جديدة، تسرع الى انهاء الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، لانه من دون هذا الاتفاق، لا امل البتة باخراج البلد من ازماته الكارثية. وليس لدى الدول المهتمة بلبنان اي نية في مد يد المساعدة، طالما ان الامور السياسية في الداخل تراوح مكانها وتتحكم بها الخلافات والمصالح الشخصية.
الحدث السياسي البارز كان في نهاية هذا الاسبوع اللقاء التشاوري الذي عقدته الجامعة العربية في بيروت، وبحثت فيه المواضيع كافة واعلنت وقوفها الى جانب لبنان، خصوصاً ما يتعلق بقضية النازحين السوريين وضرورة عودتهم الى بلادهم وفي قضية ترسيم الحدود البحري، ليتمكن لبنان من استخراج ثروته من غاز ونفط.
وكان رئيس الجمهورية قد استقبل امين عام الجامعة العربية احمد ابو الغيط والوزراء وممثلي الدول العربية وادلى بتصريح قال فيه: ان علاقات لبنان العربية والدولية يجب العمل على استمرارها وتطويرها، في مسار يرعى مصالح الجميع. وقال نحرص على هذه العلاقات لا سيما مع دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. وهذا الحرص يجب ان يكون متبادلاً لانه من مصلحة الطرفين على حد سواء. واضاف ان لبنان لم يعد قادراً على تحمل هذا العدد الكبير من اللاجئين والنازحين ويجب مساعدته لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم، خصوصاً وان المجتمع الدولي لا يبدو انه يفكر بذلك. وقد ايدت الجامعة العربية لبنان واكدت انها تدعمه في مواقفه.
وكان رئيس الجمهورية قبل لقائه وفد الجامعة استقبل وزير خارجية الكويت، وتسلم منه رسالة خطية من ولي العهد الكويتي ودعوة لزيارة الكويت. وقد شكر الرئيس عون الكويت على موقفها وعلى المبادرة التي قامت بها واعادت العرب الى لبنان. وخص بالشكر وزير الخارجية الكويتي على الجهود التي بذلها في هذا المجال.
اللافت في زيارات الوفد العربي كانت المبادرة التي قامت بها قطر، اذ قدمت مبلغ 60 مليون دولار اميركي للجيش اللبناني وفي ما عدا ذلك اقتصر الدعم العربي على التصريحات. وهذا بات معروفاً ان الدول العربية مستعدة لمساعدة لبنان في كل المجالات، ولكن ليس قبل القيام بالاصلاحات المطلوبة، والا فان اي مساعدة ستضيع كما ضاع الكثير واوصل لبنان الى الهاوية. وهذا يدل على ان التمثيل في الوفد اقتصر على وزيرين عربيين هما وزير خارجية قطر ووزير خارجية الكويت وتمثلت الدول العربية الاخرى بمندوبين وهذا دليل على ان الدول العربية لن تقدم علي اي خطوة قبل الاصلاحات، وانها حتى الساعة ليست موافقة على الاداء اللبناني.
الوضع دقيق والسرعة في مواجهة الازمات التي تعصف بالبلد مطلوبة وضرورية، لان كل ساعة تمر ونحن نتلهى بخلافاتنا يدفع ثمنها الوطن كله، فهل يعي المسؤولون ذلك، وهل يلقون مصالحهم الخاصة جانباً ويسارعون الى تشكيل حكومة جديدة تتولى العمل وبجدية وبعيداً عن المصالح الخاصة، ام ان المطلوب ان نستمر في هذا الوضع المزري؟
الحدث الثالث تمثل في ارسال حزب الله ثلاث مسيرات حلقت فوق المياه الاقتصادية الفلسطينية، وتولت اسرائيل اسقاطها. واحدة اسقطتها طائرة اف -16 واثنتان اسقطتا بصواريخ اطلقتها سفينة اسرائيلية. هذا الحدث فاجأ الكل. كان حزب الله قد قال انه يتقيد بقرارات الدولة في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية، ولكنه قفز فوق قرار الدولة وسبقه، رغم تصريحات عدد من المسؤولين بان المفاوضات حققت نجاحاً. ان الاتفاق النهائي بين لبنان واسرائيل سيوقع قبل ايلول موعد اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة. فهل يؤثر هذا التصرف على سير المفاوضات؟ الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين اتصل ببعض المسؤولين اللبنانيين مستوضحاً. فعسى ان يواصل وساطته لتحقيق الهدف المنشود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق