أفرجت السلطات الروسية الأحد، عن المعارض أليكسي نافالني بعد توقيفه 20 يوما بتهمة تنظيمه مظاهرات دون ترخيص ضد الرئيس فلاديمير بوتين. وإثر خروجه من السجن، توجه نافالني إلى أستراخان للتظاهر ضد بوتين مؤكدا عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية في 2018.
توجه المعارض الروسي أليكسي نافالني الأحد، بعد الإفراج عنه إثر توقيفه عشرين يوما لتنظيمه تظاهرات غير مرخصة ضد فلاديمير بوتين، مباشرة إلى أستراخان للتظاهر ضد الرئيس الروسي آملا في منافسته خلال الانتخابات الرئاسية في آذار (مارس) المقبل.
ونشر المحامي الناشط في مكافحة الفساد البالغ 41 عاماً، صورة له في الشارع على موقع «إنستغرام» مع تعليق «مرحبا! خرجت من السجن». ورتبت الشرطة الإفراج عنه لتفادي حشد الصحافيين الذين كانوا ينتظرون أمام مركز السجن.
وأكد نافالني الذي سبق أن أعلن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية في 2018، أنه «مستعد للعمل». وتوجه لإلقاء كلمة أمام تجمع يعقد في أستراخان على بعد 1200 كلم جنوب غرب موسكو، نال هذه المرة ترخيصا من السلطات.
وتحت المطر، استمع حوالي 300 شخص بينهم العديد من الشبان إلى نافالني يتحدث عن معارضته للكرملين بحسب بث مباشر على يوتيوب للتجمع الذي انتهى حوالي الساعة 15،00 ت غ.
وقال نافالني: «هل نحن بحاجة لمثل هذه السلطة التي تهزأ منا؟ لا ولهذا السبب أنا مرشح، المرشح المناسب لأستراخان».
«غير مؤهل»
ومع هذه التجمعات، يحاول نافالني خوض حملة تمهيدا للانتخابات الرئاسية في ربيع 2018، رغم أن رئيسة اللجنة الانتخابية المركزية إيلا بامفيلوفا أعلنت الثلاثاء أنه غير مؤهل للترشح قبل 2028 بسبب إدانة قضائية سابقة باختلاس أموال.
وقبل أقل من ستة أشهر من الاستحقاق الذي لم يعلن بوتين رسمياً ترشحه له حتى الساعة، يتوقع أن يكثف المعارض الزيارات والتظاهرات لتوسيع قاعدته الانتخابية التي تتركز في موسكو.
وبعيد الحكم عليه بالسجن 20 يوماً، دعا إلى التظاهر في 7 تشرين الأول (أكتوبر) المصادف عيد مولد الرئيس الروسي.
ووسط لامبالاة وسائل الإعلام المحلية، جمعت لقاءاته الانتخابية في مختلف أنحاء روسيا في آذار (مارس) وحزيران (يونيو) عشرات الآلاف من الشباب بشكل أساسي وشهدت توقيف المئات.
هذه التظاهرات الربيعية التي لم تنل ترخيصاً من السلطات، عادت على نافالني بإدانتين إضافيتين مرفقتين بحكمي سجن لفترتي 15 يوماً لتظاهرة آذار (مارس) و25 لتجمع حزيران (يونيو).
وفتح نافالني عشرات المكاتب الانتخابية في الأرياف في أعقاب نجاح هذه اللقاءات، وهو يتعرض غالباً لاعتداءات. كما أنه ملاحق بقضايا يعتبرها أنصاره وسائل لعرقلة طموحاته السياسية.
وقال الأحد في شريط فيديو نشر فور خروجه من السجن «الاحتجاج، التظاهر، القيام بشيء ما هو الخيار الجيد، الخيار الأكثر عقلانية للجميع». وأضاف: «“هناك أمور تستحق من أجلها قضاء بعض الوقت في السجن».
منافسة جديدة
في موازاة عزمه على مواجهة بوتين في الحملة الانتخابية، بات على نافالني التعامل مع مفاجأة أخرى برزت أثناء سجنه هي إعلان نجمة التلفزيون القريبة من المعارضة كسينيا سوبتشاك الأربعاء ترشحها.
ويهدد هذا الإعلان الذي قالت وسائل إعلام ومحللون إنه من تدبير الكرملين بزيادة الانقسامات في أوساط خصوم بوتين.
فحتى في أيلول (سبتمبر) وقبل أن يصبح ترشح سوبتشاك احتمالاً جدياً، وجه إليها نافالني انتقادات قاسية مندداً بـ «مخطط للكرملين» ووصف ابنة اناتولي سوبتشاك، المرشد السياسي لبوتين، بأنها «كاريكاتور للمرشح الليبرالي».
وقال الأحد عند خروجه من السجن «في الوقت الراهن، لا أريد التعليق» كما نقلت عنه وكالة إنترفاكس.
وردت المرأة البالغة 35 عاماً أنها مرشحة «ضد الجميع» واتهمته بالسعي إلى «احتكار المعارضة»، لكنها أكدت مساء الأربعاء أنها ستسحب ترشيحها في حال أجيز لنافالني الترشح في آذار (مارس).
وبات نافالني بعد خروجه من السجن، قادراً على رسم أطر حملته بوضوح في مواجهة خصمته الجديدة التي شكلت رمزاً لجيل الشباب في العقد الأول من حكم بوتين قبل أن تتقرب من المعارضة أثناء تظاهرات 2011- 2012.
فرانس24/ أ ف ب