أبرز الأخبار

«الائتلاف السوري» يدق ناقوس الخطر، ويتهم واشنطن بالازدواجية

لماذا لا تنفذ الولايات المتحدة ضربات ضد مواقع «الدولة الاسلامية» في سوريا، اسوة بما قامت به في العراق؟
سؤال طرحه الائتلاف السوري المعارض، محملاً باجابة ليست بعيدة عن اتهامات بعضها مبطن، والاخر صريح، للادارة الاميركية بازدواجية المعايير. استناداً الى حقيقة واضحة اساسها ان التنظيم هو نفسه في البلدين، واخطاره، هي ذاتها في المنطقة ككل. بينما التعاطي معه مختلف بين «هنا وهناك».

في الوقت نفسه توالت التعليقات حول قرار مجلس الامن الذي فرض عقوبات على تنظيمي الدولة الاسلامية، والنصرة، حيث ركزت التعليقات على وصف ذلك القرار بانه «منزوع الدسم». وانه لا يفي بمتطلبات المواجهة لخطورة الموقف. فخلافاً لبعض التعابير الدبلوماسية، حملت الردود نقداً شديداً للولايات المتحدة وادارة البيت الابيض.
وبين هذا وذاك، ثمة تطورات خطيرة ومثيرة، اساسها العمليات العسكرية التي يشنها النظام ضد مواقع المعارضة، والتي تطاول مدنيين، وتستخدم براميل متفجرة. تقابلها مواجهات بين المعارضة ذاتها، حيث تتقاتل قوات الجيش الحر مع تنظيم النصرة. ويتقاتل تنظيم النصرة مع ميليشيات الدولة الاسلامية.
وبصورة اخرى، يبدو ان جميع الاطراف تتقاتل مع بعضها البعض في مواقف معينة، وتأتلف في مواقف اخرى، فتكون النتيجة لوحة متقاطعة في الكثير من المفاصل.

الائتلاف السوري
فقد دعا الائتلاف السوري المعارض إلى شن غارات جوية تستهدف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وقال الممثل الخاص للائتلاف لدى الأمم المتحدة نجيب الغضبان إن قرار مجلس الأمن الدولي الذي يفرض عقوبات على تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة خطوة مفيدة لمواجهة الخطر الذي تشكله الجماعات المتطرفة على الشرق الأوسط والعالم. في حين رد آخرون بان القرار غير مجد بصيغته الحالية بحكم انه لا ينص على استخدام القوة.
وأوضح الغضبان أن القرار «مجرد خطوة أولى» وأن هناك حاجة إلى «نهج دولي شامل لمعالجة أسباب الخطر الذي يشكله التنظيمان وعواقبِه»، مضيفاً أنه لا يمكن القضاء على خطر هذه الجماعات في المدى البعيد إلا إذا هُزم المتطرفون في كل من العراق وسوريا.
وعلم من مصادر في المعارضة السورية أن الإدارة الأميركية طلبت من المعارضة توجيه نداء للمجتمع الدولي للإسهام في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وضرب مواقعه في سوريا.

قرار مجلس الامن
ويأتي ذلك عقب تصويت مجلس الأمن بالإجماع على قرار قطع التمويل عن تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.
وقد أُقرت هذه العقوبات على التنظيمين والجماعات المرتبطة بهما تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ويدين القرار ممارسات التنظيمين، ويهدف إلى منع وصول إمدادات السلاح إليهما. كما يستهدف القرار أي تجارة مباشرة أو غير مباشرة مع التنظيمين اللذين صنفتهما الأمم المتحدة في وقت سابق ضمن التنظيمات الإرهابية. ويحذر من أن كل من يخالف ذلك يعرض نفسه لعقوبات.
وفرض القرار عقوبات تشمل حظراً على السفر والسلاح، وتجميد أموال على ستة أشخاص بينهم الناطق باسم تنظيم الدولة الإسلامية أبو محمد العدناني، وهو عراقي يوصف بأنه من المقربين لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
ويأتي قرار مجلس الأمن في وقت تحاول فيه القوى الغربية – وعلى رأسها الولايات المتحدة – منع تنظيم الدولة الإسلامية من اكتساح مزيد من الأراضي، خصوصاً في شمالي العراق. ويعني وضع القرار تحت الفصل السابع أن الدول الأعضاء بالأمم المتحدة ملزمة قانوناً بالامتثال له، كما أنه يسمح لمجلس الأمن باللجوء إلى عقوبات أقسى مع إمكانية استخدام القوة العسكرية.

خطر الدولة الاسلامية
في الاثناء، دق الائتلاف الوطني ناقوس الخطر مع تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» في ريف حلب الشمالي، ووصوله قرب بلدة مارع بعد سيطرته على قريتي أخترين وتركمان، وبعض القرى الأخرى المحيطة بها. واكد الائتلاف أن خطر هذا التنظيم في العراق وسوريا لا يتجزأ، وانه إذا كان المجتمع الدولي جاداً في محاربته، فيجب ألا يقتصر ذلك على العراق.
وذكّر الائتلاف في بيان اصدره بهذا الموضوع، «المجتمع الدولي، بأنه والجيش السوري الحر كانا أول من تنبه لخطر هذا التنظيم، وأول من هبّ لمحاربته وطرده من مختلف المناطق السورية، ومن ضمنها ريف حلب».
وأكد الائتلاف على أنه «لا يوجد بديل عن دعم الجيش السوري الحر، وتزويده بالسلاح النوعي للتصدي لخطر التنظيم وجرائمه بحق المدنيين، ومتابعة واجبه الوطني في محاربة قوات النظام».
وفي السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان (الاحد) بأن الاشتباكات تجددت ليل السبت-الأحد بين تنظيم الدولة  الإسلامية من طرف وقوات النظام من طرف آخر في محيط مطار الطبقة العسكري، بمحافظة الرقة.
وقال المرصد في بيان أن ذلك يأتي وسط معلومات عن تقدم للتنظيم في محيط المطار، ترافق مع قصف متبادل بين الطرفين.
من ناحية أخرى، قصفت قوات النظام الليلة الماضية مناطق في الحي الثاني من مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
كما أبلغت مصادر موثوقة من مدينة الرقة، أن تنظيم الدولة الإسلامية قام بصلب وجلد شاب بتهمة «الاحتيال على المسلمين» وذلك عند دوار النعيم وسط الرقة.
في حين نفذ الطيران الحربي غارة على منطقة المرآب بالحي الأول في مدينة الطبقة والذي اتخذه تنظيم الدولة الإسلامية مقراً له ومرآباً لآلياته، وقام بغارتين أخريين على مناطق في بلدة هنيدة بالريف الغربي للرقة.

مقتل 700 شخص
وتشير تقارير ميدانية للمرصد السوري لحقوق الانسان، الى ان تنظيم «الدولة الاسلامية» قتل خلال الاسبوعين الماضيين، اكثر من 700 شخص من افراد عشيرة سنية حاولت التمرد ضده في محافظة دير الزور السورية الحدوية مع العراق.
ويسيطر التنظيم بشكل شبه كامل على غالبية ارجاء هذه المحافظة الغنية بالنفط. واندلعت معارك بين عناصره وافراد هذه العشيرة في ثلاث بلدات شرق دير الزور نهاية تموز (يوليو)، ما دفع «الدولة الاسلامية» الى الانسحاب من هذه البلدات، قبل ان يعود ويسيطر عليها نهاية الاسبوع الماضي.
وقال المرصد ان التنظيم قتل خلال الاسبوعين الماضيين اكثر من 700 مواطن غالبيتهم العظمى من المدنيين، في بادية الشعيطات وفي بلدات غرانيج وابو حمام والكشكية التي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات، موضحاً ان «نحو مئة من هؤلاء هم من ابناء العشيرة المسلحين، في حين ان الباقين هم من الرجال المدنيين».
واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى ان «العدد الاكبر من القتلى سقطوا اثر الهجوم الثاني لتنظيم الدولة الاسلامية على هذه البلدات»، مشيراً الى ان «نحو 1800 من افراد العشيرة لا يزالون مجهولي المصير».
وتمكن تنظيم «الدولة الاسلامية» في النصف الثاني من حزيران (يونيو) من السيطرة تدريجاً على مجمل محافظة دير الزور، بعد انسحاب مقاتلي المعارضة ومبايعة عدد كبير منهم هذا التنظيم.
وكانت عشيرة الشعيطات آخر المبايعين، وتعهدت بعدم قتال «الدولة الاسلامية» وتسليم اسلحتها شرط عدم التعرض لابنائها.
الا ان معارك اندلعت بين الطرفين منذ 31 تموز (يوليو)، اثر قيام «الدولة الاسلامية» بخطف ثلاثة من ابناء الشعيطات. وادت المعارك الى مقتل العشرات وتهجير اكثر من خمسة آلاف شخص، بحسب المرصد.
وانسحبت «الدولة الاسلامية» من بلدات غرانيج والكشكية وابو حمام بعد يوم من اعلان ابناء العشيرة «انتفاضة» ضدها. الا ان عناصر التنظيم المتطرف شنوا هجوماً جديداً على هذه البلدات بعد ايام، وسيطروا عليها تباعاً في التاسع من آب (اغسطس) والعاشر منه، بحسب المرصد.
ووسع التنظيم مناطق سيطرته في سوريا منذ نهاية حزيران (يونيو)، اثر اعلانه اقامة «الخلافة الاسلامية» بعيد هجوم كاسح اتاح له السيطرة على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.
وقتل 31 عنصراً على الاقل من «الدولة الاسلامية» المعروفة اختصاراً باسم «داعش» الاحد في قصف جوي مكثف للطيران السوري على مراكز للتنظيم في محافظة الرقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان «لقي ما لا يقل عن 31 عنصراً وقيادياً من تنظيم الدولة الإسلامية مصرعهم، وأصيب العشرات بجروح، جراء تنفيذ طائرات النظام الحربية 25 غارة جوية على الأقل»، بينها 14 في مدينة الرقة، احد ابرز معاقل التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا.

بين الجيش والنظامي
وفي الاثناء، تصدى الجيش الحر لمحاولة قوات الأسد اقتحام حي جوبر في دمشق وسط قصف عنيف استهدفه، وقالت الهيئة السورية للإعلام إن الجيش الحر تمكن من قتل 3 عناصر من قوات النظام أثناء الإشتباكات.
وكانت قوات الأسد قد أعلنت استعادة السيطرة على بلدة المليحة،  في حين تشهد البلدة معارك عنيفة من جهة البساتين.
من جهة ثانية، نصب الجيش الحر كميناً لمجموعة من القوات النظامية، في جرد رأس المعرة في منطقة القلمون في ريف دمشق، قتل على أثره عدد من عناصر تلك القوات، كما وقعت اشتباكات بين الجيش الحر وحزب الله اللبناني في جرود القلمون، أسفرت عن مقتل 3 من عناصره. وقالت الهيئة السورية للإعلام إن قوات الأسد استهدفت بالمدفعية والصواريخ، بلدات ومدن ريف دمشق، ما تسبب بسقوط 22 شهيداً في بلدة دير العصافير وحدها.
وفي درعا، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الأسد في حي المنشية، سقط على إثرها عدد من القتلى من الأخيرة، واستهدف عناصر الجبهة الجنوبية بالمدفعية معاقل قوات النظام، داخل كتيبة الكوبرا قرب بلدة كحيل بريف درعا محققين إصابات مباشرة. بينما ألقى الطيران الحربي براميل متفجرة على بلدات انخل والشيخ مسكين ونوى.
من جانب آخر، أكد بدر جاموس عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري أن الائتلاف عاود فتح باب الترشح لمنصب رئيس الحكومة السورية الموقتة من جديد.
واعتبر «أن هذا القرار جيد لإتاحة الفرصة أمام من يجد في نفسه القدرة والكفاءة لرئاسة الحكومة».

دمشق – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق