فيلم عن مسيحيي الناصرة كاد يقطف جائزة مهرجان لندن السينمائي
اقتربت المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر من الفوز بجائزة المسابقة الرسمية لمهرجان لندن السينمائي الدولي، التي ذهبت في النهاية لفيلم «بلا حب» للمخرج الروسي أندريه زفياغينتسيف.
وقد وضعت لجنة التحكيم التي رأستها المخرجة الأميركية أندريا أرنولد في بيان إعلان الجائزة تنويها بفيلم «واجب» لجاسر إلى جانب أسباب منح الجائزة لزفياغينتسيف. ويذكر أن أرنولد هي مخرجة أفلام «أميركان هُني»، «مرتفعات وذرنغ»، «فيش تانك».
وكان «واجب» هو الفيلم العربي الوحيد المشارك في مسابقة المهرجان الرسمية، ويستخدم أسلوب أفلام الطريق لتقديم صورة بانورامية عن حياة الفلسطينيين في مدينة الناصرة.
وقالت لجنة التحكيم في تنويهها بفيلم جاسر «وجدنا أنها قصة أمينة جداً ورقيقة وذات تمثيل جيد عن علاقة أب وابن يوزعان دعوات حفل زفاف على أقاربهما. لقد كان مضحكا حينا ومحزنا حينا آخر، وقد أحببنا تلك اللمحة التي يقدمها عن حياة المسيحيين العرب في الناصرة».
وأضافت أنه «عبر علاقة حميمة بين أب وابن يستكشف الفيلم التصادم بين القديم والجديد في عالم سريع التغيّر. إنه دعوة للصبر والاحترام والفهم».
وتتصادم داخل فيلم «واجب» ثنائيتان أساسيتان هما: الداخل والخارج، والمثالية والبراغماتية، اللتان تتجسدان في لقاء الإبن الفلسطيني المغترب مع والده الذي يعيش في مدينة الناصرة، بعد عودته اليها لمساعدة والده في تحضيرات زفاف أخته، حيث يثير هذا اللقاء تصادمات إشكالية تتركها جاسر من دون تقديم خلاصات أو حلول محددة، فما يهمها هو الحياة ولا شيء سواها، الحياة التي تصبح مجرد إدامتها في واقع اختلال واستلاب منجزاً بحد ذاته.
«فيلم حزين وعاطفة جياشة»
وبهذا التتويج يواصل فيلم زفياغينتسيف «بلا حب» حصد النجاحات بعد منحه جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان الدولي هذا العام واختياره لتمثيل روسيا في التنافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، فضلاً عن حصوله على جائزة أفضل فيلم في مهرجان ميونخ السينمائي الدولي.
ويواصل زفياغينتسيف في هذا الفيلم نهجه في تشريح أزمة المجتمع الروسي المعاصر وعلاقات القوة والهيمنة فيه، وأثرها على الفرد والعائلة بلغة سينمائية شاعرية وحس إنساني مميز ودربة جمالية عالية.
وقالت لجنة التحكيم في بيانها عنه «شعرنا أن «بلا حب» فيلم شاعري جداً وجميل. إنه فيلم حزين مرويٌّ بعاطفة جياشة. وعلى الرغم من تركيزه على قصة حميمية لإحدى العوائل في روسيا، إلا أنها تبدو كمأساة كونية، يمكن أن نصفها بأنها واحدة من أعظم قصص الحُزن في العالم».
وهذا الفيلم هو التعاون الرابع مع السينارست أولَغ نَجين الذي كتب لزفياغينتسيف أربعة من أفلامه الخمسة، عدا فيلمه الأول، وحصل على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان عن فيلم «ليفياثان» أو (طاغوت) عام 2014.
ومنذ فيلمه الأول «العودة» عام 2003 ، طرح زفياغينتسيف نفسه بقوة إلى مقدمة المشهد السينمائي العالمي بوصفه موهبة إخراجية لامعة، إذ قطف الفيلم أسد مهرجان فينيسيا الذهبي، فضلاً جائزة المخرج الأوروبي الواعد (الاكتشاف السينمائي) التي تحمل اسم المخرج الألماني فاسبندر، وجائزة بي بي سي 4 للسينما العالمية.
وتنافس فيلمه «عقاب» عام 2007 على السعفة الذهبية في مهرجان كان وحصد جائزة أفضل ممثل فيه، كما حصل فيلمه «إيلينا”» 2011 على جائزة تظاهرة «نظرة ما» في كان.
ولقي فيلم «ليفياثان» أو طاغوت 2014 احتفاء نقدياً كبيراً وتوج بالعديد من الجوائز، من بينها أفضل فيلم أجنبي في جوائز «الغولدن غلوبز»، وعلى جوائز مهرجان لندن وأبو ظبي، فضلا عن الترشح لجائزة أفضل فيلم أجنبي في جوائز الأوسكار والبافتا، وجائزة السيناريو في مهرجان كان.
جائزة «سوذرلاند»
وذهبت جائزة أفضل فيلم أول التي تحمل اسم «سوذرلاند» للفيلم الجنوب أفريقي «الجرح» للمخرج جون ترينغوف، الذي يقدم حكاية عدد من المراهقين وتحولهم نحو الرجولة في منطقة جبلية نائية في جنوبي شرق جنوب أفريقيا وسط الطقوس والتقاليد التي تحكم مجتمع الكوسيين، الناطقين باللغة الكوسية، هناك. ولم يعمل المخرج في هذا الفيلم مع ممثلين محترفين بل اختار أبطاله من إناس عاديين من المجتمع المحلي في تلك المنطقة الجبلية النائية.
ومنحت جائزة «غريرسون» لأفضل فيلم وثائقي لفيلم «مملكتنا»، واسمه الرسمي هو «المملكة التي تخصنا»، للمخرجة البريطانية لوسي كوهن. ويوثق الفيلم حكاية عائلة تضم أم وسبعة أبناء (ست بنات وولد) بعد أن ينتحر رب العائلة ويتركهم في فاقة وألم صدمة نفسية وضياع.
وقد وصف بيان لجنة التحكيم الفيلم بأنه «يلتقط مستوى استثنائياً من الألفة العائلية في استكشافه المرهف لتجليات الحزن والذاكرة».
أفضل فيلم قصير «صيد الأرنب»
وذهبت جائزة أفضل فيلم قصير للفيلم الأميركي «صيد الأرنب» للمخرج باتريك برسنان، كما منحت جائزة تكريمية خاصة هي «زمالة مؤسسة الفيلم البريطانية» للمخرج والمنتج والسينارست، بول غرينغراس، عن مجمل مسيرته المهنية.
واشتهر غرينغراس بأفلام أمثال «الأحد الدامي» الذي حصل على الدب الفضي لمهرجان برلين السينمائي عام 2002، وسلسلة أفلام «بورن» التي جسد الممثل مات ديمون فيها دور جيسون بورن القاتل المحترف التابع لوكالة المخابرات المركزية الأميركية الذي يفقد ذاكرته، فضلاً عن «المنطقة الخضراء»2010 و«كابتن فيليبس» 2013 وأفلام أخرى.
بي بي سي