سياسة لبنانية

ما بين المستقبل والتيار الوطني الحر

التقويم في الرابية للرئيس سعد الحريري يتفاوت بين رأيين: الأول ومن ضمنه العماد عون يعطي الحريري أعذاراً ولا يريد قطع الخطوط معه، معتبراً إياه صادقاً ولكنه عاجز عن الإيفاء بالتزاماته لأسباب خارجة عن إرادته، ولأن القرار ليس في يده… والثاني يضم الفريق السياسي المساعد لعون ويعتبر الحريري غير صادق، ولا يلتزم وعوده ولا ينفذها… ولا يعود هنا مهماً البحث عن السبب وسواء تنقصه القدرة (يريد ولا يقدر) أم الإرادة السياسية (لا يريد).
… والتقويم أيضاً متفاوت في الرابية حيال خطاب الحريري في إفطار البيال. هناك من يرى أن الرجل أظهر في خطابه قدراً من الذكاء السياسي، قاده الى الانحناء أمام العاصفة العونية، بدل أن يقف في وجهها، لمعرفته بأن الخيار الثاني يعزز من ناحية شعبية عون، ويحرج من ناحية أخرى الحلفاء المسيحيين للحريري… وهناك من يرى أن كل ما فعله هو تقديم خطاب استيعابي يهدف بالدرجة الأولى الى تطويق بقعة زيت الاستنفار المسيحي التي بدأت بالانفلاش نتيجة نزول التيار الوطني الحر على الأرض، وفي مسألتي رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش بدا الحريري في حالة الدفاع عن النفس لتقديم مبررات الرفض، من دون أن يصيغ دفاعه بتعابير واضحة.
… وفي تيار المستقبل اختلاف في الآراء وتقويم مستقبل واتجاه العلاقة مع  عون. مصادر مقربة من الحريري تكشف عن وجهتي نظر ظهرتا بوضوح في الاجتماعات التي عقدها الحريري مع أركان قيادة المستقبل في الرياض أخيراً. واحدة يمثلها الرئيس فؤاد السنيورة، الذي يرى أن على تيار المستقبل أن «يستغل الظرف الصعب الذي يمر به عون لكسره، في ظل العزلة السياسية التي يعانيها نتيجة تخلي حلفائه عنه، بمن فيهم حزب الله الذي لم يدعمه كما يجب، إضافة إلى فشله في التجييش داخل الشارع المسيحي». والثانية يمثلها نادر الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق، إلى المستشار هاني حمود وحتى باسم السبع. وهذه الدائرة لا تزال «تفضل التواصل مع الرابية وملاقاة عون في منتصف الطريق». وخطاب الحريري الأخير، بحسب المستقبليين، يؤكد أن «الكفة رجحت لمصلحة هذا الرباعي الذي تولى منذ أكثر من سنة تنظيم العلاقة مع عون والإنفتاح عليه».
وقد لوحظ تفاوت في موقف ولهجة الوزيرين نهاد المشنوق وأشرف ريفي حيال العماد ميشال عون: ريفي شن هجوماً قاسياً متهما عون بأنه أداة للمشروع الفارسي وجازماً أنه لن يكون يوماً رئيساً على اللبنانيين… أما المشنوق فإنه دعا الى منطقة وسطى تحمي البلاد مع قوى الاعتدال تاركاً اليد ممدودة باتجاه الرابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق