حواررئيسي

ناظم الخوري: الرئيس لم يقصد حزب الله بالتحديد

«تصريح رئيس الجمهورية لم يكن موجهاً ضد حزب الله. وهدف الرئيس ميشال سليمان كان تحريك الاشياء لا تعقيدها. فهو يخشى فراغاً دستورياً في كل المؤسسات، وخصوصاً في رئاسة الجمهورية». هذا ما قاله الوزير السابق ومستشار الرئيس سليمان الحالي ناظم الخوري.
اثار الرئيس ميشال سليمان الجدل عندما تحدث عن «معادلات خشبية» بالاشارة الى ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة». وشعر حزب الله انه هو المستهدف ورد بشدة عندما قال ان قصر بعبدا اصبح بحاجة الى عناية دقيقة. فما هو تعليقك؟
ان تصريح رئيس الجمهورية لم يكن يستهدف حزب الله بصورة خاصة. لقد اراد ان يقول انه يجب تجاوز النقاط الخلافية بالطبع، والتقدم الى الامام والتفاهم على البيان الوزاري. انه من المقلق في الواقع ان تشل جميع المؤسسات اللبنانية. فهو  لا يريد في نهاية عهده ان يحل الفراغ في رئاسة الجمهورية.
بالمقابل يعقد حالياً في باريس مؤتمر لمساعدة لبنان. والدول المشاركة ستكون اقل حماسة واندفاعاً اذا لاحظت ان اللبنانيين لم يتوصلوا الى تفاهم حول البيان الوزاري، في وقت انتظرت البلاد عشرة اشهر حتى تشكلت هذه الحكومة. ان ردات فعل بعض الاوساط كانت مبالغة وذهبت الى حد اتهام الرئيس بأنه يسعى الى تمديد ولايته. وهذا ليس وارداً عنده.
هذا التصريح الرئاسي في هذا الوقت الحرج صب الزيت على النار بدل ان يقارب بين الاطراف  المعنية بالبيان الوزاري…
الرئيس لم يكن يقصد ذلك. هو اراد ان يحرك الاشياء لا ان يعقدها.
الاصرار على اهمية ذكر اعلان بعبدا في البيان الوزاري، اثار ايضاً جدلاً في بعض الاوساط السياسية التي تعتبر ان رئيس الجمهورية يريد احلال اعلان بعبدا في الدستور وهذا غير ممكن شرعياً.
انا مسؤول عن اللجنة المكلفة بتنظيم الطاولة التي ستشهد حواراً ضرورياً في بلد مثل لبنان. ان اعلان بعبدا ليس ملك الرئيس، بل انه ثمرة تفاهم بين مختلف  الفئات السياسية في البلاد، الذين جلسوا حول طاولة الحوار. ان كل الافرقاء اتفقوا على حتمية حياد لبنان بحيث ان البلاد لا يمكنها التدخل في شؤون الغير واتخاذ موقف من هذا الطرف او ذاك.
ان هذا جرى قبل ان يشترك حزب الله مباشرة في الحرب السورية…
ان الدولة اللبنانية لم تطلب علناً من حزب الله وضع حد لمشاركته في الحرب السورية لانها ادركت بصورة او باخرى ان هناك فئات انغمست ايضاً في هذا النزاع. ولكن من واجب رئيس الجمهورية ان يؤكد ويذكّر بان اعلان بعبدا هو ثمرة تفاهم عام اعتمد بالاجماع. على كل اعتقد انه حان الوقت لاعادة تنشيط طاولة الحوار التي لا تحل محل المؤسسات ولكنها مؤهلة لتمتين العلاقات بين القادة الرئيسيين. ان رئيس الجمهورية هو  ضمانة الاستقرار. فالاعتدال هو علامة قوة وليس ضعفاً، وعلى قصر بعبدا ان يلعب دور الوسيط لاستيعاب، اليوم وفي المستقبل، المشاكل الطائفية والمذهبية.
بعض المقربين من الرئيس ومن 14 اذار يتهمون البطريرك الراعي بأنه لم يدعم موقف الرئيس في عظته يوم الاحد، فهل كنت ترغب في ذلك؟
ليس لدي تعليق  على هذا الموضوع.
جريدة «الاخبار» كانت قاسية في تهجمها. وقد احالها وزير العدل اشرف ريفي الى النيابة العامة. البعض رأى في هذا التصرف مساً بحرية الصحافة. فما هو رأيك؟
حرية التعبير شيء والشتائم والاتهامات الشخصية شيء آخر، فان كان لدى هذا الصحافي كمواطن اتهامات حول بعض القضايا، واذا كان يملك كما قال معلومات دقيقة عن فساد البعض، كان بامكانه ان يلجأ الى القضاء. فنحن في بلد العدل فلنحترم المؤسسات ونتعاون معها.

دانييل جرجس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق