دولياترئيسي

القادة الاوروبيون يبحثون في براتيسلافا ملامح اوروبا ما بعد بريكست

بدأ قادة الاتحاد الاوروبي قمة الجمعة في براتيسلافا لاجراء «محادثات صريحة» بعد الصدمة التي احدثها قرار خروج بريطانيا فيما يهيمن ملفا الامن وتعزيز الدفاع الاوروبي على المناقشات.

ويريد القادة الـ 27 خلال اجتماعهم في قصر مطل على نهر الدانوب، الاتفاق على مشاريع ملموسة لتقوية اوروبا رغم ان الدعوات لرص الصفوف تصطدم بخلافات لا تزال عميقة.
وحذرت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عند وصولها الى القمة من الاتحاد الاوروبي «في وضع حرج».
وقالت «يجب ان نظهر عبر اعمالنا انه بامكاننا ان نعمل بشكل افضل» مشيرة الى مجالات الامن ومكافحة الارهاب والتعاون في مجال الدفاع ومسائل النمو والوظائف.
من جهته قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان «فرنسا تبذل الجهد الاساسي من اجل الدفاع الاوروبي، لكن لا يمكنها ان تقوم بذلك لوحدها».
واعتبر انه «في حال اختارت الولايات المتحدة النأي بنفسها، يجب على اوروبا ان تكون قادرة على الدفاع عن نفسها».

قيادة واحدة
تعتزم باريس وبرلين المحركان الرئيسيان للدفاع المشترك عرض مبادرة مشتركة خلال اجتماع براتيسلافا لتسهيل القيام بعمليات اوروبية والحصول على المزيد من التمويل الاوروبي.
ويتيح خروج بريطانيا التي حبذت على الدوام العمل في اطار الحلف الاطلسي فرصة للتقدم في الملف ولكن في سياق تعاني فيه اوروبا من الازمات والارهاب والنزاعات.
وتقترح المفوضية الاوروبية خصوصاً «موارد عسكرية مشتركة» و«قيادة اركان موحدة» وانشاء صندوق اوروبي لتحفيز البحث والابتكار في الصناعات الدفاعية قبل نهاية السنة.
وفي ملف الامن ايضاً، اصبح تعزيز حماية الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي موضع توافق. وقال رئيس المجلس الاوروبي البولندي دونالد توسك ان قمة براتيسلافا يجب ان تشكل «منعطفاً حاسماً» حول هذه النقطة.
وقال مسؤول اوروبي «اننا نضع الحجر الاساس لعملية جديدة» خلال قمة سلوفاكيا من اجل القول انه لا ينبغي انتظار الكثير من اللقاء غير الرسمي الذي عقد بشكل غير اعتيادي خارج بروكسل.

«عائلة اوروبية»
لكن يصعب اعتبار قمة براتيسلافا تجسيداً للوحدة. وقال يونكر الاربعاء امام النواب الاوروبيين «لم ار من قبل مثل هذا التشرذم ومثل هذا الضعف في التقارب داخل امتنا».
ولا تزال الخلافات عميقة حول مسائل مثل العمالة المنتدبة او توزيع اللاجئين الوافدين الى ايطاليا واليونان داخل الاتحاد الاوروبي.
وتشكل دعوة وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن الى اخراج المجر من الاتحاد الاوروبي لانتهاك قيمه الاساسية تجسيداً اخر للانقسامات في الكتلة الاوروبية.
وقال مصدر دبلوماسي «لن يتم حل كل المشكلات في براتيسلافا بعصا سحرية وانما ينبغي البحث عن قاسم مشترك يتيح التوصل الى اتفاق خلال الاشهر المقبلة».
والجمعة قال رئيس حكومة لوكسمبورغ كسافييه بيتل في براتيسلافا «نحن نجلس الى طاولة، كعائلة، ونبحث المشاكل كعائلة ونحاول ايجاد حلول».
وحذر رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك من جانبه في رسالة الدعوة الى القادة لحضور قمة براتيسلافا «سيكون خطأ قاتلاً ان نعتبر ان النتيجة السلبية للاستفتاء في المملكة المتحدة تعتبر مشكلة بريطانية محض».
واضاف ان المواطنين الاوروبيين «يريدون ان يعرفوا اذا كانت النخبة السياسية قادرة على الامساك بزمام الامور والسيطرة على الاحداث والمجريات التي تتجاوزهم وتربكهم واحياناً ترعبهم» مشيراً الى الهجرة والارهاب والعولمة كذلك.
وقال توسك انه توصل بعد التشاور مع القادة الى خلاصة واضحة صاغها على شكل رسالة الى المفوضية مفادها ان «اعطاء سلطات جديدة الى المؤسسات الاوروبية ليست الوصفة المرغوب بها».

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق