تقنية-الغد

دروع مدارية تلطف المناخ

تقوم غازات البيت الزجاجي بتسخين الارض مثيرة الكثير من الجدل والخلاف حول الطقس وكيفية وضع حد لضخ غاز ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي. لكن بعض العلماء باتوا ينظرون الى خيار آخر يرون فيه علاجاً طارئاً، الا وهو «هندسة الكرة الارضية» Geoengineering.

تكمن الفكرة من وراء «هندسة الارض» في مقاومة التغيير المناخي الذي هو من صنع الانسان عن طريق حلول مستنبطة تنطوي في اغلب الاحيان على سحب الكربون من الغلاف الجوي، او ابعاد اشعة الشمس عن مسارها المتوجه نحو الارض لتخفيض الحرارة لئلا ينحبس غاز ثاني اوكسيد الكربون.
ومثل هذه الافكار لم تختبر بعد على نطاق واسع ولا تزال موضع جدل كبير، وهي تتطلب ايضاً التغلب على تحديات تقنية كبيرة.
ومن هذه التحديات التقنية وحلولها التي لا تزال قيد التحقيق والاستقصاء، مواد يمكنها تحمل الرياح الجوية العاتية وسفن ومراكب بحرية ذاتية الدفع تجوب البحار بتوجيه من الاقمار الاصطناعية او حتى دروع شمسية مركزة في الفضاء يمكنها العمل كسقائف تقي كوكب الارض من اشعة الشمس.
ومن الناحية التقنية سيكون محور مبدأ هندسة الارض هو الفضاء الخارجي، فعن طريق اطلاق سفن فضائية صغيرة عاكسة لأشعة الشمس الى مدار حول الارض يمكن نظرياً عكس دفء اشعة الشمس ثانية الى الفضاء.

 دروع فضائية
ومثل هذه الدروع المدارية من شأنها تلطيف المناخ، نظراً لان ثاني اوكسيد الكربون وغيره من الغازات المسببة للتسخين الحراري تحبس الحرارة في جو الارض، فاذا اخترق القليل من الحرارة هذا الجو سيكون هناك القليل من الاحتباس.
في اي حال يبدو ان المشاريع الفضائية هذه هي الاقل احتمالاً للتنفيذ وفقاً الى احد علماء المناخ في مؤسسة كارنيغي للعلوم في جامعة ستانفورد الاميركية.
لان مثل هذه المشاريع هي من الجسامة بحيث يتطلب تنفيذها مدة قرن تقريباً.
لكن من المشاريع الاكثر تواضعاً وعملية هو رش نثار من الاجسام الدقيقة جداً في اعلى الغلاف الجوي، ومثل هذه الاجسام موجودة بشكل طبيعي على الارض، اذ تقوم ثورة البراكين بقذف غاز ثاني اوكسيد الكربون الى جو الارض الذي يتحد مع بخار الماء ليشكل اجزاء صغيرة عاكسة للضوء تؤدي مهامها تماماً مثل مبدأ الدروع الفضائية.
هذه الجزاء تبقي الارض باردة. وثمة كثير من الاساليب لتطبيق هذه النظرية، مثل رشها عن طريق الطائرات او المناطيد.

استخدام المناطيد
ان الغلاف الجوي هادىء وساكن عموماً خصوصاً على ارتفاع 20 كيلومتراً، لكنه حتى ارتفاع عشرة كيلومترات مضطرب للغاية، وبذلك يتوجب على المنطاد ان يكون متيناً للغاية لكي يجتاز هذه المنطقة.
ولذلك ينظر العلماء الى مواد مركبة اصطناعياً، مثل الكيفلار المتين والخفيف الوزن لصنع مثل هذه المناطيد وخراطيمها التي ستقوم بعملية الرش.
ومن التحديات الاخرى ايضاً في هذا المجال تشييد مضخات لدفع النثار عمودياً الى ارتفاع 20 كيلومتراً.

سفن بحرية
ومن الاقتراحات الاخرى المتعلقة بالجزء الاسفل من الغلاف الجوي تلك التي تنطوي على تطوير سفن ذاتية الدفع، تقذف رشاشات خفيفة من مياه البحر لزيادة وهج السحب البحرية التي تلعب سلفاً دوراً كبيراً في تبريد كوكب الارض.
وطور العلماء في جامعة ادنبره مراكب صغيرة لا يزيد طولها عن 12 متراً تعمل بدوارات تشغلها الرياح. وقد زودت هذه المركبات بطوربينات تحت مياه البحر لتوليد التيار الكهربائي الضروري لتحويل مياه البحر الى رذاذ.
وتقوم مرشحات متخصصة بعدم قيام العوالق الميكروسكوبية الدقيقة بتعطيل العمل، وسيجري توجيه هذه المراكب عن طريق الاقمار الاصطناعية.

طنوس داغر
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق