أبرز الأخباردوليات

بوتين واوباما يناقشان قرار الانسحاب الروسي من سوريا والكرملين بحث الموضوع مع الاسد

قال البيت الابيض الاميركي إن الرئيس باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ناقشا هاتفياً قرار روسيا سحب الجزء الرئيسي من قواتها من سوريا، وذلك بعد ساعات من اعلان الرئيس بوتين عن القرار الذي قد يؤذن لبدء مرحلة جديدة في الصراع الدائر في سوريا منذ 5 سنوات.

عندما بدأت الغارات الجوية الروسية في سوريا، كان نظام الرئيس السوري بشار الاسد يوشك على الانهيار. ولكن بعد اقل من 6 شهور، تقول روسيا إن تصرفها سمح للقوات السورية الحكومية باستعادة 10 آلاف كيلومتر مربع من الاراضي.
أوضح الرئيس بوتين بما لا يدع مجالاً للشك بتدخله في سوريا بأن روسيا مستعدة للدفاع عن مصالحها. اما نتائج التدخل، فستعطي موسكو نفوذاً اقوى في مفاوضات السلام.
قد يكون قرار سحب القوات الروسية مدفوعاً – جزئياً على الاقل – بالضغوط المالية، خصوصاً ان اسعار النفط ما زالت في انخفاض، ولكنه قد يكون مدفوعاً ايضاً برغبة روسيا في انهاء عزلتها والعقوبات الغربية المفروضة عليها.
ولكن فيما امر الرئيس بوتين وزير خارجيته بالتركيز على جهود التوصل الى حل سياسي في سوريا، يبدو انه لم يتخل كليا عن الخيار العسكري.
فمنظومات الدفاع الجوي الصاروخية المتقدمة ستبقى في سوريا، وبما ان الروس لم يعلنوا رسمياً عن عدد عسكرييهم الذين ارسلوا الى سوريا، لن نعلم ايضاً عدد الذين سيبقون.
وكان الرئيس الروسي قد اصدر على نحو مفاجىء أمراً بسحب «الجزء الرئيسي» من القوات الروسية من سوريا.
وقال بوتين إن هذه القوات حققت أهدافها بدرجة كبيرة.
وذكر – خلال اجتماع في الكرملين – أن سحب القوات سيبدأ الثلاثاء، مشيراً إلى أن قاعدة حميميم الجوية الروسية، بمحافظة اللاذقية، وقاعدتها في طرطوس ستواصلان عملهما كما في السابق.
وتعد روسيا حليفاً رئيسياً للرئيس السوري بشار الأسد.
وجاء في بيان اصدره البيت الابيض أن «الرئيسين ناقشا القرار الذي اعلن عنه اليوم الرئيس بوتين حول انسحاب جزئي للقوات الروسية من سوريا والخطوات التي ينبغي اتخاذها الآن لتطبيق قرار وقف العمليات الحربية بشكل كلي».
وكان مسؤولو البيت الابيض قد ادلوا بتقويمات اتسمت بالحذر للقرار الروسي، إذ نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول بارز في ادارة اوباما قوله «لنر كيف ستتطور الامور في الايام المقبلة».
من جانبه، قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إنه ينبغي النظر الى القرار الروسي على انه اشارة ايجابية بالنسبة الى حظوظ اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا.
وأكد ظريف في العاصمة الاسترالية كانبيرا بعد اجتماع عقده مع نظيره جولي بيشوب على موقف ايران الداعم لوقف اطلاق النار والتوصل الى حل سياسي للصراع في سوريا.
وقال «صمود اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا نبأ مرحب به، وهو ما كنا ندعو له لسنتين ونصف او ثلاث سنوات».
واضاف «القرار الروسي يشير الى انهم (الروس) لا يعتقدون بوجود ضرورة آنية لاستخدام القوة من اجل ادامة وقف اطلاق النار، وهذا لوحده يعد علامة ايجابية، ولكن علينا الانتظار لنر كيف ستتطور الامور».
وبدأت موسكو حملة غارات جوية داخل سوريا في أيلول (سبتمبر) الماضي، وهو ما ساعد القوات الحكومية على تحقيق مكاسب ميدانية في مواجهة المعارضة المسلحة.
وجاء القرار بناء على اتفاق سوري – روسي بعد نجاحات حققتها القوات الحكومية بالتعاون مع سلاح الجو الروسي في محاربة «الإرهاب»، بحسب بيان نشر على صفحة رئاسة الجمهورية السورية بموقع فايسبوك.
وأوضح البيان أن ذلك يتوافق مع الموقف الميداني الحالي، مؤكداً على استمرار وقف الأعمال العدائية.
ورحبت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة في سوريا بالقرار الروسي.
وقال متحدث باسم الهيئة إن سحب موسكو لقواتها سيمثل ضغطاً على القوات الحكومية.
وأشار إلى أن ذلك سيساعد على التوصل إلى تسوية سياسية للصراع.
ويتزامن ذلك مع بدء جولة محادثات سلام جديدة في جنيف بغية التوصل إلى حل للأزمة السورية.
ولكن توقيت القرار وطبيعته المفاجئة سيثيران تساؤلات حول ما اذا كانت روسيا ما زالت تدعم الرئيس الاسد بقوة وتصميم كما في السابق.
وأكدت روسيا مراراً أن غاراتها داخل سوريا تستهدف مجموعات «إرهابية»، لكن دولاً غربية اشتكت من أن القصف يصيب معارضي الأسد.
وفي وقت لاحق اعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الاسد اتفقا اثر اتصال هاتفي بينهما، على سحب القوات الروسية من سوريا، مع الابقاء على وجود جوي لمراقبة وقف اطلاق النار.
واوضح الكرملين في بيان «ان رئيس روسيا اعلن ان المهمات الرئيسية المطلوبة من القوات المسلحة قد انجزت. وتم الاتفاق على سحب القسم الاكبر من القوات الجوية الروسية»، مضيفاً انه سيتم الابقاء على وجود جوي لمراقبة تطبيق وقف اطلاق النار.

بي بي سي/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق