رئيسيسياسة عربية

مانحون يجمعون أكثر من ملياري يورو للسودان مع مرور عام على الحرب

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن مانحين تعهدوا بتقديم أكثر من ملياري يورو (2.13 مليار دولار) للسودان الذي تعصف به الحرب خلال مؤتمر في باريس يوم الاثنين، وذلك بعد مرور عام على ما وصفه عمال إغاثة بأنه صراع مهمل لكنه مدمر.

وتعطلت الجهود المبذولة لمساعدة ملايين الأشخاص الذين دفعتهم الحرب إلى شفا المجاعة جراء القتال المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى جانب القيود التي فرضها الطرفان المتحاربان والالتزامات من الجهات المانحة تجاه كوارث عالمية أخرى، بعضها في غزة وأوكرانيا.

وقد يتوسع الصراع في السودان مع احتدام القتال في مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها، وهي مركز مساعدات محاصر وآخر مدينة في إقليم دارفور بغرب البلاد لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع. ولجأ مئات الآلاف من النازحين إلى المنطقة.

وقال بشير عوض، أحد سكان أم درمان وهي جزء من العاصمة وساحة قتال رئيسية، لرويترز الأسبوع الماضي «العالم مشغول ببعض من الدول العالمية من ضمنها أوكرانيا وفلسطين وإسرائيل وغزة وليبيا. احنا والله عانينا شديد، عانينا معاناة ما بعدها (معاناة)، شيلنا بعض في بعض وقسمنا اللقمة بيناتنا».

وفي باريس، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 350 مليون يورو، في حين التزمت فرنسا وألمانيا، الدولتان المشاركتان في رعاية المؤتمر، بتوفير 110 ملايين يورو و244 مليون يورو على الترتيب. وتعهدت الولايات المتحدة بتقديم 147 مليون دولار وبريطانيا 110 ملايين دولار.

وفي كلمته في ختام المؤتمر الذي ضم أطرافاً مدنية سودانية، أكد ماكرون على ضرورة تنسيق الجهود الدولية غير الناجحة حتى الآن لحل النزاع ووقف الدعم الأجنبي لطرفي الصراع.

وقال «للأسف، المبلغ الذي جمعناه اليوم لا يزال على الأرجح أقل مما جمعته عدة قوى منذ بداية الحرب لمساعدة أحد الطرفين على قتل الآخر أو كليهما».

وبينما تتنافس قوى إقليمية لتحظى بنفوذ في السودان، يقول خبراء في الأمم المتحدة إن هناك أدلة موثوقة على أن الإمارات تساعد في تسليح قوات الدعم السريع، بينما تقول مصادر إن الجيش يتلقى أسلحة من إيران. ويرفض الجانبان هذه التقارير.

تعطيل جهود المساعدات

أدت الحرب، التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في أثناء تنافسهما على السلطة قبل مرحلة انتقالية، إلى تدمير البنية التحتية ونزوح أكثر من 8.5 مليون شخص وقطع الكثير من الإمدادات الغذائية والخدمات الأساسية.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك «يمكننا معاً أن نتجنب كارثة مجاعة رهيبة، ولكن فقط إذا تحركنا معاً الآن»، مضيفة أنه في أسوأ السيناريوهات، يمكن أن يموت مليون شخص من الجوع هذا العام.

وتسعى الأمم المتحدة للحصول على 2.7 مليار دولار لتوفير الإمدادات لنحو 25 مليون شخص في حاجة للمساعدة هذا العام. وحتى اجتماع باريس، لم يُجمع سوى أقل من ستة بالمئة من هذا المبلغ.

وتسعى المنظمة الدولية أيضاً إلى جمع 1.4 مليار دولار أخرى لمساعدة البلدان المجاورة التي تؤوي مئات الآلاف من اللاجئين.

وتواجه جهود الإغاثة الدولية أيضاً عقبات في الوصول إلى المناطق التي تحتاج للمساعدة.

وقال الجيش إنه لن يسمح بدخول المساعدات إلى مساحات كبيرة من البلاد تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وتتهم وكالات الإغاثة قوات الدعم السريع بنهب المساعدات. وينفي الجانبان تأخير مواد الإغاثة.

واحتجت وزارة الخارجية السودانية يوم الجمعة على عدم دعوتها لحضور المؤتمر.

وقالت الوزارة في بيان «ينبغي تذكير منظمي ذلك الاجتماع أن نظام الوصاية الدولية قد تمت تصفيته قبل عقود من الزمان».

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق