سياسة عربية

واشنطن: كل احتمالات التدخل العسكري في سوريا واردة

في الاوساط الديبلوماسية في العاصمة الفرنسية، تساؤل عما اذا كان باراك اوباما، سيتحرك في سوريا، كا فعل في ليبيا، على خطى الدول الاوروبية، الاخرى، اي بعدها. ولكنهم متفقون، على ان النسخة الرسمية للحراك هي التي رددتها سوزانا رايس، مع احدى اخر مداخلاتها كسفيرة لاوباما في مجلس الامن، قبل ان تصبح مستشارته للامن القومي: «ان قرار تسليح المعارضة السورية، هو نتيجة مباشرة لاستعمال نظام الاسد السلاح الكيميائي، وتترافق هذه المبادرة مع العمل الديبلوماسي، بينما نبقى نفضل الحل السياسي للازمة. نناقشه في اطار مسار جنيف، ولكن كل الاحتمالات تبقى على الطاولة».

يبقى السؤال: ما هي الاهداف التي تأمل واشنطن في ان تحققها، من تسليح الثوار «والى اي حد مستعدة الولايات المتحدة ان تصل، اذا لم يؤد هذا التهديد الى اسقاط النظام؟».
انها نقاط ثقيلة، بحثها اوباما تلفونياً، في الليل، مع اقرب حلفائه، قادة فرنسا، وايطاليا وبريطانيا والمانيا. قبل الذهاب الى قمة الدول الثماني.
السؤال الاول اعطى اجوبة متناقضة ويتعلق بما اذا كانت واشنطن تريد فعلاً ان تقفل ملفاً، يكلف آلاف الناس حياتهم ويهدد بزعزعة استقرار منطقة شاسعة بكاملها.
السؤال الاكثر تعقيداً، هو ما اذا كان السعي وراء حرب استنزاف، ضد ايران وحلفائها، فيكون في التالي، الهدف من تسليح المعارضة، تمكين الثوار من وضع يسمح لهم، بمقاومة ايران. واذا استمرت الحرب سنة اخرى، فلا بأس، ان ارتداداتها على الجمهورية الاسلامية وعلى نفوذها في المنطقة ستكون اسوأ واخطر، في انتظار ما ستؤدي اليه نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية.
ومن الستراتيجية الى التكتيك، وبالتالي نوع الالتزام العسكري المستعدة الولايات المتحدة لتجنيده مع الاخذ في الاعتبار، ان اوباما لا يريد تجربة اخرى على غرار افغانستان او العراق.
هذا السؤال، كان موضوع نقاش دام اسابيع الى ان جرى الحسم في اللقاء الاخير الذي سبق اعلان الالتزام، الذي دافع عنه وزير الخارجية جون كيري ومستشارة الامن القومي، سوزانا رايس، واعتمده اوباما، على حساب تحفظات، وزير الدفاع هاغل ومستشار الامن القومي الحالي، نيلسون وبدأت «سي. اي. ايه» تمد الثوار بالسلاح.

اسلحة خفيفة
العملية بدأت بالاسلحة الخفيفة من دون المضادات الجوية وضد المجنزرات، التي ستنقل عبر الممرات المرسومة مع الاردن وتركيا، حيث سيجري تدريب الثوار. ولكن البيت الابيض لم يستبعد اية احتمالات اخرى وان كانت سوزانا رايس، قالت الى وول ستريت جورنال، ان منطقة حظر جوي ستخلق مشاكل، وان كان البنتاغون بدأ يدرس الخطط لتحقيقها.
فالطائرات التي ستتولى تطبيقه، في استطاعتها الانطلاق من الاردن (حيث ستبقى ترابط طائرات اف – 16)، ومن تركيا حيث للحلف الاطلسي قواعد، مثل انجيرليك او من حاملات الطائرات في البحر الابيض المتوسط وفي البحر الاحمر.
وجاءت المناورات المشتركة الاخيرة التي حملت هذه الطائرات وصواريخ باتريوت المضادة للصواريخ، الى المنطقة لتؤمن الانظمة اللازمة لتطبيق منطقة الحظر الجوي.
ولاحظت فرنسا، الاكثر نشاطاً بين الداعين الى زيادة الضغوط، العسكرية على النظام السوري، ان اغلاق اجواء سوريا يشكل عملية معقدة، لانها تحتاج الى موافقة مجلس الامن. بينما قال الموفد الروسي، فيتالي تشوركين، ان حكومته «غير مقتنعة باتهامات واشنطن حول الاسلحة الكيميائية. بينما ردد الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون «ان لا حل عسكرياً للازمة».
وفي استطاعة الاميركيين تجنب الحواجز عن طريق انشاء منطقة حظر لا تحتل الاراضي السورية ولا تحتاج الى دوريات. في الفضاء الجوي السوري في شكل دائم، ولن تتعدى منطقة الحظر الخمسة والعشرين كيلومتراً، داخل الاراضي السورية. وستكون كلفة هذا العمل حوالي 50 مليون دولار في اليوم.وتكون الصواريخ الروسية س – 300 الخطر الوحيد على هذا التدبير، اذا عمدت روسيا الى تسليمها الى سوريا.
ولا يبقى بعد ذلك سوى التدخل البري الذي يريد اوباما تجنبه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق