رئيسي

تحالف اميركي يمني يطارد القبائل و«القاعدة» واليمن نحو «الصوملة»

يبدو ان كل شيء ممكن في اليمن. ويبدو اكثر انه لم يعد هناك مستحيل على الارض اليمنية. وان التطورات الاخيرة التي شكلت عنصر مفاجأة غير محسوبة فتحت البوابات على كل الاحتمالات. باستثناء الاحتمالات «الحميدة» التي يمكن ان تفضي الى وحدة البلاد، وتماسكها والتي يعتقد محللون انها اصبحت من الاحلام بعيدة المنال.

آخر التناقضات التي طفت على السطح، تمثلت بتشكل تحالف ـ غير معلن ـ من الولايات المتحدة التي تسير طائرات بدون طيار، مع الجيش اليمني لمواجهة تحالف القاعدة مع القبائل السنية.
وبدأ التحالف الجديد بملاحقة القاعدة والقبائل في وسط البلاد. ما يعني تاكيد انحياز الولايات المتحدة الى جانب الحوثيين. وما يعني ايضاً وجود صفقة او مشروع اميركي شيعي في المنطقة. اما بالنسبة الى الجيش، فالتحليلات تؤشر على انه يسير في مسارين اثنين، الاول، انحياز جماعة الرئيس السابق علي عبدالله صالح الى التيار الحوثي. ودفع انصاره في هذا المسار. والثاني، اعتقاد الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي انه لا سبيل امامه سوى مسايرة التيار الجارف المدعوم اميركيا، املاً بالوصول الى حالة من التوازن قوامها ارضاء الحوثيين ببعض المنجزات، ومنها منح التيار ستة حقائب وزارية في الحكومة الجديدة. من بينها بعض الحقائب السيادية.

الصوملة
وبين هذه وتلك، ثمة من يخشى ان تكون البلاد قد دخلت في سيناريو «الصوملة» نسبة الى ما يجري في الصومال، من حيث التدويل من جهة، والتقسيم من جهة اخرى. وبحيث تتحول البلاد الى مقر لكل من زاد تطرفاً من بين الحركات الارهابية.
ميدانياً، شنت القوات اليمنية وطائرات اميركية من دون طيار الاحد ضربات استهدفت مواقع تسيطر عليها القاعدة والقبائل المتحالفة معها في محافظة البيضاء في وسط اليمن، ما اسفر عن مقتل حوالي عشرين من المقاتلين السنة، الذي يواجهون المتمردين الحوثيين. ويواجه المتمردون الحوثيون الشيعة مقاومة شديدة من قبل القاعدة والقبائل السنية اثناء محاولتهم التقدم في محافظة البيضاء، بعدما سيطروا على صنعاء ومدينة الحديدة على البحر الاحمر. وكان القتال اندلع الجمعة عندما حاول الحوثيون السيطرة على الجبال المحيطة بمدينة رداع في البيضاء، اذ صدت القاعدة مع حلفائها هجمات شنها الحوثيون، ما اسفر عن مقتل العشرات.
الا ان المتمردين الشيعة تمكنوا الاحد من السيطرة على مناطق عدة كانت تسيطر عليها القاعدة والقبائل. وقتل عشرة من مسلحي القاعدة السبت في غارة لطائرة بدون طيار اميركية على الارجح في المنطقة نفسها.

القبائل تحذر
في الاثناء، حذر محللون وشيوخ قبليون يمنيون من دخول الطائرات الأميركية بدون طيار على خط المواجهات بين القاعدة ورجال القبائل من جهة وجماعة الحوثيين من جهة أخرى، وقالوا إن ذلك سيؤدي إلى إذكاء الحرب الأهلية والطائفية وسيعزز شعبية القاعدة.
وكانت طائرة أميركية من دون طيار قد قصفت مساء الجمعة الماضي مواقع القبائل والقاعدة في جبل اسْبيل الإستراتيجي المطل على مديرية رداع بمحافظة البيضاء وسط البلاد، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر القاعدة.
وأوضح عبد الرؤوف الذهب أحد مشايخ قبيلة قيفة إن الطائرة قصفت مواقع لهم لأول مرة منذ بدء معاركهم مع الحوثيين قبل أكثر من عشرة أيام، واعتبر هذا دليلاً على علاقة التعاون بين الطرفين، متهماً أميركا بدعم الحوثيين في «معركة خاسرة».
في المقابل لزم الحوثيون الصمت حيال قصف الطيران الأميركي، خصوصاً أنهم يقدمون أنفسهم مناهضين للتدخل الأجنبي في اليمن وعابوا على خصومهم في السلطة سكوتهم على ذلك قبل سيطرتهم على العاصمة صنعاء أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي.
ومنذ ذلك التاريخ برر الحوثيون توسعهم وسيطرتهم على محافظات عدة بمحاربة القاعدة ومنعها من تعزيز نفوذها، حتى لا تفتح باب التدخل الخارجي في اليمن على غرار التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

معارك الكورنيش
الى ذلك، سيطرت جماعة الحوثيين المسلحة على قلعة الكورنيش التاريخية على ساحل البحر الأحمر بمدينة الحديدة، بعد اشتباكات عنيفة دارت بين الميليشيات الحوثية المسلحة وآخرين من الحراك التهامي، استخدم فيها الحوثيون الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ليتمكنوا من الاستيلاء على القلعة وعلى الأسلحة الموجودة في القلعة وأسلحة حراسة القلعة بعد فرار الحراسة منها.
وفي الاثناء ايضاً، أعلن رئيس الوزراء اليمني المكلف، خالد بحاح، أن المشاورات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة تسير بخطى متسارعة بعد أن تم الاتفاق على توزيع الحقائب الوزارية وتحديد حصص كل مكون.
وأكد بحاح أن «الاتفاق تم من قبل أطياف العمل السياسي كافة على توزيع حقائب الوزارات على المكونات السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار بواقع تسع حقائب للمؤتمر الشعبي العام وحلفائه، وتسع لتكتل أحزاب اللقاء المشترك وشركائه، وست حقائب للحراك الجنوبي السلمي، وست لجماعة «أنصار الله» التابعة لحركة الحوثي، فيما يتولى رئيس الجمهورية تسمية وزراء الحقائب السيادية الأربع المتمثلة في الخارجية والمالية والدفاع والداخلية».
وأوضح أنه «بموجب هذا التوزيع يكون من نصيب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وزارات الإدارة المحلية والثروة السمكية والإعلام والصحة والشباب والرياضة وحقوق الإنسان والسياحة وحقيبتا وزير دولة».

توزيع الحقائب
ونصيب اللقاء المشترك وشركائه: وزارات التخطيط والتعاون الدولي، النقل، الأوقاف والإرشاد، الشؤون الاجتماعية والعمل، التعليم العالي والبحث العلمي، المياه والبيئة، شؤون المغتربين، شؤون مجلسي النواب والشورى، وزير دولة.
وحصة الحراك الجنوبي: وزارات التربية والتعليم، الاتصالات وتقنية المعلومات، الأشغال العامة والطرق، الصناعة والتجارة، الزراعة، والشؤون القانونية.
أما جماعة «أنصار الله» التابعة لحركة الحوثي فمن نصيبها: وزارات العدل، الكهرباء والطاقة، الخدمة المدنية والتأمينات، النفط والثروات المعدنية، التعليم الفني والتدريب المهني، والثقافة.
في مسار آخر، تظاهر الاف من انصار الحراك الجنوبي في عدن بعد صلاة الجمعة للمطالبة بالاستقلال.
وتجمع المحتجون من انصار الحراك في ساحة العروض بحي خور مكسر رافعين اعلام دولتهم السابقة المستقلة حتى العام 1990. ورفعوا لافتات تحمل هذا المطلب.
إلى ذلك، وجه الحراك التهامي دعوة لأبناء محافظة الحديدة غرب اليمن للمشاركة في مسيرة تطالب بخروج الميليشيات المسلحة من المحافظة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد به المحافظة أوضاعاً أمنية متوترة حسب ما أكدته مصادر محلية. وقال أحمد هبة الله قيادي في الحراك التهامي إنهم لم يستطيعوا تأدية صلاة الجمعة في الساحة لان الحوثيين أطلقوا الرصاص الحي عليهم، مضيفاً ان الحوثيين متمركزون في قلعة تهامة  التاريخية وهي مطلة على المنطقة التي تم التجمع فيها. واتهمهم بانهم يختلقون تلك المشاكل وينشرون الفوضى ليرعبوا المواطنين حتى لا يشاركوا بالمسيرة.

ا. ح

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق