سياسة لبنانيةلبنانيات

هل تحمل الانتخابات التغيير المنشود فيفرج عن اللبنانيين المخطوفين؟

الايام المقبلة تحدد ارقام المصابين بالجائحة وتقرر مصير الاقفال العام

ودع لبنان سنة حملت منذ اليوم الاول لاطلالتها البؤس والحرمان، فرحلت غير مأسوف عليها. وفيما احتفل العالم بالعام الجديد، الذي استقبل بكل مظاهر الفرح والزينة واطلقت الالعاب النارية المبهرة، مرت المناسبة في لبنان حزينة كئيبة باهتة والاهم من كل ذلك مظلمة. فكأن المنظومة التي تعاونت مع الجائحة ارادت ان يعيد اللبنانيون في الظلام، فلا يرون ما جنت ايديها بحق البلد واهله. وحدها الطبقة السياسية احتفلت. فاموالها ليست منهوبة، ولا محتجزة في المصارف خلافاً لكل القوانين والاصول، بل انها تسرح وتمرح في الخارج وهي غب طلب مالكيها.
المهم ان المناسبة مرت كغيرها من ايام السنة الراحلة، فزادت من قهر المواطنين واذلالهم، على امل ان يكون العام الجديد مختلفاً عن سابقه، فيحمل معه التغيير ويفرج عن اللبنانيين المخطوفين، ويبعد هذه المنظومة سبب كل الويلات. ولا ننسى بعض الجهلة من اللبنانيين الذين استقبلوا العام باطلاق الرصاص، هذه العادة التي تدل على التخلف والجهل. ففي كل بلدان العالم يحتفلون بالطرق والوسائل الحضارية، اما هؤلاء عندنا فيحتفلون بالوسائل الوحشية، فيسقط كل سنة عدد من الضحايا. والحمدلله، ان هذه السنة مرت دون ضحايا، واقتصرت الاضرار على شرفات المنازل وعدد من السيارات. ما يفرح ان القوى الامنية نظمت لوائح بمطلقي النار وستعمد الى ملاحقتهم. فعلى امل ان يفرض القضاء اشد العقوبات بحقهم.
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال ان العام 2022 سيكون عام العمل. نحن نعلم انه صادق في كلامه وهو يسعى بكل قوة لتحريك كل الملفات، ولكن كيف يمكن ذلك، ومجلس الوزراء معطل، وهو المحرك الاساسي لكل الملفات، فهل هو قادر على حمل المعطلين على حضور جلسات مجلس الوزراء؟ فالمعطلون ربطوا التحقيق القضائي بجريمة انفجار المرفأ، بالحكومة عن غير وجه حق، لان السلطتين تتمتع كل واحدة منهما باستقلالية نص عليها الدستور. ولكن وفق مبدأ «عنزة ولو طارت»، هم يصرون على التعطيل. وبات يخشى ان يؤثر موقفهم هذا على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، باب الخلاص الوحيد المتاح امام اللبنانيين للخروج من الضائقة الاقتصادية. ولكن المعطلين لا يبالون سوى بمصالحهم الخاصة، بعيداً عن اي مصلحة وطنية، لقد سبق للرئيس ميقاتي ان قال ان مجلس الوزراء سيستأنف جلساته قريباً ولكن كلامه بقي من الامنيات، ولم يترجم الى واقع لان المنظومة خذلته.
وفي ظل هذه الضائقة السياسية والمالية، فان العيون شاخصة نحو الوضع الصحي. فرغم تشدد القوى الامنية، بقيت بعض اماكن السهر متفلتة من المراقبة وبات يخشى معها ان تسجل اعداد المصابين بالجائحة قفزات ترغم السلطة على الاقفال العام مع ما في ذلك من ضرر سياحي واقتصادي يزيد من مآسي اللبنانيين. على كل حال الايام المقبلة ستظهّر الصورة الحقيقية للوضع. مع العلم ان المستشفيات في عجز كبير ان لناحية الاسرّة التي شُغلت كلها وان للنقص في الجسم الطبي والتمريضي.
املنا الوحيد في العام 2022 هو ان تجرى الانتخابات ويكون اللبنانيون على قدر المسؤولية، فيقبعون هذه المنظومة، ويحدثون التغيير. ويستغل بعض السياسيين قرب موعد الانتخابات، فيبدأون باطلاق التصاريح والاحاديث السياسة على امل جذب الناخبين الى جانبهم، وهم لا يعلمون ان احداً من الناس لا يصدقهم، ولم يعد يستمع اليهم، وان محاولاتهم لا فائدة منها. فالمواطن الذي ذاق الامرين من هذه الطبقة السياسية واكتوى بنار فسادها وما سببته للبلد، سيعرف هذه المرة كيف سيختار. فعلى امل ذلك ننتظر الاستحقاق بفارغ الصبر. فما لظالم الا نهاية مهما طال الزمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق