ترامب بعد لقاء عباس: ملتزم بالسعي للتوصل الى اتفاق سلام
عباس: الاجتماع اعطى الفلسطينيين كثيراً من الامل ومستعد ان اكون شريكاً في السلام
وصل الرئيس الاميركي دونالد ترامب صباح الثلاثاء الى مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، لاجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في وقت تسعى الادارة الاميركية للبحث عن سبل لإحياء جهود عملية السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين.
ووصل ترامب الى قصر الرئاسة في بيت لحم في سيارة ليموزين قادماً من مدينة القدس. وكان في استقباله الرئيس الفلسطيني الذي شارك في مراسم استقبال تم فيها عزف النشيدين الوطنيين الاميركي والفلسطيني.
وتبعد بيت لحم أقل من عشرة كيلومترات عن مدينة القدس. وبدأت اسرائيل في عام 2002 بإقامة الجدار الفاصل فيها خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية. ويعد الجدار رمزاً للاحتلال الاسرائيلي، إذ يصفه الفلسطينيون بـ «جدار الفصل العنصري»، بينما يقول الاسرائيليون انه «جدار أمني» لحمايتهم.
وفي المدينة، توجد كنيسة المهد التي ولد فيها المسيح وتجذب آلاف الزوار سنوياً.
وانتشرت في مدينة بيت لحم قوات الامن الفلسطينية والحرس الرئاسي.
ونصبت لافتة كبيرة فيها كتب عليها بالانكليزية «مدينة السلام ترحب برجل السلام»، مع صور لعباس وترامب في الطريق التي من المفترض ان يسلكها ترامب.
وعند استقباله محمود عباس الشهر الماضي في البيت الابيض، أبدى ترامب تفاؤله بامكان التوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وتحدث ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين عن «تجدد الجهود الرامية إلى تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، لكنه تجنب الخوض في تفاصيل النزاع.
وقال «سمعت انه أحد أصعب الاتفاقات على الاطلاق، لكن لدي شعور بأننا سنصل الى هناك في نهاية المطاف، كما آمل».
وقال ترامب، عقب لقائه بعباس، إنه ملتزم بالسعي إلى التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وعبر عن امتنانه لأن الرئيس عباس مستعد لمواجهة ما سماه ترامب بالإرهاب.
وقال عباس إن الاجتماع أعطى الفلسطينيين كثيراً من الأمل، وإنه مستعد لأن يكون شريكا للرئيس ترامب في السعي إلى السلام.
ولكن لم يشر أي من الزعيمين إلى الكيفية التي يمكن التوصل بها إلى اتفاق.
ولم يدخل الإسرائيليون والفلسطينيون في محادثات مباشرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام. واعترف ترامب بأن الوصول إلى اتفاق بينهما سيكون «مهمة غاية في الصعوبة».
كيف يرى الفلسطينيون الزيارة؟
وتجمع فلسطينيون الاثنين احتجاجاً على زيارة ترامب، وعلى الظروف في السجون الإسرائيلية، ونقاط التفتيش حول الضفة الغربية.
وأطلق أفراد الشرطة الإسرائيلية القنابل المسيلة للدموع والأعيرة المطاطية على شباب فلسطينيين كانون يرشقونهم بالحجارة.
وأصيب شخص واحد على الأقل في قلندية قرب القدس.
وفي قطاع غزة، داس فلسطينيون آخرون على صور الرئيس الأميركي، وأحرقوا تمثالاً له، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.
ودعت لجنة الأسرى الفلسطينيين الثلاثاء إلى «يوم غضب».
ما هي الخلافات بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟
يعتقد ترامب أن قدراته في التفاوض وعقد الصفقات ستمكنه من التوسط في اتفاق تاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فشل في التوصل إليه قادة سابقون عبر عقود من الزمن.
ويجمع الكثيرون على أن الحل الأكثر واقعية هو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة إلى جانب إسرائيل. ولكن الاختلاف عميق بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن تصور هذه الدولة، وما يترتب عنه إعلانها.
ومن بين مسائل الخلاف الرئيسية مستقبل القدس الشرقية، ومصير اللاجئين الفلسطينيين وحدود الدولة الفلسطينية المستقلة، وكذلك انعدام الثقة بين المسؤولين في جانبي الصراع.
مشروع واضح
ولم يتطرق ترامب علناً خلال زيارته الى اسرائيل الى القضايا الرئيسية مثل الاستيطان او أعمال العنف او وضع القدس، ولكنه شدد على «الروابط الصلبة» التي تجمع بين الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل.
ويبقى حل الدولتين، أي وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، المرجع الاساسي للاسرة الدولية لحل الصراع.
وقال مستشار الامن القومي الاميركي الجنرال هربت ريموند ماكماستر ان ترامب عبر عن «رغبته بالكرامة وتقرير المصير للفلسطينيين».
وتعد الحكومة التي يتزعمها بنيامين نتانياهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا منذ تولي ترامب الرئاسة إلى إلغاء فكرة حل الدولتين وضم الضفة الغربية المحتلة.
وقال مفوض منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسام زملط لوكالة فرانس برس «لدينا أجندة سلام واضحة تماماً، مدعومة وطنياً ومدعومة عربياً وإقليمياً، وتحظى بإجماع دولي كامل. نحن لا نخشى السلام، نحن نسعى من أجل السلام، وتحدثنا بذلك مع شركائنا الأميركيين».
وحتى لو تمكن ترامب من تخطي مشاكله السياسية الداخلية وتخصيص جهود من اجل التوصل الى اتفاق سلام في المنطقة، فسيكون عليه التعامل مع الصعوبات العديدة التي تواجه كلاً من نتانياهو وعباس.
وتشير استطلاعات الرأي الى ان الرئيس الفلسطيني (82 عاماً) لا يحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، بينما سيواجه نتانياهو صعوبات كبيرة في تقديم تنازلات تقبل بها قاعدته الجماهيرية اليمينية، بحسب محللين.
في قطاع غزة المحاصر، تظاهر مئات من أنصار حركة حماس ليل الإثنين في مخيّم جباليا للاجئين رفضاً لتصريحات ترامب في الرياض التي وصفت الحركة بـ «الارهابية». وحملوا رايات الحركة الخضراء ولافتات كُتب على إحداها «المقاومة ليست إرهاباً».
وسيعود ترامب مجدداً بعد ظهر الثلاثاء الى القدس حيث يزور نصب «ياد فاشيم» التذكاري لضحايا المحرقة، ثم يلقي خطاباً في متحف اسرائيل قبل ان يسافر الى الفاتيكان.
ا ف ب