سياسة عربية

المنامة: تفكيك خلية ارهابية واتهام الحرس الثوري الايراني بتشكيلها

بعد ايام من اعلان مسؤولين ايرانيين عزمهم على الربط بين ملفي سوريا والبحرين من جهة، والملف النووي من جهة اخرى، اكدت ايران بما لا يدع مجالاً للشك انها عازمة على مواصلة التدخل في الشؤون العربية بشكل عام، والخليجية بشكل خاص.

الجديد في هذا المجال نجاح البحرين في تفكيك خلية ارهابية تقول التحقيقات ان الحرس الثوري الايراني هو من قام بتشكيلها. وبالتزامن، تستعد ايران لعرض مشروعها القاضي بربط ملفات النووي مع الملفين السوري والبحريني على اجندة مباحثاتها مع مجموعة الكبار «5 + 1» التي يفترض ان تكون قد اكتملت في كازاخستان مع موعد صدور هذا العدد من «الاسبوع العربي»، ما يعني مشروعاً ايرانياً كبيراً لتعزيز فرص الدخول الى المنطقة بقوة. فقد أعلنت السلطات البحرينية الاسبوع الفائت، ضبط خلية وصفتها بانها «ارهابية» تضم ثمانية بحرينيين قالت انهم تنقلوا بين ايران والعراق وتلقوا تدريبات على استخدام العنف بحسب بيان رسمي بثته وكالة انباء البحرين.
وقال وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة ان الأجهزة الأمنية نجحت خلال الفترة الماضية بالتعاون مع دولة شقيقة في ضبط خلية ارهابية مكونة من ثمانية عناصر بحرينية. وبحسب الوزير، دلت التحريات على تنقلهم بين ايران والعراق ودول اخرى، وتلقيهم تدريبات على استخدام الاسلحة والمتفجرات مع توفير الدعم المالي.
وذكر وزير الداخلية ان اعمالاً ارهابية حدثت خلال الثلاثة ايام التي سبقت الكشف عن الخلية وتفكيكها، وتمثلت في التحريض على الاضراب ومحاولة منع المواطنين من الذهاب الى اعمالهم، وممارسة أعمال العنف بجميع أشكالها. وأشار إلى ظهور تصعيد خطير في نمط الاعمال الارهابية باستخدام الاسلحة النارية. كما لفت الى الكشف عن 19 جسماً غريباً، منها عبوة حقيقية جاهزة للانفجار تم زرعها على جسر الملك فهد وتم إبطال مفعولها من قبل الأجهزة المختصة. وبحسب تقارير أمنية، قتل شخصان واصيب 75 من رجال حفظ النظام ومائتا مواطن في اعمال العنف المترافقة مع حلول الذكرى الثانية لأحداث المنامة.

فرصة حقيقية
واكد وزير الداخلية ان هناك فرصة سياسية تاريخية على أرض الواقع تتمثل في الحوار الوطني الذي بدأ قبل ايام، مؤكداً انه ليس هناك من خيار سوى التوافق وأن من يعرقل التوصل اليه فإنه يضر بمصلحة البحرينيين وبأمن واستقرار البلد.  وفي السياق ذاته، اتهمت السلطات البحرينية ايران بتدريب وتسليح وتمويل اعضاء خلية ارهابية تم ضبطها أخيراً في المملكة. واكد رئيس الامن العام اللواء طارق حسن الحسن في مؤتمر صحافي ان الهدف من تشكيل هذه الخلية الارهابية تشكيل تنظيم ما يسمى «جيش الإمام» المسلح لحساب إيران.
وقال: ان التنظيم يهدف لتأسيس ما يسمّى بجيش الإمام لممارسة نشاط ارهابي في مملكة البحرين من خلال تنظيم عسكري مسلح، مشيراً الى ان اعضاء التنظيم كلفوا جمع معلومات وتصوير بعض الاماكن المهمة والمنشآت العسكرية وتجهيز مستودعات لتخزين اسلحة سيتم ادخالها الى البلاد. واوضح ان المعلومات كشفت ان التنظيم يتكون من عناصر بحرينية من المتواجدين في الداخل والخارج، اضافة الى عدد اخر من الجنسيات. وقال ان هناك اربعة متهمين ما زالوا هاربين، وتقوم الاجهزة الامنية بالاجراءات اللازمة للقبض عليهم. واوضح اللواء الحسن انه وفقاً لاعترافات المتهمين، اتضح ان تجنيد العناصر يتم بواسطة شخصين هما ميرزا محمد وعقيل جعفر بحرينيي الجنسية ومقيمين في ايران، كما اسفرت عمليات البحث عن ان من يدير العملية هذه هو شخص ايراني يكنى بأبي ناصر من الحرس الثوري الايراني. واضاف انه من ضمن التدريبات التي تدربت عليها الخلية استخدام السلاح والمتفجرات، وخصوصاً الشديدة الانفجار وطرق جمع المعلومات وتصوير وكتابة احداثيات المواقع والتجنيد، وذلك في مواقع للحرس الثوري الايراني في ايران ومواقع تابعة لحزب الله العراقي في كربلاء وبغداد. واكد اللواء الحسن ان اجمالي الدعم المالي المقدم للخلية الارهابية بلغ 80 الف دولار تقريباً، وان كل المبالغ التي تلقاها التنظيم بمعرفة المدعو ابو ناصر، وهو ايراني الجنسية يتبع الحرس الثوري الايراني.
في تلك الاثناء، اعلنت جمعية المنبر الوطني الاسلامي السنية تعليق مشاركتها في الجلسة الثالثة للحوار الوطني البحريني التي انعقدت الاسبوع الفائت، وذلك احتجاجا على «الغطاء» الذي قالت ان الجمعيات المعارضة تقدمه لاعمال العنف في المملكة.
ويأتي هذا الاعلان عشية استكمال الحوار الذي انطلق في 10 شباط (فبراير) في منتجع في جنوب البحرين للخروج من الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد، وفي ظل تصاعد العنف في الشارع تزامناً مع الذكرى الثانية لانطلاق الاحتجاجات التي يقودها الشيعة في 11 شباط (فبراير) 2011.
وقال نائب امين الجمعية ناصر الفضالة في خطاب رفعه الى وزير العدل والشؤون الاسلامية البحريني الشيخ خالد بن علي آل خليفة: «قررنا تعليق حضورنا لجلسة الحوار المقبلة احتجاجاً على الصمت بل والغطاء السياسي الذي توفره الجمعيات السياسية المعارضة لأعمال العنف». واضاف: «ان غيابنا عن الجلسة المقبلة لهو رسالة نوصلها الى جميع الحضور بأن الشعب البحريني يقول لكم كفى. وهي رسالة تحذير من أن استمرار استخدام العنف في الشارع لن يفرض علينا الاستجابة لمطالب سياسية لا يتم التوافق عليها ولا تخدم مصالح جميع مكونات الشعب البحريني».
ويشارك في الحوار الوطني ثمانية ممثلين عن الجمعيات المحسوبة على الشارع السني الى جانب ثمانية ممثلين عن الجمعيات السياسية المعارضة وابرزها جمعية الوفاق الشيعية، وكذلك ثمانية ممثلين عن البرلمان وثلاثة وزراء.

توقيف مسلحين
وفي هذه الاثناء، اعلنت وزارة الداخلية البحرينية توقيف اربعة «ارهابيين» بعد هجوم مسلح ادى الى جرح اربعة من رجال الشرطة بينهم ضابط خلال اضطرابات جرت ليلاً في قرية شيعية. واندلعت الاضطرابات مساء الجمعة الفائت، عندما اغلق محتجون محاور طرق قرب المنامة بعد تجمع للمعارضة، وذلك غداة صدامات اسفرت عن سقوط قتيلين في الذكرى الثانية لبدء الاحتجاجات التي تقودها الغالبية الشيعية. واعلنت وزارة الداخلية القبض على اربعة من الارهابيين وبحوزتهم الاسلحة التي استخدموها في اطلاق النار على قوات حفظ النظام بمنطقة كرزكان. ويأتي هذا الاعلان بعد هجوم على قوات الامن خلال اضطرابات في هذه القرية الشيعية الواقعة جنوب غرب المنامة.
واعلن اللواء طارق حسن الحسن رئيس الامن العام «اصابة ضابط وثلاثة من افراد قوات حفظ النظام اثناء ادائهم للواجب في منطقة كرزكان اثر تعرضهم لإطلاق نار من اسلحة نارية من قبل مجموعة ارهابية. واضاف ان الامر استدعى الرد على اطلاق النار دفاعاً عن النفس»

المنامة – «الاسبوع العربي»

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق