حوار

حوار عمار حوري: دُهشنا حين تحدث الفريق العوني عن عدم تحقيق الدوائر الصغرى مصالح المسيحيين

أشار عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري الى «أن الكتلة تقدمت باقتراحها حول الدوائر الـ 37 واستحداث مجلس الشيوخ انطلاقاً من الطائف والدستور ومن هواجس اللبنانيين، ولا سيما المسيحيين في محاولة لايجاد مساحة مشتركة بين اللبنانيين»، وأوضح «أن هذه المبادرة تمثّل تيار المستقبل لكن الحلفاء والرئيس ميشال سليمان والرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط ليسوا بعيدين عن مضمونها». وقال: «نحن دُهشنا حين تحدث الفريق العوني عن أن الدائرة الصغرى لا تحقق مصالح المسيحيين، علماً بأن من طرح منطق الدائرة الصغرى هو العماد ميشال عون عام 2007، لكن ماذا تفعل اذا كان العماد عون في كل مرة يذهب الى انتخابات ولا يوفّق هو وحلفاؤه بتحقيق الاغلبية «فيشيطن» القانون ويحاول الذهاب الى قانون آخر؟!». وجدّد التأكيد على موقف الرئيس سعد الحريري بعدم مقاطعة الانتخابات في حال اقرار مشروع اللقاء الارثوذكسي، لكنه اضاف: «في حال لا سمح الله أقّر هذا الاقتراح يعني أن لبنان الذي شهدناه عام 1920 والذي تحدث عنه الرئيس الحريري حين قصد البطريرك الياس الحويّك، يكون قد إنتهى». وعن رفض النائب علي فياض الاكثرية وتمسكه بالنسبية أكد «أن حزب الله يعتقد في هذه المرحلة أنه من خلال النسبية يمكنه أن ينتزع أغلبية نيابية ليست من حقه، لذلك هو يصرّ في ظرف انهيار النظام السوري وفي ظرف اعادة ترتيب المنطقة، على أن يمسك بكلتا يديه بالداخل اللبناني». واستغرب طلب رفع الحصانة عن النائب بطرس حرب قائلاً: «هذه سابقة في لبنان وأمر مذهل أن يتوجّه القضاء في اتجاه الضحية بينما المطلوب أن يتوجّه في اتجاه المرتكب». وفي موضوع عرسال أعلن «أننا منحازون الى الدولة، وفي الوقت ذاته هناك أكثر من رواية حول ما حصل، ولا بدّ من انجاز تحقيق وبنتيجته فليُعاقب المرتكب أياً كان. وقد حاول الفريق الاصفر أن يوحي وكأن هناك طائفة سنية هي على خصومة مع الدولة والجيش، علماً بأن الفريق الاصفر وحلفاءه هم السباقون في جريمة الرائد سامر حنا حين قال العماد عون: ماذا ذهب يفعل هناك؟». وفي ما يلي وقائع المقابلة التي أجرتها مجلة «الاسبوع العربي» مع النائب عمار حوري.

هل تتوقعون أن يسلك اقتراحا كتلة المستقبل حول الدوائر الـ 37 واستحداث مجلس الشيوخ طريقهما الى الهيئة العامة؟
في الشكل النظامي والقانوني لا بد من احالة هذا الاقتراح الى اللجان المشتركة، في الوقت عينه اعتبرنا في الفترة السابقة أن الحكومة هي المناط بها تقديم مشروع قانون الانتخاب وهي تأخرت كثيراً ، ثم قدمت مشروعها الذي تبرّأ منه فوراً كثيرون، ودخلت الامور في متاهات كبرى. في ذلك الوقت تقدمت قوى 14 آذار ولا سيما مسيحيي 14 آذار بإقتراح الدائرة المصغّرة الذي دعمناه وأيّدناه، إلا أنه ما لبث أن فقد هذا الاقتراح جزءاً من مؤيديه، تقدمنا بهذا الاقتراح انطلاقاً من الطائف والدستور ومن هواجس اللبنانيين ولا سيما المسيحيين في محاولة لايجاد مساحة مشتركة بين اللبنانيين، وفي الوقت عينه تطبيقاً للاصلاحات التي اتفقنا عليها في الطائف وهي جزء من الدستور، المتعلقة بمجلس الشيوخ وإلغاء الطائفية السياسية وحسن التمثيل. من هنا أعتقد أن أي مسارعة لرفض اقتراحنا فيه الكثير من المكابرة وفيه الكثير من تجاوز المنطق والموضوعية ، لذلك أنا أتوقع أن يحظى هذا الاقتراح بحقه الطبيعي من النقاش.
ما هو ردّك على الرفض العوني لاقتراح كتلتكم؟
نحن دُهشنا حين تحدث الفريق العوني عن أن الدائرة الصغرى لا تحقق مصالح المسيحيين، علماً بأن من طرح منطق الدائرة الصغرى هو العماد ميشال عون عام 2007، لكن ماذا تفعل اذا كان العماد عون في كل مرة تخطر له فكرة يعتقد من خلالها أنه يستطيع أن ينال أغلبية نيابية، فيذهب الى انتخابات ولا يوفّق هو وحلفاؤه بهذه الاغلبية «فيشيطن» القانون ويحاول الذهاب الى قانون آخر، ولم ننسَ بعد قانون ميشال عون في الدوحة والذي عاد واعتبر من خلاله أن حقوق المسيحيين عادت، ورفع شارات النصر وقال ما قال في ذلك الوقت. وهو اليوم يعتبر أن قانون الستين أو قانون الدوحة قانون ميشال عون هو أسوأ القوانين.
وكيف تعلّق على قول النائب آلان عون بأن اقتراح الرئيس سعد الحريري هو جائزة ترضية للحلفاء أو إسترضاء للنائب وليد جنبلاط؟
نحن ببساطة عندما إعتمدنا الدائرة الصغرى عالجنا من خلالها هواجس الجميع، يعني إعتبرنا أن أكبر دائرة هي خمسة مقاعد وأقلها مقعدان. وراعينا في هذه التقسيمات الـ 37 التجانس الجغرافي والديموغرافي الى حد ما، لأن هناك مناطق لا يمكن اقامة تجانس ديموغرافي فيها كما في بشري وزغرتا والنبطية، فبقدر الامكان راعينا هذا التجانس وحافظنا على العيش المشترك في أي مكان يمكن أن يُتاح فيه هذا العيش المشترك.

الامساك بالداخل
ما ردّك على قول عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض بأن حزب الله مع النسبية ويرفض أي شيء أكثري؟
هذا موقفه ، لأن حزب الله يعتقد في هذه المرحلة بأنه من خلال النسبية يمكنه أن ينتزع أغلبية نيابية ليست من حقه، لذلك هو يصرّ في هذا الظرف بالذات، في ظرف انهيار النظام السوري وفي ظرف اعادة ترتيب المنطقة، يصرّ على أن يمسك بكلتا يديه بالداخل اللبناني، ولكن التاريخ علّمنا والواقع علّمنا والتجربة اللبنانية علّمتنا أنه ما من فريق  قادر وحده على أن يمسك بالبلد، وإذا تمكّن لبعض الوقت فلا امكانية لذلك طوال الوقت.
هل حصلت اتصالات جدية مع الكتائب والقوات اللبنانية للسير بهذا الاقتراح الذي تقدمتم به بإسم الرئيس سعد الحريري؟
قبل إعلان هذا الاقتراح حصل تواصل مباشر بين الرئيس فؤاد السنيوره وفخامة الرئيس ميشال سليمان ودولة الرئيس نبيه بري والرئيس أمين الجميّل والدكتور سمير جعجع والمسيحيين المستقلين في 14 آذار، وحصل توافق ايضاً بين الرئيس سعد الحريري ومعظم من ذكرت، لذلك أتت هذه المبادرة. طبعاً هي مبادرة تمثّل كتلة المستقبل وتيار المستقبل لكن الحلفاء وفخامة الرئيس سليمان والرئيس بري والنائب وليد جنبلاط ليسوا بعيدين عن مضمونها.
هل أنتم متفائلون بأن اقتراح الرئيس الحريري سيؤسس الى نقطة تلاق؟
نحن كلنا أمل في أن يشكّل هذا الاقتراح مساحة لمن يرغب في التوصل إلى حل، وأسف لأن التيار الوطني الحر الذي يقدّم نفسه كتيار علماني ينغمس بكلام طائفي – مذهبي غير مسبوق في تاريخ لبنان.
في حال صار التمسك بالمشروع الارثوذكسي بين القوى المسيحية والثنائي الشيعي ما سيكون عليه الموقف وقد سمعنا الرئيس الحريري يعتبر هذا الموضوع مخالفاً للدستور لكنه لن يقاطع الانتخابات؟
هذا الموقف هو هو، ولكن في حال لا سمح الله أقرّ هذا الاقتراح يعني أن لبنان الذي شهدناه عام 1920 والذي تحدث عنه الرئيس الحريري حين قصد البطريرك الياس الحويّك، لبنان هذا يكون قد إنتهى من خلال اقرار اقتراح اللقاء الارثوذكسي.
اللجنة النيابية الفرعية تدرس حالياً النظام المختلط ولكن سمعنا أنكم لا تشاركون بشكل جدي في تقديم اقتراحات لهذا النظام بين النسبي والاكثري لماذا؟
نحن قدمنا مشروعاً نسبياً بالكامل ولكن يخص مجلس الشيوخ، إذا كان المقصود هو حسن التمثيل الطائفي والمذهبي فالجواب هو في مجلس الشيوخ وليس في مجلس النواب، خصوصاً إذا أكدنا أن الاصلاحات تتحدث عن إلغاء الطائفية السياسية وبالتالي الذهاب الى المجلس النيابي خارج القيد الطائفي.
ستقاطعون كطائفة سنية أو درزية أي جلسة عامة سيجري التصويت فيها على مشروع اللقاء الارثوذكسي؟
لا، نحن سنشارك في أي نشاط لا تشارك فيه الحكومة، وسنقاطع أي نشاط تشارك فيه الحكومة. لا أقول كطائفة سنية بل ككتلة مستقبل.

الكرة في ملعب بري
هل تعتقد أن الرئيس نبيه بري سيعاود نهجه وتشديده على الميثاقية في خلال الجلسات؟
الرئيس بري تحدث في 3 تموز (يوليو) الفائت في الجلسة التشريعية عن الميثاقية السياسية، وفي تجربتين رفع الرئيس بري الجلسة التشريعية حين وجد أن فريقاً سياسياً غير موجود في القاعة، هذا يعود الى الرئيس بري، فهو من أعلن هذا الموقف سابقاً، والكرة في ملعبه في هذا الشأن.
كيف قرأت دعوة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى مؤتمر تأسيسي؟
كلام الأمين العام لحزب الله عن مؤتمر تأسيسي ما هو إلا دعوة لإلغاء اتفاق الطائف وإيجاد صيغة بديلة، وهو للأسف يدفع النائب ميشال عون ليقول ما يريده ويتلطى خلفه.
كيف نظرت الى طلب المدعي العام التمييزي القاضي حاتم ماضي رفع الحصانة عن النائب بطرس حرب؟
هذا أمر مستغرب ومذهل أن يتوجّه القضاء في اتجاه الضحية بينما المطلوب أن يتوجّه في اتجاه المرتكب. أعتقد أنها سابقة في لبنان لم نشهدها من قبل، وطبعاً هي مستغربة ومدانة.
بالنسبة الى الوضع في عرسال ودخول الجيش اللبناني ما هي ملابسات ما حصل بحسب معلوماتك؟
من الواضح أن هناك أكثر من رواية حصلت، كعنوان نحن منحازون الى الدولة والى منطق الدولة، ومنحازون الى الجيش والقوى الشرعية. وفي الوقت ذاته هناك أكثر من رواية حول ما حصل في عرسال. نحن نقول وبشكل موضوعي: لا بدّ من إنجاز تحقيق يصل الى كل كبيرة وصغيرة في هذا الشأن، وبنتيجة هذا التحقيق فليعاقب المرتكب أياً كان. وقد حاول بعض الفريق الآخر، الفريق الاصفر أن يوحي وكأن هناك طائفة سنية هي على خصومة مع الدولة وعلى خصومة مع الجيش، علماً بأن الفريق الاصفر وحلفاءه هم السباقون في جريمة الرائد سامر حنا حين قال العماد عون: ماذا ذهب يفعل هناك؟ وهم السبّاقون في التغطية على الخاطفين، وهم السباقون في عشرات المناسبات كيف أنهم يعادون منطق الدولة، بل أكثر من ذلك كانت تصرفاتهم غير مقبولة تجاه الجيش والسلطة الشرعية. وعموماً نحن نقول لا بدّ من تحقيق وبأسرع وقت ليتم وضع النقاط على الحروف. وأكرّر نحن كنا وسنبقى منحازين الى الشرعية والدولة والجيش وفي الوقت عينه من خلال هذا التحقيق لا بدّ من معاقبة المرتكبين، ولكن من غير المقبول أن يُقال على سبيل المثال أن هناك مئات المطلوبين في عرسال، وكأن عرسال مجموعة من المطلوبين أو أنها خارجة على القانون فهذا امر غير منطقي.
كيف قرأت زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى وزارة الدفاع واجتماعه الى قائد الجيش هل هي لتوفير غطاء الى الجيش أو لتوفير تغطية الى رئيس بلدية عرسال؟
هو يقوم بدوره كرئيس للسلطة التنفيذية وما سمعناه من بيان، هو بيان في العموميات. لم يذهب الى موقف محدد وواضح، طبعاً كما قلت الحل السريع هو في تحقيق سريع بحيث ينال أي مرتكب عقابه بعيداً عن التجني على هذا أو ذاك

 

حاوره: سعد الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق