«أجمل إيطالية من تونس» تتصدر ملصق مهرجان كان… «ليس سوى سينما»
عند كشف ملصق الدورة الـ 70 لمهرجان كان، أثير جدل واسع في الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. فندد العديد من محبي السينما بالتعديلات التي أدخلت على الصورة لتظهر فيها الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالي التي ولدت وعاشت في تونس «أنحف».
فوسائل الإعلام والجمعيات ورواد الإنترنت وبعض الحركات النسائية احتجت على التعديلات الرقمية لإظهار الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينلي في هيئة أكثر نحافة، وهي على سطوح روما في 1959.
فأكدت مجلة «تيليراما» الثقافية أن «الملصق وإن كان جميلاً جداً، فإننا نلاحظ بوضوح أن الصورة تغيرت بشكل كبير مقارنة بالنسخة الأصلية، وذلك بهدف تهذيب خصر الممثلة وفخذيها… للأسف».
من جهتها غردت صحيفة «ليبيراسيون»: «بين النسختين الأصلية والجديدة، تقلص حجم خصر كلوديا كاردينالي».
وانتقدت مجلة «آل» بدورها هذه التغييرات فقالت «تقلقنا التعديلات التي أدخلت على قوامها. فتم «تجميل» وجهها و«تنحيف» خصرها وفخذها وساقها اليسرى، كما صارت يداها أطول ومصقولتان».
وتحسر العديد من رواد الإنترنت على تغييب الجسد «المتوسطي» المكتنز للممثلة التي ولدت في إحدى عمارات شارع الحبيب بورقيبة (آنها شارع جول فيري) في تونس العام 1938. ودخلت عالم الفن للمرة الأولى العام 1955 في بينالي البندقية خلال سفرة فازت بها بعد اختيارها عن عمر 17 عاماً «أجمل إيطالية من تونس».
كان أول ظهور لها في السينما في فيلم قصير صور في تونس، «سلسلة من ذهب» لرونيه فوتييه.
المرح والحرية والجرأة
أما المنظمون فأوضحوا في بيان أنه أريد لملصق الدورة السبعين لمهرجان كان أن يكون «مرحاً وحراً وجريئاً». وتابع البيان «تحت عماد الأحمر الملتهب والذهب البراق» اللذين يرمزان إلى «الاحتفال»، يكرم الملصق «ممثلة مغامرة وامرأة مستقلة ومواطنة ملتزمة».
وفي رد فعل على الانتقادات، تحدثت كلوديا كاردينالي عن «جدل مزيف» فأكدت «إنه ملصق، لذلك فهو لا يكتفي بتمثيلي بل يمثل رقصة، تمثل تحليقاً. أدخلت تعديلات على الصورة لإبراز تأثير الخفة، ولتحويلي لشخصية من حلم: إنه السمو».
وأوضحت الممثلة أن «لا مكان هنا للاهتمام بالواقع، وكناشطة نسائية ومقتنعة، لا أرى في ذلك مسا من جسد المرأة». وتابعت «ليس سوى سينما، يجب أن لا ننسى ذلك».
«يعجبني أن ينظر إليّ كما لست عليه في الواقع»
من وجهة نظر كاردينالي، السينما لا تعكس الواقع، فليس هذا دورها ولا مهمتها.
وللذكرى، يشهد التاريخ أن الممثلة لم تحد عن موقفها هذا منذ سنوات ولم تكن ردة فعلها على ملصق كان 2017 مجرد تصريح ظرفي. ففي 1961، أجرى الكاتب الإيطالي الكبير ألبيرتو مورافيا حواراً مع كلوديا كاردينالي وكانت في ذلك الزمن في الـ 23 من العمر لكنها نجمة، فكانت بطلة «روكو وإخوانه» و«الفتاة ذات الحقيبة».
سأل مورافيا الممثلة عن جسدها «كشيء في الفضاء»، وعن الجمال والنوم والوقت والأحلام والموت والتاريخ. فكأنها تحادثنا اليوم عن الممثل والسينما ونظرة الجمهور للجسد وترد على «جدلنا المزيف» فتقول…
«كلوديا: المشاهدون يرونني كشخصية هائلة ومهيبة وضخمة وبارزة وكبيرة جداً.
مورافيا: هل يعجبك أن ينظر إليك هكذا؟
كلوديا: نعم يعجبني ذلك كثيرا
مورافيا: لماذا؟
كلوديا: لأنه يعجبنى أن أرى كما أنا لست عليه في حياتي.
مورافيا: من أنت في الحياة؟
كلوديا: في الحياة أنا فتاة عادية ككل الفتيات»
هكذا ينطلق مهرجان كان السينمائي الدولي ابتداء من ملصقه بدرس في السينما التي تختلف عن الواقع، وحتى تخالفه، فتسمو به وتحوله وتعكسه وتغيره…
فرانس 24