سياسة لبنانيةلبنانيات

سباق بين الحرب والدبلوماسية وكولونا تنقل تحذيراً بابعاد حزب الله الى ما وراء الليطاني

من غزة الى جنوب لبنان مروراً باليمن والبحر الاحمر، طبول الحرب تقرع بقوة، والانزلاق الى حرب اقليمية طاحنة بات واقعاً وجدياً. هذا الوضع الخطير يقابله تحرك دبلوماسي كثيف. وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن وصل الى اسرائيل ساعياً الى تشكيل قوة تؤمن الملاحة في البحر الاحمر وناصحاً اسرائيل بهدنة طويلة يتم خلالها الافراج عن الاسرى لدى حماس. وقد سبقه الى اسرائيل جايك سوليفان مستشار الامن القومي الاميركي للهدف عينه، محذراً من امتداد الحرب وتوسعها. وبعيداً عن الاضواء يتحرك مستشار الرئيس بايدن لشؤون الطاقة اموس هوكستين ساعياً الى نزع فتيل التفجير بين لبنان واسرائيل من خلال معالجة الخلاف حول نقاط محددة على طول الخط الازرق، تماماً كما فعل لدى ترسيم الحدود البحرية.
هذا التحرك الاميركي يترافق مع تحرك فرنسي. فوزيرة الخارجية كاترين كولونا زارت اسرائيل والضفة وانتقلت الى لبنان ناقلة تحذيراً جدياً من العدو الاسرائيلي الذي يهدد بدفع حزب الله الى ما وراء الليطاني اما بالدبلوماسية واما بالقوة. وتقول كولونا ان زيارتها الى لبنان هي لتفادي خطر توسع الحرب الذي لا يزال مرتفعاً جداً وانه من مسؤولية الافرقاء العمل لتفادي اشتعال المنطقة الذي ان حصل لن يفيد احداً، ولن يؤدي الا لزيادة المخاطر وابعاد الكل عن الامن والسلام. ان ارتفاع مستوى التوتر على جانبي الخط الازرق خطير جداً وهذا ما اكده قائد اليونيفيل وكذلك جنود الكتيبة الفرنسية.
وتقول وزيرة الخارجية الفرنسية انها جاءت تقول للجميع ان الدبلوماسية تفيد في هذه الاجواء، وليس العمل العسكري. واعلنت انها قالت للمسؤولين اللبنانيين اذا غرق لبنان في الحرب فلن يتعافى وان الوضع خطير جداً. واضافت انها تحمل رسالة لمن هم خارج لبنان وينتظرون الاستفادة من الوضع الكارثي في غزة لزيادة التوتر، وهي تعني ايران كما تقول وكل ادواتها في العراق وسوريا. ان فرنسا لن تألو جهداً من اجل الحفاظ على الاستقرار في لبنان. واشادت بالتمديد لقائد الجيش واعتبرت انه مفيد جداً ومهم للاستقرار في لبنان ولكن هذا لا يكفي وناشدت المسؤولين انتخاب رئيس للجمهورية.
وكانت كولونا قد زارت عين التينة والتقت الرئيس نبيه بري وشددت على ضرورة تطبيق القرار 1701. فتولى بري شرح الموقف، وقال ان اسرائيل هي التي لم تلتزم بهذا القرار يوماً وقد دأبت على انتهاكه منذ اليوم الاول لصدوره. وقد اشادت بجهود بري التي ادت الى تجديد مجلس النواب للعماد جوزف عون قائد الجيش.
بعد ذلك انتقلت الى السرايا للقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال وشددت على ضرورة تنفيذ القرار 1701، نظراً لخطورة الوضع الناجم عن الاشتباكات في الجنوب، فابلغها ميقاتي ان وقف العدوان على لبنان اولوية وكذلك تطبيق القرار 1701 شرط التزام اسرائيل فردت كولونا مؤكدة ضرورة خفض التصعيد والتوصل الى آلية لايجاد حل.
حزب الله يرد على هذه التحذيرات بان على اسرائيل ان توقف اعتداءاتها على غزة والالتزام بوقف اطلاق النار وبعد ذلك يمكن البحث في القرار 1701. باختصار المنطقة تغلي وهناك سباق بين حرب اقليمية ودبلوماسية ناشطة فلمن تكون الغلبة.
على الصعيد الداخلي تعقد جلسة اليوم لمجلس الوزراء في السرايا وعلى جدول اعمالها تعيين رئيس اركان للجيش فهل تنجح في ذلك، وتكمل ما بدأ به المجلس النيابي من خلال التمديد لقائد الجيش حفاظاً على المؤسسة، في هذه الظروف الخطيرة التي يمر بها لبنان؟ ان العسكريين القدامى الذين سدوا مداخل السرايا يوم الجمعة الماضي ومنعوا الوزراء من الوصول، سيعيدون الكرة اليوم فهل تعقد هذه الجلسة ام يكون مصيرها التأجيل كسابقتها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق