دولياترئيسي

هل دفع ضريح «سليمان شاه» تركيا للانضمام الى التحالف ضد «داعش»؟

تقدمت الحكومة التركية باقتراح إلى البرلمان الثلاثاء 30 أيلول (سبتمبر) للانضمام للتحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ولتوسيع صلاحيات أنقرة لتنفيذ عمليات عبر الحدود في سوريا والعراق «لصد الهجمات الموجهة إلى البلاد من جميع المجموعات الإرهابية في العراق وسوريا».

تزامن طلب الحكومة التركية الانضمام للتحالف مع تواتر الأنباء عن تقدم مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» باتجاه ضريح سليمان شاه – جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية- الذي يقع في شمال سوريا وتعتبره تركيا أرضاً تقع تحت سيادتها، وشددت على أنها ستدافع عنه. وباعتبار أن التنظيم وجماعات متشددة أخرى دمروا العديد من الأضرحة والمساجد في سوريا يمكن أن يكون الوقت قد حان لتجد تركيا ذريعة لتعلن انضمامها للتحالف.
فما هو تاريخ ضريح سليمان شاه؟ ما هي أهميته بالنسبة لتركيا؟ وهل يعد السبب الحقيقي لانضمام تركيا للتحالف؟
يقع الضريح بشمال سوريا على ضفة نهر الفرات قرب مدينة منبج في محافظة ريف حلب و هو «مشيد من الحجر الأبيض» وعمر المقبرة 700 عام تضم رفات سليمان شاه جد عثمان الأول مؤسس الإمبراطورية العثمانية وموجودة في جيب تركي بشمال سوريا ،على بعد عشرين كلم داخل الأراضي السورية وثلاثين كلم جنوب عين عرب ذات الأغلبية الكردية. ويحرسه عشرات الجنود الأتراك ويحيط به عشب مشذب.
ويقول البير أورتايلي وهو مؤرخ تركي بارز في جامعة غلطة سراي في إسطنبول «لا يمكننا ترك ذلك المكان التابع لنا بموجب اتفاقيات دون حماية، بغض النظر عن الكبرياء فإن هذا مهم لذاكرة التاريخ لدينا. وهو مهم للجميع لا للأتراك وحسب».
فحسب المادة التاسعة من معاهدة أنقرة الموقعة بين تركيا وفرنسا في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا في 1921 تم الاتفاق على أن يبقى «ضريح سليمان شاه» تحت السيادة التركية ويسهر على حمايته جنود أتراك ويرفع فيه علم تركي. إلا أن الأرض تقع تحت السيادة السورية منذ معاهدة سايكس بيكو 1916.

أهمية الضريح السياسية لتركيا
وباعتبار توقع العديد من المراقبين أن الاعتداء على «ضريح سليمان شاه» يمكن أن يكون ذريعة لتنضم تركيا للتحالف وضرب تنظيم «الدولة الإسلامية» يقول الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد زاهد غول إن أي تقدم لتنظيم «الدولة الإسلامية» نحو المنطقة التي يقع فيها ضريح سليمان شاه سيجعل الطائرات التركية ترد في أقل من خمس دقائق.
وحسب غول فإن الأمر لا يتعلق فقط بضريح كما يروج بل بأرض ذات سيادة، وإن كانت وفق معاهدة «سايكس بيكو» أرضاً سورية، فموضوع القبر أمر ثانوي وإن أي تقدم لتنظيم «الدولة الإسلامية» في المنطقة سيجعل تركيا ترد دفاعاً عن أراضيها لأنه مس بسيادتها.
في حين يعتبر خالد عيسى أستاذ القانون الدولي وممثل حزب «الاتحاد الديمقراطي» أن تعدي تنظيم «الدولة الإسلامية» على ضريح «سليمان شاه» أو المنطقة المحاذية له ليس فعلاً الذريعة الحقيقية لانضمام تركيا للتحالف لمحاربة التنظيم.
فحسب خالد عيسى فإن تركيا، التي كانت بالأمس تدعم التنظيم لوجيستياً وإقليمياً أصبحت تتخوف من الدعم الدولي لقيام دولة كردية في المنطقة وبالتالي ستغير اليوم موقفها للدفاع عن نفسها من خطر قيام دولتهم في سوريا أو العراق، فإذا تركيا ترعى اليوم مصلحتها على حساب التنظيم.
وبالتالي يمكن اعتبار حماية ضريح جد الدولة العثمانية «سليمان شاه» للانضمام للتحالف لمقاتلة تنظيم «الدولة الإسلامية» ليس إلا ذراً للرماد في العيون و هو يخفي نية تركيا في حماية مصالحها وسيادتها من خطر قيام دولة كردية وهو الطرح الذي أصبح يحظى بتعاطف دولي بعد أن هاجم التنظيم الجهادي المتطرف الأكراد «بتواطؤ» تركي كما يقول خالد عيسى.

عن «فرانس 24»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق