طغت على الساحة الدولية خلال الأيام القليلة الماضية أزمة سياسية حادة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأميركية وصلت إلى حد تبادل الوعيد والتهديدات. الصراع في شبه الجزيرة الكورية ليس بالجديد بل تخطى عمره النصف قرن، لكن وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سدة الحكم جعل المواجهة أكثر احتداماً وإثارة حيث أن ترامب يخوض هذه المرة غمار «المعركة» أمام رجل آخر يفوقه إثارة للجدل وهو الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. فهل يمكن أن تتحول الحرب الكلامية لحرب عسكرية؟ وما قدرة بيونغ يانغ العسكرية مقارنة بواشنطن؟
وتصاعدت حدة التوتر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأميركية خلال الأسبوعين الماضيين إثر إطلاق بيونغ يانغ صاروخاً باليستياً بعيد المدى في الخامس من نيسان (ابريل) الجاري. الرئيس الأميركي رد من خلال تغريدة على تويتر قائلاً «أن كوريا الشمالية تبحث عن المتاعب، إذا قررت الصين المساعدة سيكون ذلك رائعاً وإلا فسنحل المشكلة بدونهم».
من جانبها، توعدت بيونغ يانغ برد «لا هوادة فيه» في حال «تهورت» الولايات المتحدة ووجهت ضربة إليها.
موسكو وبكين حاولتا تهدئة الأجواء الملتهبة بين بيونغ يانغ وواشنطن، إلا أن إرسال الولايات المتحدة لحاملة الطائرات «كارل فنسون» إلى شبه الجزيرة الكورية في التاسع من نيسان (ابريل) الجاري، واستعراض كوريا الشمالية لقوتها العسكرية من خلال عرض لصواريخها الباليستية في قلب العاصمة ينذر باستمرار تصاعد التوتر بين الجانبين.
ولكن هل يمكن حقاً أن تشتعل الحرب في شبه الجزيرة الكورية؟ مراكز دراسات عسكرية واستراتيجية استعرضت بالأرقام القدرة العسكرية لبيونغ يانغ وواشنطن وعرضها موقع «إل سي إي» الإخباري الفرنسي.
أولاً: القوة البشرية للجيشين
يمتلك الجيش الأميركي وفقاً لإحصائية أعدها معهد الدراسات الإستراتيجية ومركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ووزارة الخارجية الفرنسية بالإضافة إلى معهد «غلوبال سكيورتي» الأميركي، قوة بشرية إجمالية تقدر بـ 2 مليون و281 ألف جندي، ما بين جنود أساسيين واحتياط وقوات خاصة، بينما يقدر عدد الجيش الكوري الشمالي بـ 9 مليون و279 ألف جندي بين احتياطي وأساسي وقوات خاصة.
ثانياً: الطائرات والمروحيات
وفقاً للمركز الأوروبي للتحليل السياسي والإستراتيجي والسي آي إيه الأميركية فإن الولايات المتحدة تمتلك 21700 طائرة ومروحية حربية مقابل 1600 بحوزة كوريا الشمالية.
ثالثاً: الترسانة البحرية
ووفقاً للمصادر السابقة عينها، فإن كوريا الشمالية متفوقة على الولايات المتحدة في ما يتعلق بالقطع الحربية حيث تمتلك 500 قطعة بحرية مقابل 440 للولايات المتحدة الأميركية.
رابعاً: الدبابات
تمتلك الولايات المتحدة 53800 دبابة حربية مقابل 5100 لكوريا الشمالية
خامساً: الميزانية العسكرية
تخصص الولايات المتحدة الأميركية 3،3 بالمئة من ميزانيتها الإجمالية البالغة 18037 مليار دولار للدفاع بينما تكرس كوريا الشمالية ما بين 16،9 بالمئة و 23،2 بالمئة من ميزانيتها البالغة 34 مليار دولار للدفاع وفقاً لإحصائيات وزارة الخارجية والبنك الدولي.
سادساً: القدرة النووية
تمتلك الولايات المتحدة نحو 7 آلاف رأس نووي مقابل 10 رؤوس نووية تمتلكها كوريا الشمالية.
وبالرغم من تفاوت القوة العسكرية بين بيونغ يانغ وواشنطن إلا أن المحللين العسكريين يخشون من ردة فعل الزعيم الكوري الشمالي، والمشهور بتهوره وبقسوته في التعامل مع معارضيه، في حال المبالغة في استفزازه عسكرياً، فإن كانت صواريخ بيونغ يانغ غير قادرة على الوصول إلى الأراضي الأميركية، فيجب الأخذ بعين الاعتبار أن سيول عاصمة كوريا الجنوبية والحليف الهام للولايات المتحدة لا تبعد سوى 50 كيلومتراً عن جارتها اللدودة الشمالية، وهو ما يزيد المخاوف من أي تهور عسكري قد يدفع ثمنه الآلاف من الضحايا.
فرانس 24