دولياتعالم

قمة المناخ 2015: بدء المفاوضات اليوم سعيا لاتفاق لانقاذ الارض

تبدأ وفود البلدان الـ 195 المشاركة في المؤتمر الدولي للمناخ في باريس اليوم الثلاثاء مفاوضاتها غداة القاء قادة الدول خطاباتهم، سعياً للتوصل الى اتفاق يحد من الاحتباس الحراري، غير ان عقبات كثيرة لا تزال تعترض هذا الهدف.
أكد زعماء العالم المجتمعون امس في باريس في إطار قمة المناخ، على ضرورة تحرك عاجل لمكافحة الاحتباس الحراري وإنقاذ الأرض. وتستمر أعمال القمة حتى 11 كانون الأول (ديسمبر)، موعد التوقيع على أول اتفاق عالمي لتقليص انبعاثات الغازات السامة لاحتواء ارتفاع حرارة الأرض، لكن خطوط التصدع بين دول الشمال والجنوب عادت للظهور أثناء أكبر قمة تنظمها الأمم المتحدة في باريس.
وقبل العودة الى واشنطن، يعقد الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم مؤتمراً صحافياً وسط اوضاع دولية شهدت سلسلة من الاعتداءات الجهادية وفي ظل توتر حاد بين انقرة وموسكو.
من جانبه يشارك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في قمة مصغرة مع رؤساء حوالي 12 دولة افريقية حول موضوع «التحدي المناخي والحلول الافريقية».
وبعد الدفع الذي اعطاه حوالي 150 من قادة الدول لمؤتمر الامم المتحدة للمناخ الاثنين في لوبورجيه، باشر المفاوضون العمل اعتبارا من الساعة 9،00 تغ.
وقال مندوب اوروبي «سيكون الامر صعباً، مشروع الاتفاق طويل وينطوي على الكثير من الخيارات. فبأي وتيرة يمكن ان تتقدم المفاوضات؟» في اشارة الى المداولات التي تطول عادة وتراوح مكانها، وهو ما اثبتته جولات التحضير للمؤتمر التي استمرت طوال العام 2015.
وقالت سيلييا غوتييه الخبيرة في السياسات المناخية لدى «شبكة العمل حول المناخ» التي تضم 900 منظمة غير حكومية «كل الخيارات مطروحة، كل شيء ممكن، الأسوأ كما الافضل».
وتابعت ان «الخطابات اوجدت ديناميكية مهمة، لكن يتعين بذل جهود كبيرة للتوصل الى اتفاق على مستوى الرهانات».
وضاعف حوالى 150 قائد دولة الاثنين في لوبورجيه النداءات من اجل التحرك ضد ارتفاع حرارة الارض، من الرئيس الاميركي الى الرئيس الصيني شي جينبينغ مروراً برئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي.

مشاركة غير مسبوقة
وفي مؤشر الى وعي غير مسبوق لمخاطر الاحتباس الحراري، لم يشهد اي مؤتمر حول المناخ من قبل هذا المستوى من المشاركة على صعيد قادة العالم.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي تترأس بلاده المؤتمر الحالي، مخاطباً قادة الدول «من المطلوب ان نقرر هنا في باريس مستقبل الكوكب».
واثنت المنظمات غير الحكومية على الدفع السياسي الذي اعطاه قادة العالم باسره لكنها تنتظر لترى «كيف سيترجم ذلك خلال المفاوضات».

لا اتفاق «مثالياً»
والنص المطروح يتضمن خمسين صفحة موزعة على فصول رئيسية: خفض انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، وهو هدف بعيد الامد، والتكيف مع التغير المناخي، وتمويل سياسات دول الجنوب على صعيد المناخ، وآلية لرفع التزامات الدول بصورة منتظمة، وغيرها.
ويتوقع أن تكون المفاوضات شاقة، لأن جميع البلدان وضعت «خطوطاً حمراء». فضلاً عن ذلك، لم تتأخر الخلافات بالظهور بين الدول الصناعية والدول الناشئة والنامية. وكذلك التبعات المالية المترتبة عليها.
وبدا ان مواقف المفاوضين تكون احياناً متباعدة جداً، بحسب مدى اعتماد الدول على مصادر الطاقة الاحفورية (الفحم والنفط والغاز) ومستوى التطور وموارد كل بلد.
وتطالب الجزر التي باتت في «حال طوارىء مناخية» بسبب ارتفاع مستوى مياه المحيطات، باتخاذ تدابير قوية وسريعة. في حين ان الدول النفطية مثل دول الخليج، والدول المنتجة للفحم مثل استراليا، تتمنع عن الخوض في عملية انتقال الى الطاقة النظيفة تكون مخالفة لمصالحها.
اما الهند التي تعتبر من الاطراف المحوريين في المفاوضات، ويترتب عليها تامين الكهرباء لـ 300 مليون نسمة ومكافحة الفقر، فتعول كثيرا على الفحم الذي يعتبر من مصادر الطاقة الاكثر تلويثاً.
وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين بعد ست سنوات على فشل مؤتمر كوبنهاغن بانه «لن نتوصل الى اتفاق مثالي» داعياً المفاوضين الى «ابداء ليونة وحس بالتسوية».
ويفترض بالاتفاق الذي تأمل الاطراف في التوصل اليه بحلول 11 كانون الاول (ديسمبر) ان يسمح للعالم بدخول منعطف تاريخي للابتعاد عن مصادر الطاقة الاحفورية التي تؤمن اليوم قسماً كبيراً من الطاقة في العالم غير انها تتسبب باحتباس حراري غير مسبوق.
ومن اجل الحصول على موافقة دول جنوب الكوكب، يترتب ضمان تمويل يسمح لها بمواصلة تنميتهم بواسطة الطاقات النظيفة ومواجهة عواقب التغيير المناخي مثل تراجع المحاصيل الزراعية وارتفاع مياه البحار وذوبان الجليد وتضاعف الظواهر المناخية القصوى وغيرها.
وقال امجد عبدالله المفاوض من المالديف والمتحدث باسم الدول الجزر «هذه المرة تبدو الدول متحدة ومتفائلة، وانا شخصياً موقفي ايجابي».

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق