أبرز الأخبارصحة

أنظروا الى البؤبؤ… أمراضكم في قزحية العين!

ننظر الى البؤبؤ، الى قلب البؤبؤ، الى القزحية، الى قلب القزحية، فنرى دوائر وخيالات وحفراً ونتوءات وألواناً. هنا القلب. هنا الكليتان. هنا الرئتان والكبد. وهنا المصران الغليظ والسكري المخزن والشحوم الزائدة والخبيث المتخفي… وهنا، كلها هنا، كل أعضاء الجسد هنا، في القزحية، في قلب القزحية، حيث يتعرى الجسد وتنكشف الحالات ويقبض الطبيب بالجرم المشهود على الأمراض مشخصاً إياها قبل استفحالها. تشخيص الأمراض عبر قزحية العين اختصاص موجود… فكيف نعرف ما بنا من نظرة فابتسامة فصورة فتحليل فنتيجة؟

يُمسك كاميرا ويلتقط صورة، اثنتين أو حتى ثلاث صوّر ديجيتال، رقمية، للعينين، لقزحية العينين، يُكبرها ويضعها في حاسوب ويبدأ في التحليل والبحث والتمحيص. بعد أسبوع الى عشرة أيام وتأتي النتيجة مفصلة عن الظاهر والمخفي، والمخفي أكثر من الظاهر! فما هي يا ترى تلك العلاقة بين محتوى القزحية وطبيعة المرض؟

 قزحية العين طريق الدواء!
الاختصاصي في تشخيص الأمراض عبر قزحية العين والعلاج الغذائي الدكتور فيليب حدثي يضع عند عتبة عيادته مقولة: «المعدة بيت الداء والقزحية طريق الدواء». نقرأ المكتوب من عنوانه وندخل. كل ما في العيادة يُنبىء بأننا أمام طبيب مختلف. طبيب ليس في حاجة الى فحص دم وفحص شعاعي وفحص سريري ليكتشف ما بنا! ترمش عيوننا كثيراً ونحن نراقب صور القزحيات المعلقة على جدران العيادة. نغوص فيها. تركيبتها مميزة. إنها حقاً تركيبة إلهية. ننظر فيها أكثر فنكتشف أننا أمام جسد كامل. قزحية العين هي حقاً جسد كامل. يحمل الطبيب قلماً ويدل في الصوّر على التفاصيل: تشريحُ القزحية أمر غير سهل، معقد، وهي تتصل بكل الأعضاء والأنسجة عبر الجهاز العصبي والأعصاب البصرية المتصلة بالعينين. والعين مرتبطة بالدماغ وهناك بين الإثنين عصب مخزن للمعلومات تنزل عبره المعلومات الى قزحية العين، الى نقاط عدة في قزحية العين، وكل نقطة تُحدد طبيعة عضو معين. يتابع: هناك في القزحية ألوان ودوائر وحفر تشير الى أمراض معينة، تختلف باختلاف المنطقة الموجودة فيها، وكلما أصبحت الألوان غامقة أكثر كانت المشكلة أكبر.

علم «الإيرودولوجي»
علم تشخيص الأمراض عبر القزحية هو نفسه علم «الإيرودولوجي» وهو يُعطينا كما قلنا، معلومات عن مختلف أنحاء الجسم، فالعين اليسرى تعطينا معلومات عن جهة الجسم اليسرى والعين اليمنى عن جهة الجسم اليمنى.
قديماً كانت تستخدم الكاميرا العادية في التقاط الصورة. الكاميرا الرقمية التي بحوزتنا اليوم قد تصلح شرط ان تكون فيها علامة «توليب» الموجودة عادة في الكاميرات الرقمية. ابحثوا عن العلامة وهي لا بدّ موجودة لديكم. الطبيب فيليب حدثي يستخدم كاميرا رقمية أدق مزودة بمجهر. ومن شأن دراسة هذه القزحية تشخيص المرض حتى قبيل فترة طويلة من حدوثه. الخبيث مثلاً يمكن تحديد مدى استعدادنا للإصابة به فنتقي العوامل التي تُسرّع حدوث الإصابة. التحليل يدل أيضاً إذا كان مخزون السكري لدينا عالياً. ويُبيّن مدى استعدادنا للإصابة بالضغط وبتصلب الشرايين وحتى بآلام الرأس. المشاكل المعوية تؤدي الى آلام في الرأس ولعلّ دراسة الحلقة حول البؤبؤ بدقة تشير لنا مدى وجود فائض من حامض الهيدروليك في المعدة ما يُسبب تكرار حدوث آلام الرأس.
فلنسلم جدلاً بأننا خضعنا الى هذا النوع من التشخيص واكتشفنا ما بنا أو ما قد يحدث ذات يوم لنا، فهل تنتهي مهمة الدكتور حدثي هنا، عند هذه النقطة، أم يُتابعنا؟ وهل التشخيص يتم مرة واحدة أم هو مثل فحص الدم والكشف عن صحة الأسنان يفترض أن يتكرر كل ستة أشهر أو سنة؟

القزحية طريق الدواء
يُعالج حدثي غالبية الأمراض المشخصة عبر الغذاء: أليست المعدة هي بيت الداء والقزحية طريق الدواء؟ ويشرح: «تظهر لنا عبر القزحية مشاكل يعجز أي فحص عادي عن تحديدها. ونكتشف عبر القزحية نفسها سبيل العلاج. فجسم مريض ممتلىء بالمياه قد يؤدي الى وفاته، في حين أن المشكلة قد تكون محددة بعطل في عضو محدد، في الكليتين مثلاً، فنذهب إليها مباشرة في العلاج. ونعمد غالباً، والكلام الى حدثي، للعلاج عبر الغذاء والحدّ من مسببات السترس، لأن الإرهاق أساس ثلاثة أرباع المشاكل، ونحن قادرون على أن نحافظ، عبر الحمية الصحيحة، على جسم سليم ووزن سليم وصحة جسدية ونفسية سليمة.

ما بعد التشخيص
ويتابع حدثي قائلاً: «الإرشاد بعد التشخيص، فأعلم المريض كيف يحافظ على جسمه حتى يصبح طبيب نفسه. ومن تظهر لديه أمراض مزمنة عند التشخيص أطلب منه تكرار الفحص التشخيصي بعد شهرين أو ثلاثة من بدء العلاج حتى أتأكد من نتيجته. أما من يظهر لديه تضخم في الكبد عند التشخيص الأول فأجري له بعد شهر تشخيصاً ثانياً. في كل حال يُنصح على صحة السلامة بإجراء التشخيص مرة كل ستة أشهر أو سنة. ويفيد أن نعرف أن الإيرودولوجي قادر، على ما يُقال، على تشخيص إمكانية إصابتنا بالسرطان قبل عشرة أعوام من الإصابة»!
طب الايرودولوجي، التشخيصي عبر قزحية العين، اكتشف عبر بومة، نعم بومة، كانت قدمها اليمنى مكسورة وفي عينها اليمنى، جهة الكسر، ظهر خط مائل قاتم، كان سواده يخف ويستقيم يوماً بعد يوم، ويوم تعافت البومة إختفى الخط! وهذا ما أقنع تدريجياً الباحثين أن أي تغيير في صحة الجسم لا بد ان تلتقطه قزحية العين. هؤلاء يعتقدون أن وجود قزحية مغيمة، مثل الغيم في السماء، مؤشر الى وجود مرض الروماتويد. كما قد تشير العيون المحتقنة بالدم الى الاصابة بالحصبة أو بالرمد.

تشخيص الأمراض عبر قزحية العين خرافة أم حقيقة؟
سؤال بديهي قد يُطرح ويُجيب عنه الطبيب فيليب حدثي بالعودة الى القواميس الطبية والكتب العلمية التي تتحدث عن هذا الطب التشخيصي –  التخميني، مؤكداً على مقولة: ان العينين هما نافذة الروح! الثابت إذاً أن العينين تعكسان، بالعين المجردة، الحالات النفسية، فمن تعشق (ونحن في زمن الحب) يتوهج البؤبؤ في عينيها ومن تكتئب تذبل عيناها ومن تغضب تشرقط شراً عيناها ومن تملك طيبة تنعكس روحها في عينيها. هذا نفسياً أما عضوياً فالعين بتركيبتها الفريدة تحتوي على كل أنواع الأنسجة التي تكوّن الجسم مثل الكولاجين والعضلات والأوعية الدموية وغالباً ما قد ننجح، حتى نحن، وبالعين المجردة، في التقاط بعض الإشارات الصحية من خلال العينين. وطبيب العيون، بربكم، كم من مرة ومرة نصحكم وهو يجري لكم فحصاً في العينين باستشارة طبيب غدد مثلاً؟ طبيب العيون هو أيضاً يعرف أن العينين مرآة شفافة لحالة الجسم.

العين مثل بصمة اليد
قزحية العين مثل بصمة اليد فريدة من نوعها. والعين، يخزي العين، بيت أسرار الجسد. في كل حال ما يُفترض أن نعرفه هو أن التشخيص لا يكفي، فلا يكفي ان نعرف أن لدينا استعداداً للإصابة بالسكري ونمشي! فالغاية تبقى من التشخيص المبكر، سواء كان فن التشخيص بفحص قزحية العين أو أي فن تشخيصي آخر، اعتماد العلاج المبكر وقد يكفي تغيير بسيط في أسلوب الحياة والغذاء لتجنيب أنفسنا أمراضاً جمة. وقد يُستفاد من هذا العلم، بالتنسيق طبعاً مع الفنون التشخيصية العلمية الأخرى، من أجل وضع حدّ للبس الذي يحوط عادة بكثير من المسببات المرضية، فكم من مرة ومرة ذهبنا الى الطبيب وقال لنا فلنأخذ هذا الدواء ونكلمه بعد أسبوع، وبعد أسبوع يصف دواء آخر، وبعد أسبوعين دواء ثالثاً… فكم من داء وداء نظن أن لا شفاء منها بسبب عدم تمكن الطبيب الإختصاصي من تشخيص السبب بدقة؟! فهل ينجح الايرودولوجي حيث فشل الآخرون؟
الدكتور حدثي يجيب: «ثمانون في المئة تقريباً من الأمراض المنتشرة في عالمنا العربي مزمنة ويمكن بالتالي اكتشافها مبكراً عبر قزحية العين وضبطها والتحكم بها».
التنبيه أمر مطلوب لكن الإنتباه يبقى حجر الزاوية! أمامنا ما قد يُنبهنا والباقي علينا فهل سنُحسن التعامل مع أجسادنا؟

نوال نصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق