سياسة لبنانيةلبنانيات

كورونا والانتخابات على الابواب والنجاح في المعركتين ينقذ لبنان

المصائب على موعد دائم مع اللبنانيين، فما ان يتم التغلب على واحدة حتى تقفز الى الواجهة مصيبة اخرى اشد وادهى. فكأنه كتب على هذا البلد وهذا الشعب الا يرتاحا ابداً. فما كاد الجهاز الصحي يعلن تغلبه على الجائحة المدمرة كورونا، حتى مني بمتحورة جديدة سريعة الانتشار اطلق عليها اسم اوميكرون. الم تكفنا المتحورة دلتا التي حصدت الكثير من الارواح؟ واوميكرون، وعلى الرغم من وصفها بانها اقل فعالية من دلتا، وعوارضها في معظمها ليست قاتلة، الا ان انتشارها السريع اقلق السلطة، بسبب عدم قدرتها على المواجهة. فالمستشفيات في وضع صعب، اولاً بسبب الحرب على الجائحة، وثانياً الوضع الاقتصادي الذي يحرمها من المستلزمات الضرورية التي تمكنها من التغلب على المرض.
اما المشكلة الكبرى التي تواجهها السلطة الصحية في النقص الكبير في الجهاز الطبي والتمريضي. لقد اجبر الوضع الاقتصادي المتردي الذي افقر اللبنانيين وجوّعهم، المئات او اكثر من الاطباء ذوي الاختصاص والكفاءة، على الهجرة بحثاً عن حياة كريمة حرمتهم منها المنظومة، وحرمت كل المواطنين معهم. فاصبح الجسم الطبي يفتقر الى الكثير من الكفاءات، وهذا نتيجة تسلط المنظومة على كل شيء، فافقرت البلد واوصلته الى قعر الهاوية. والهجرة لا تقتصر على الاطباء في الجسم الطبي بل شملت الممرضين والممرضات الذين غادروا على امل ان يجدوا في الخارج ما عجزت المنظومة عن تأمينه لهم.
واليوم وحيث لا تفصلنا عن سهرة رأس السنة، التي تشهد الكثير من التفلت وعدم التقيد بالاجراءات، سوى ساعات قليلة، يخشى ان تحل الكارثة عبر تسجيل اعداد كبيرة من الاصابات تعجز المستشفيات عن استقبالها. فعسى ان تنجح التدابير التي قالت السلطة انها مشددة في منع وقوع الكارثة. والا فان الاقفال يصبح حتمياً.
وسط هذه الاجواء المقلقة فتحت المعركة الانتخابية، بعد ان وقع رئيس الجمهورية امس مرسوم دعوة الناخبين الى الانتخابات في 15 ايار المقبل للمقيمين و12 منه للموظفين المشاركين بالانتخابات و6 و8 منه للمقيمين خارج لبنان. فهل تتم العملية الانتخابية على خير وفق ما هو مرسوم لها، ام ان هناك فريقاً او افرقاء عدة غير مطمئنين سلفاً الى النتائج، سيعملون ما بوسعهم لمنع حصول الانتخابات.
تعطيل الاستحقاق هذه المرة ليس بالامر السهل، اياً تكن القوى التي ستعمل على العرقلة، ذلك ان اكثرية اللبنانيين الساحقة يريدون هذه الانتخابات وينتظرون بفارغ الصبر ساعة الحقيقة لمعاقبة الذين دمروا حياتهم ومستقبلهم وشردوهم في مختلف بقاع الارض بحثاً عن حياة كريمة انتزعتها منهم المنظومة. يضاف الى ذلك ان المجتمع الدولي يراقب باهتمام كل شاردة وواردة تتعلق بهذا الاستحقاق الدستوري، وهو على استعداد لمعاقبة كل من يتصدى للانتخابات. فهل بعد ذلك من يملك الجرأة على التعطيل، ان الثمن سيكون غالياً جداً. لذلك فالمواطنون مدعوون للبدء بالاستعداد لمعركة، لانها لن تكون كغيرها من المعارك بل هي مصيرية. فالشعب يستطيع احداث التغيير اذا شاء ذلك، خصوصاً وهو يلقى الدعم المحلي والدولي.
وعلى المواطنين ان يتنبهوا الى ان بعض افراد المنظومة، وكلهم متمولون بما فيه الكفاية من جراء الصفقات التي عقدوها على مر السنين، سيحاولون استغلال الوضع الاقتصادي المتردي، عبر شراء الضمائر والاصوات. وهنا على السلطة ان تتعاطى بجدية قصوى مع هذا الموضوع وتمنع هذه المحاولات. ولذلك فان قوى المجتمع المدني تطالب باشراف دولي فعال على الانتخابات لضمان سير العملية بحرية ونزاهة.
ان اللبنانيين يعرفون جيداً من افقرهم، ومن اوصلهم الى هذا الوضع القاتل، فحرموا من الكهرباء والماء وحتى من لقمة العيش التي اصبحت اسعارها اكبر من قدرتهم الشرائية. وامام صندوق الاقتراع على كل مقترع ان يفكر بكل هذا قبل ان يلقي ورقته في الصندوق، لتأتي صائبة وفي محلها. فالى اللقاء وقد اصبح الاستحقاق على الابواب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق