اخبار النجومالاسبوع الفني

موسيقي غربي ينقل صخب المدينة إلى قرية لبنانية نائية بمهرجان غلبون

تمكنت قرية صغيرة في جبل لبنان من وضع اسمها على خريطة المهرجانات الدولية واستقدام صخب المدن إلى الريف من خلال مهرجان في دورته الثامنة بدأ قرويا وتحول إلى دولي في غضون سنوات.
وضمن فعاليات مهرجان غلبون، أحيا المؤلف الموسيقي وعازف الغيتار والمغني البوسني جوران بريجوفيتش حفلاً موسيقياً حضره نحو 1500 متفرج وقدم خلاله عرضاً مبهراً لجمهور بعضه قصده تحديداً والبعض الآخر لم يسبق له معرفة هذا الفنان.
وهي ليست المرة الأولى التي يحيي فيها ابن مدينة سراييفو مهرجاناً موسيقياً في لبنان لكن العودة إلى بيروت هذه المرة كانت من بوابة قرية نائية تقع في أعالي مدينة جبيل اللبنانية وقدم لجمهورها إبداعاته الفنية التي تبلورت في ألبومه الأحدث الذي يحمل عنوان (ثلاث رسائل من سراييفو).
وقال بريغوفيتش  لرويترز إنه كان يخاف ألا يعود إلى بيروت مرة أخرى بعد الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 «لكننا اليوم هنا».
وأضاف قبل بدء الحفل «ما يجمع بيروت وسراييفو هو الحرب حيث يمكننا الآن أن نكون جيراناً وغداً تشتعل الحرب بيننا وموضوع ألبومي الجديد يتمحور حول العيش معاً. لقد قدمت هذا الألبوم في مناطق مختلفة من العالم ولكن هناك مناطق أفضل من غيرها لعرض هذا النوع وأهمها بيروت وأنا سعيد جداً بأنني سأقدمها هنا».
ويقول «أنا كمؤلف موسيقي أستطيع أن أجمع بين أشياء تعجز السياسة والأديان عن جمعها. نحن في القرن الحادي والعشرين وعلينا أن ندرك أن الاختلاف بيننا يجب ألا يدفعنا لقتل بعضنا البعض. أنا كمؤلف وأنت كصحفية وغيرك كمدرس وآخر بائع الأحذية وكل الناس عليهم أن يسلكوا الطريق الصحيح في هذا المجال».
وعن اختياره لبنان لهذا العرض قال بريغوفيتش (68 عاماً) «زرت العالم وكان لي عروض في صربيا والأرجنتين وأفريقيا ولبنان أيضاً… الجمهور سوف يكون مستمتعاً جداً والرسائل في الألبوم هي عبارة عن هدية قيمة لي».
بدأ العرض بدخول عدد من عازفي آلات النفخ من بين الجمهور الذي ما أن سمع الموسيقى حتى بدأ بالرقص والتمايل والتصفيق. وما هي إلا دقائق حتى دخل بريغوفيتش إلى المسرح متأبطاً غيتاره الذي أدخل عليه بعض التعديلات الحديثة.
وفي منتصف الحفل وقف الجمهور في الصفوف الأمامية للمسرح متفاعلاً مع الفنان في الرقص والغناء. وارتفعت الأيدي وتعالت الأصوات لدى تأديته نسخته الخاصة من الأغنية الإيطالية الحماسية (بيلا تشاو).
وقال إيلي بركات وهو طالب بالطب إنه عرف جوران بريغوفيتش من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لكنه اليوم يتعرف عليه بشكل شخصي ومباشر. وأضاف «كان المهرجان بيعقد (رائع)… جوران عنده حضور وشخصية وحماس رائع على المسرح».
ووصف يوسف باسيل وهو ناشط في الشأن العام عرض بريغوفيتش بأنه عرض القمة وقال لرويترز «ما قدمه روعة وحماسي جداً… والجمهور كاد أن يتسلق إلى المسرح».
وقالت عبير وهي موظفة في منظمة دولية بعد حضورها المهرجان «حضور فنان عالمي مثل جوران إلى ضيعة صغيرة هو حدث… مش ضروري لنقدر نحضر جوران نروح عالعاصمة».
وقالت رئيسة مهرجانات غلبون الدولية ندى عاد إن اختيار الفنان جوران بريغوفيتش كان بهدف تقريب الريف إلى المدينة.
وأضافت لرويترز «لقد كانت استراتيجيتنا هي تشجيع السياحة الريفية البيئية وقد نجحنا بأن نجعل ضيعة صغيرة نموذجية مثل غلبون محط الأنظار، وسنة عن سنة نقوم بخلق فرص عمل جديدة من خلال الدعم والإقبال على القرية واستطعنا أن نحدث حالة نزوح من الساحل للجبل لكي يمضى الزائرون وقتاً طيباً».
وكان مهرجان غلبون قد افتتح يوم الخميس الماضي بعرض موسيقي يمزج الأوركسترا الوطنية مع أغاني معروفة من لبنان والعالم.
وفي الليلة الثانية كرم المهرجان أربعة فنانين لبنانين هم صباح ووديع الصافي وفيليمون وهبة وزكي ناصيف في حفل مع الموسيقي ميشال فاضل برفقة ثلاثين عازفاً.
أما الليلة الثالثة فقد أحياها الفنان اللبناني مروان خوري.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق