رئيسيسياسة عربية

ألسنة النار والانفجارات تضيء سماء غزة ليلاً وسط قصف دام

لم تتوقف مشرحة مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح خلال الليلة الماضية عن استقبال الجثث التي وصل عددها صباح الإثنين إلى 58، وفق مدير المستشفى إياد الجابري الذي أكد «وجود العشرات تحت الأنقاض غالبيتهم من النساء والأطفال».
أضاء القصف والانفجارات سماء القطاع المحاصر بالأصفر والأحمر، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ «ضربات كبيرة» قال إنها «ستتواصل في الأيام المقبلة».
فقد محمد مشمش عدداً من أفراد عائلته جراء القصف الجوي الإسرائيلي. ويقول الرجل البالغ من العمر 54 عاماً وقد بدت آثار الصدمة والوجع ظاهرة على وجهه لوكالة فرانس برس «إنها حملة شرسة، كلهم أطفال، أكثر من 30 شهيداً من عائلة مشمش وأبو ليلة، جميعهم مدنيون».
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة الإثنين أن 200 شخص على الأقل قتلوا في القصف المكثف الذي نفذته القوات الإسرائيلية خلال الليل على قطاع غزة.
بعد الظهر، أعلنت الوزارة أن حصيلة القتلى في القطاع تجاوزت العشرة آلاف، معظمهم من النساء والأطفال، منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم في القصف الإسرائيلي الذي جاء رداً على هجوم مباغت شنته حركة حماس الإسلامية على البلدات الحدودية في إسرائيل.
وقتل 1400 شخص غالبيتهم من المدنيين منذ بدء الهجوم غير المسبوق معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم، بحسب السلطات الإسرائيلية.

لا اتصالات

مساء الأحد، أمضى سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2،4 مليون نسمة وللمرة الثالثة منذ بدء الحرب، الليل معزولين عن العالم، ومن دون أي إمكانية للتواصل والاطمئنان على بعضهم بعضاً.
ويقول مشمش الذي نزح حديثاً الى مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع «في ظل انقطاع الاتصالات لم نعلم بهذا القصف سوى في السادسة صباحاً».
أما ابن عمه محمود رضوان مشمش فيروي كيف تعرض حي المشاعلة في دير البلح للقصف ويقول إنه لم يستطع طلب الإسعاف في ظل انقطاع الاتصالات.
ويوضح «أرسلنا شهداء في سيارة حتى تبلغ الإسعاف ويأتي لنقل الشهداء… ونقلنا عشرة شهداء في شاحنة».

زلزال

ويروي محمود مشمش لفرانس برس «إنها مجزرة. عندما فجروا المنازل شعرنا وكأن زلزالًا ضرب المكان».
وكان يتحدث عن تدمير ثلاثة منازل «كان فيها نحو 60 شخصاً كلهم أطفال ونساء…. لا علاقة لهم بشيء. نقلنا منهم حوالي 40 شهيدًا والباقي تحت الأنقاض».
وأعلن الجيش الإسرائيلي الذي طلب من سكان شمال قطاع غزة النزوح نحو الجنوب أنه قسم القطاع الذي يحاصره منذ العام 2007 إلى شطرين.
ودعا الناطق باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس الاثنين ما تبقى من مدنيين إلى مغادرة شمال القطاع، مضيفاً أن هذا سيسمح للقوات الإسرائيلية «بتفكيك حماس معقلاً بعد آخر حتى نحقّق هدفنا النهائي المتمثل بتحرير قطاع غزة برمته من حماس».
ويقول محمد أبو ليلة الذي نزح قبل 20 يوماً من منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة إنه ظن أنه في مأمن. ويقول «بعدما ألقوا منشورات، نزحنا إلى منزل خالتي في النصيرات».
ويضيف «في الحادية عشرة ليلاً، قصفوا المنزل، استُشهدت أمي… خرجنا من تحت الدمار… كنا 120 شخصاً في المنزل استُشهد وأصيب عدد كبير».
ويقول «صليتُ على أكثر من 50 شهيداً».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق