دولياترئيسي

وصول كبار قادة أوروبا ماكرون وشولتز ودراغي إلى كييف واسلحة اميركية بقيمة مليار دولار

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي بالقطار إلى كييف الخميس وشوهد القادة الثلاثة في محطة القطار. بينما قال الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء إن بلاده ستقدم مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا تشمل مدافع وقذائف وصواريخ مضادة للسفن بقيمة إجمالية تصل الى مليار دولار. وأكد بايدن مجدداً التزام واشنطن بدعم أوكرانيا ووحدة أراضيها في مواجهة العدوان الروسي. فيما أعلن رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا أن بلاده ستضع نصب عينيها حين ستتولى في الأول من تموز (يوليو) المقبل الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي تنظيم قمة «لإعادة إعمار» أوكرانيا وإعداد «خطة مارشال» لهذا البلد.
ومن دون تأكيد هذه الرحلة، أرسل ماكرون الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي حالياً، إشارات إلى كييف الأربعاء، عبر زيارة لواحدة من قواعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) في رومانيا.
ورداً على سؤال عن زيارة ممكنة إلى كييف، قال الرئيس الفرنسي «أعتقد أننا في لحظة نحتاج فيها إلى إرسال إشارات سياسية واضحة، نحن الاتحاد الأوروبي، إلى أوكرانيا والشعب الأوكراني بينما يبدي مقاومة بطولية منذ أشهر».
وستشكل هذه الزيارة سابقة لقادة ثلاث دول كبرى في الاتحاد الأوروبي منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط (فبراير).
وسيلتقي القادة الثلاثة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمناقشة الدعم العسكري وطلب أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وتؤيد فرنسا وألمانيا وإيطاليا هذا الطلب لكن على الأمد البعيد.
وبشأن طلبها الرسمي الإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لا تتوقع أوكرانيا من القمة الأوروبية التي ستعقد في 23 و24 حزيران (يونيو) أقل من قرار للدول الـ27 ببدء عملية مفاوضات قد تستمر سنوات.
ويتوقع أن يكرر الرئيس الأوكراني طلبه مد كييف بشحنات جديدة من الأسلحة الثقيلة، الأمر الذي يعتبر أساسي لمواجهة القوة النارية الروسية.

«كونوا معنا»

قال زيلينسكي للنواب التشيكيين في براغ في مؤتمر عبر الهاتف «نحن معكم، كونوا معنا»، مكرراً شعاراً ردده مذيع إذاعي تشيكوسلوفاكي في 1968 بينما كان المحتلون السوفيات يحاولون إغلاق الإذاعة.
وأضاف «اليوم وبينما يكافح شعب أوكرانيا من أجل حريته ضد الغزو الوحشي لروسيا، نستخدم هذه الكلمات لمخاطبة كل أمم أوروبا والعالم الديموقراطي»، مؤكداً أن «أوكرانيا يجب أن تحصل على كل ما هو ضروري لتحقيق النصر».
وعبر زيلينسكي مساء الأربعاء عن «امتنانه» للولايات المتحدة على الدفعة الجديدة من المساعدات العسكرية التي أعلنها نظيره الأميركي جو بايدن عبر الهاتف.
وقال زيلينسكي في رسالته اليومية بالفيديو مساء الأربعاء إن «الولايات المتحدة أعلنت عن تعزيز جديد لدفاعنا، دفعة جديدة من المساعدات بقيمة مليار دولار». وأضاف «أود أن أعرب عن امتناني لهذا الدعم لأنه مهم خصوصاً لدفاعنا في دونباس»، المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا وتشكل هدف الهجمات الروسية حالياً.
وتشمل المساعدات الأميركية خصوصاً قطع مدفعية وقذائف إضافية.
من جهته، دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأربعاء حلفاءه إلى «تكثيف» شحنات الأسلحة إلى الأوكرانيين.

«لحظة مفصلية»

أعلن وزير الدفاع الأميركي خلال اجتماع في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل لدول «مجموعة الاتصال» التي أنشأتها الولايات المتحدة لمساعدة كييف، أن «أوكرانيا تواجه لحظة مفصلية في ساحة المعركة». وأضاف «لذلك يجب علينا تكثيف التزامنا المشترك» و«مضاعفة جهودنا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها».
وقال زيلينسكي إنه تحدث أيضاً مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي أكد على تويتر دعم أوكرانيا «حتى النصر النهائي».
وهذا النصر يمر عبر منطقة دونباس (شرق أوكرانيا) التي تشهد معركة شرسة منذ أيام بين القوات الروسية والأوكرانية.
ومنذ هجومها الفاشل على كييف في آذار (مارس) حددت القوات الروسية والانفصاليون الموالون لموسكو الذين يسيطرون على جزء من هذه المنطقة الصناعية منذ 2014 هدفاً هو السيطرة على دونباس بأكملها.
وصرح القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية مساء الأربعاء أن «العدو ركز قواته الهجومية الرئيسية في شمال منطقة (لوغانسك) ويحاول الهجوم من تسعة اتجاهات في وقت واحد».

مدن أساسية

يتركز القتال منذ أيام في ليسيتشانتسك وسيفيرودونيتسك وهما مدينتان رئيسيتان في دونباس. واعترفت السلطات الأوكرانية في الأيام الأخيرة بأن قواتها طُردت من وسط مدينة سيفيرودونتسك ولم يعد لديها سوى «قنوات اتصال معقدة» معها بعد تدمير جميع الجسور المؤدية إلى ليسيتشانسك.
وذكر قائد القوات الأوكرانية مساء الأربعاء بأن «سيفيرودونيتسك عنصر استراتيجي في نظامنا الدفاعي لمنطقة لوغانسك»، مؤكداً أنه «لا يمكن اعتبار المدينة غير ذلك».
وتتحصن القوات الأوكرانية خصوصاً في مصنع أزوت للصناعات الكيميائية الذي يعد من رموز المدينة التي كان عدد سكانها نحو مئة ألف نسمة قبل الحرب. وقال رئيس بلدية سيفيرودونتسك أولكسندر ستريوك إن أكثر من 500 مدني يتحصنون داخل المبنى.
واقترحت موسكو الثلاثاء إنشاء «ممر إنساني» يسمح بإجلاء هؤلاء المدنيين إلى مناطق يسيطر عليها الروس، لكن كييف لم تؤكد ذلك.
واتهمت روسيا الأربعاء قوات كييف بمنع العملية.
على الصعيد الدبلوماسي وبينما تساند الولايات المتحدة وأوروبا أوكرانيا، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ الأربعاء قربه من «صديقه القديم» فلاديمير بوتين، مجازفاً بالتسبب بتوتر العلاقات بين بكين والغرب.
من جهتها، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من عواقب أزمة الغذاء الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وحذر المفوض السامي للأمم المتحدة للاجئين فيليبو غراندي من أنه إذا لم ينجح العالم في وقف هذه الأزمة، فإن العدد القياسي للمهجّرين الذي بلغ مئة مليون شخص سيتضخم «بعدد كبير من الناس».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق