نزهة في ربوع حرش بيروت

ضمن إطار حملتها «معاً لإعادة فتح حرش بيروت» الهادفة إلى تفعيل الحرش كمساحة عامة لكل الناس، نظمت جمعية «نحن»، يوم السبت الفائت في ، نزهةً في أرجائه شارك فيها المئات من المواطنين.
وكانت جمعية «نحن» قد حصلت على موافقة رسميّة من محافظ بيروت تسمح لها بتنظيم نزهة داخل حرش بيروت ودعوة أصدقائها إلى زيارة هذه المساحة العامة الممنوعة على المواطنين.
منع الاعلاميين من الدخول
ولكن حين توجّه الراغبون في التعرّف على الحرش، عند الساعة الثالثة من بعد ظهر السبت، إلى مدخله الرئيسي فوجئوا بجملة من الإجراءات التي تعرقل دخولهم إليه: توزيع المنشور الخاص بالحرش على القادمين على الرصيف قبل دخولهم، التفتيش الدقيق عند المدخل، محاولة منع إدخال آلات التصوير، والأسوأ، عدم السماح لأي صحافيّ بالدخول مع المواطنين ما دفع مراسلي محطة الـ «أل. بي سي» وصحيفة «الديار» إلى المُغادرة!
وبعد اعتراض جمعية «نحن» على هذه التدابير غير المبررة وغير اللائقة والتي تعامل المواطنين كقطاع طرق أومُشتبه فيهم، قام الحرس البلدي وبشكل مُفاجىء بمنع الجميع من الدخول – تنفيذاً لتعليمات مسؤولة الحدائق المهندسة مايا الرحباني، على ما يبدو.
هذه التعقيدات غير المفهومة برّرتها الآنسة الرحباني بأنها تأتي على خلفية «مُهاجمة» جمعية «نحن» المنظمة للنزهة، لبلدية بيروت و«تشويه» صورتها في مقابلات سابقة، مستعيدة بعض تصريحات الحملة السابقة في السنتين الماضيتين أثناء عمل «نحن» على فتح حرش بيروت!
وبعد إنتظار دام قرابة النصف ساعة أمام المدخل وعلى ضوء إصرار الجمعية واصدقائها على الدخول الى الحرش، أجريت عدة اتصالات من قبل الحرس البلدي، منها مع الجهات الأمنية، وفي النهاية سُمح للجميع بالدخول، ما عدا الإعلاميين.
تحت اشجار الحرش
وعلى الرغم من كل الظروف التي أحاطت بالنزهة، تمكن المشاركون من الاستمتاع بجولة داخل الحرش وعلت ضحكات الأطفال وهم يلعبون بالطابة مع أهلهم، وأطربت أنغام آلة العود الموسيقية آذان شبان افترشوا الأرض واستلقوا تحت أشجار الصنوبر. كما تخللت النزهة جلسة يوغا شارك فيها عشرات الشبان والصغار لأخذ قسط من الراحة النفسية.
وفي بيان لجمعية «نحن» قالت ان موقفها واضح تماماً وهو علنيّ ومعروف من الجميع خاصة من قبل مجلس بيروت البلدي ومحافظ بيروت، مؤكدة انها لا تعمل في الخفاء بل تمارس الشفافية خلال عملها على حملة «معاً لإعادة فتح حرش بيروت». لذلك «نستغرب ما حصل معنا خاصةّ أننا كنّا قد حصلنا على موافقة مسبقة بالدخول إلى الحرش وأكدنا مراراً لمكتب المحافظة كما للآنسة الرحباني، أننا بصدد القيام بنزهة لكي «يتعرف الناس على الحرش أكثر» وأننا لسنا بصدد القيام في داخله بمؤتمر صحافي او ما شابه. هذا التعاطي يدفعنا أكثر إلى المطالبة بفتح حرش بيروت أمام المواطنين منعاً لتعرض المواطنين لهذه الإجراءات التعسفية لاحقاً».
لإعادة فتح حرش بيروت
وشددت «نحن» مجدداً على موقفها «العلني، الثابت والأكيد وذلك بضرورة فتح بلدية بيروت لحرش بيروت فوراً، إذ لم يعد هناك أية حجة تمنع ذلك، فدفتر الشروط وكل الدراسات والإجراءات اللازمة أصبحت جاهزة ومنذ زمن وقد تمّت بمساعدة من سلطات منطقة «إيل دو فرانس» بالإشتراك مع جمعية «نحن»، وأي مماطلة منذ الآن تعدّ إهمالاً غير مبرر وقمعاً للحق في فتح حرش بيروت كمساحة آمنة للجميع، خاصة ان كل ما يحتاجه الحرش في هذه المرحلة هو «الأمن والنظافة» وهو مطلب يُمكن تأمينه بسهولة. أمّا بالنسبة لغرف الحمامات فيمكن مؤقتاً وفي بضعة أيام الحصول على حمامات مُسبقة الصنع ومُجهّزة بشكل كامل، وفي متوفّرة في الأسواق اللبنانيّة».
يذكر أن حرش بيروت هو أكبر حرش في العاصمة اللبنانية وهو يشكل ٧٣٪ من المساحات الخضراء فيها إذ تبلغ مساحته ٣٥٠ كم٢ تقريباً ويحتوي على أكثر من ٧٠٠٠ شجرة. ولكن لا أهمية لذلك في حال بقي الحرش مغلقاً وحين يُفتح، سيتمكن المواطنون بالتعاون مع الجمعيات من تفعيله من خلال إقامة نشاطات بيئية وثقافية وترفيهيّة لإعادة الحياة إليه.