المصارف المركزية الكبرى احرقت حوالي 545 مليار دولار

سعر الذهب؟! «لا احد يفهمه. وانا كذلك». هذا القول، هو لحاكم البنك المركزي الاميركي، المنتهية مدته، بن برنانكه، الذي يبدو ان دراسة لبلومبرغ، اكدته، فرأت الدراسات التي اجرتها، ان البنوك المركزية، «احرقت» حتى شهر نيسان (ابريل) الماضي، 545 مليار دولار (باسعار سنة 2011) حتى اليوم. وسجل سعر الذهب، الذي بدأ في الانخفاض منذ شهر نيسان (ابريل) الماضي، ادنى مستوياته منذ 1981، في شهر تشرين الاول (اكتوبر): فانخفض بنسبة 21 في المئة، وبلغ 1316،28 دولاراً، فكانت اسوأ نتيجة في اسعار المواد الاولية، هذ السنة، بعد الحبوب والفضة.
وسواء كنا «نفهم» الاسعار ام لا، فان الذهب ليس بنداً ثانوياً، في ميزانية البنك المركزي الاميركي، والعالم. الا ان الولايات المتحدة تملك منه 8 الاف طن على شكل سبائك، اي 72 في المئة من الاحتياطي على مستوى العالم. ويقدر «المجلس العالمي للذهب» ان البنوك المركزية، اضافت في سنة 2013 الى ما في مستودعاتها 350 طناً على الاقل، ثمنها حوالي 15 مليار دولار. وكانت اشترت 535 طناً اخرى، في سنة 2012، فكانت المشتريات الاكبر منذ سنة 1964، ومن سوء الحظ، ان يكون ثمنها انخفض في معدل 31 في المئة.
وتقول الدراسة، ان حكام البنوك المركزية، بمن فيهم برنانكه، لم يعيروا عمليات بيع وشراء الذهب الاهمية التي تستحق.
سوء تقدير
ويشرح مايكل شتراوس، الذي يدير استراتيجية الاستثمار لحساب مجموعة «كومون غروب» في ويلتون بولاية كونكتيكتات الاميركية: «لكنهم اشتروا عندما كان من المفروض ان يبيعوا، وباعوا عندما كان من المفروض ان يشتروا. ان سوق الذهب ستزداد صعوبة سنة بعد اخرى، ويتأثر سعر المعدن الاصفر في بعض الاحيان، بالمشاعر اكثر من المؤشرات الاساسية».
ويعتبر شتراوس: «ان البنوك المركزية، لعبت دائماً دوراً وسطاً، في ما يتعلق بالذهب».
ويبدو وكأن الارقام، تعطيه الحق: ففي الوقت الذي كان المستثمرون، يفقدون الثقة في المعدن الاصفر، الى حد جعل المفاوضات حول الصفقات تنخفض في معدل 43 في المئة (حوالي 60 مليار دولار)، استمر «صانعو السياسة» يستثمرون.
وهناك من اعتبر تعليق برنانكه استدراجاً، وان في رفقة اشخاص، مثل وورن بوفت، الذي قال ان الذهب «ليس له اية فائدة»، لانه كثير التبدل.
وكانت قيمة السبيكة ارتفعت في معدل 70 في المئة من 2008 الى 2011 بضخ ملياري دولار في النظام المالي، بتشجيع من البنك المركزي الاميركي.